ما قول الشيخ في الرواية التي فيها أن النبي موسى يفر من أمه وأن النبي يعقوب جمع بين الأختين؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وردت رواية في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج ٢ - الصفحة ٢١٨ في احد مقاطع الرواية : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله عز وجل: (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرء يومئذ شان يغنيه) من هم؟ فقال عليه السلام: قابيل يفر من هابيل والذي يفر من أمه موسى والذي يفر من أبيه إبراهيم يعنى الأب المربى لا الوالد والذي يفر من صاحبته لوط والذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان.

( السؤال والإشكال / ما هو السبب الذي يجعل نبي الله موسى(ع) يفر من أمه؟ في احد مقاطع الرواية : وسأله عن من جمع بين الأختين؟ فقال عليه السلام: يعقوب بن إسحاق جمع بين حبار وراحيل فحرم بعد ذلك فأنزل: (وان تجمعوا بين الأختين) ( السؤال / هل تزوج فعلاً النبي يعقوب (ع) بأختين وما حقيقة ذلك؟ في احد مقاطع الرواية : وسأله عن أكرم الناس نسبا فقال: صديق الله يوسف بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله صلوات الله عليهم ( السؤال / أليس اسماعيل هو ذبيح الله؟ في احد مقاطع الرواية : وسأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل ويعقوب وهو إسرائيل والخضر وهو حلقيا ويونس وهو ذو النون وعيسى وهو المسيح ومحمد وهو أحمد صلى الله عليه وآله ( السؤال / هل يوشع بن نون نبي ام وصي، ومن هو الخضر او حلقيا؟ ______ مع فائق التقدير والاحترام ..راجياً لكم التوفيق والسداد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

قال الصدوق رحمه الله في (الخصال ج1 ص318): «إنما يفر موسى من أمه خشية أن يكون قصَّر في ما وجب عليه من حقها». كذا قال، ولا نعلم مستنده فيه، ولعله اطلع على أثر بمضمونه، إلا أنه بعيد، إذ لو كان لذكره أو أشار إليه.

ويدي مرفوعة عن الاعتماد على كل ما جاء في هذا الخبر، إذ هو من طريق مجاهيل، وفيه ما فيه مما لا يُقبل إلا بتكلف، ونحن في غنى عنه.

وما ورد فيه من جمع يعقوب عليه السلام بين الأختين مردود لم يصح عندنا، إذ هو من الإسرائيليات، قد ذكره أهل الكتاب في عهدهم القديم، وازدرده منهم مخالفونا فذكروه في تفاسيرهم وتواريخهم. ومنا مَن حمله على أنه عليه السلام تزوج من الأولى ثم لما توفيت تزوج الأخرى، وهو كما ترى، تكلف بعيد عن لفظ الجمع وأن الله حرمه بعد ذلك. على أن الخبر في علل الشرائع خالٍ من هذه الفقرة، مع وجودها في عيون الأخبار.

والثابت عندنا أن الذبيح إسماعيل عليه السلام لا إسحاق عليه السلام، فهذا مما يوهن هذا الخبر أيضا.

أما يوشع بن نون عليه السلام فالثابت عندنا عن أئمتنا عليهم السلام كونه وصيا، مع أن الوصاية تصح للأنبياء كذلك، إلا أن هذه الزيادة غير ثابتة عندنا. ومخالفونا هم الذاهبون إلى كونه نبيا.

أما الخضر عليه السلام فلا قطع عندي على إثبات نبوته ولا على نفيها، وهو - على كل حال - كان ممن يوحى إليه، فلعل النبوة المنفية عنه في بعض الروايات يُقصد بها ما يتضمن الدعوة أو الظهور. وأما إثبات اسمه، فهذا الخبر يقول أنه  (حلقيا)، وفي أخبار أخر أنه (تاليا)، وفي ثالثة أنه (إلياس). ولعل الجميع اسم واحد غير أنه صُحِّف في النسخ لتقارب الرسم. والله العالم وحججه عليهم السلام.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

13 شوال 1445 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp