ما تفسير قوله تعالى وما انت بمسمع من في القبور وهل الاموات يسمعوننا أم لا وفقكم الله وحفظ الشيخ ياسر الحبيب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج1: المراد من الآية الكريمة ليس كما يذهب إليه أغرار الطائفة البكرية من أن الأموات لا يسمعون! إنما المقصود منها أن هؤلاء الكفار حالهم كحال الأموات لا ينتفعون بالمواعظ.
جاء في تفسير القمي: {إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور} قال هؤلاء الكفار لا يسمعون منك كما لا يسمع أهل القبور.
وقال الطبري في تفسيره: كما لا يقدر أن يسمع من في القبور كتاب الله فيهديهم به إلى سبيل الرشاد، فكذلك لا يقدر أن ينفع بمواعظ الله وبيان حججه من كان ميت القلب من أحياء عباده، عن معرفة الله، وفهم كتابه وتنـزيله، وواضح حججه. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) كذلك الكافر لا يسمع، ولا ينتفع بما يسمع.
وفي صحيح البخاري:عن نافع أن ابن عمر أخبره قال: «اطلع النبي صلى الله عليه وآله على أهل القليب فقال: وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فقيل له: تدعو أمواتا؟ فقال: ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون».
ج2: نعم يسمعون كلامنا، وقد دلت روايات أهل البيت عليهم السلام على ذلك، منها ما عن وجميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام في زيارة القبور قال إنهم يأنسون بكم فإذا غبتم عنهم استوحشوا.
وما عن محمد بن مسلم أنه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام الموتى نزورهم؟ فقال نعم قلت فيعلمون بنا إذا أتيناهم؟ فقال: إي والله إنهم ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم، قال: قلت فأي شيء نقول إذا أتيناهم؟ قال: قل اللهم جاف الأرض عن جنوبهم وصاعد إليك أرواحهم ولقهم منك رضوانا واسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم وتونس به وحشتهم إنك على كل شيء قدير.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
19 ذو القعدة 1445 هجرية