ما ردكم على شبهة عثمان الخميس أن جابر الجعفي روى 250 ألف حديث عن الإمام الباقر عليه السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و صل الله على محمد و اله طيبين طاهر و لعن الله اعداءهم من الاولين و الاخرين الى قيام يوم الدين . احبتي سؤالي عن جابر بن يزيد الجعفي و شبهة عثمان الخميس الناصبي لعنه الله انّ جابر روى 250 الف حديث عن الإمام الصادق و الباقر صلوات الله عليهما . فهل هذا صحيح ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد السبط الثالث المحسِّن الشهيد عليه السلام ولعنة الله على قاتليه.

بمراجعة الشيخ،

هذه من عفطات عثمان بن أبيه المشبعة بالكذب والمبالغة والغباء، إذ لم تذكر الآثار شيئا عن رواية جابر الجعفي مئتين وخمسين ألف حديث كما يزعم، وأقصى ما فيها رواية تذكر سبعين ألف حديث، وقد صُحِّفت السبعون إلى تسعين في بعض النسخ، فإذا جُعلت غير تلك التي حدَّث بها باعتبار أنه كان مأمورا بكتمانها؛ لم يبلغ العدد على أقصى الفروض إلا ضعفيه، أي مئة وأربعين ألف حديث، فكيف زادها هذا الناصب حتى بلغت ربع مليون حديث؟! فإن دعواه هذه لا تكون حينئذ إلا عن تحامل ومبالغة؛ أو غباء وجهل بالحساب! هذا أولا.

وأما ثانيا؛ فإن الآثار التي تذكر كثرة رواية جابر إلى ما يبلغ آلافا مؤلفة؛ ليست مما اقتصر ورودها عندنا، فقد وردت عند العدو أيضا. ومن ذلك ما في ميزان الاعتدال للذهبي (ج1 ص379): «عن زهير بن معاوية، سمعت جابر بن يزيد يقول: عندي خمسون ألف حديث ما حدثت منها بحديث. ثم حدث يوما بحديث فقال: هذا من الخمسين الألف». وقد ذكر مع ذلك توثيق جمع من كبارهم له، كشعبة وسفيان الثوري ووكيع الذي كان يقول: «ما شككتم في شيء فلا تشكوا أن جابرا الجعفي ثقة». فلم تكن كثرة الحديث هذه موجبة لتضعيفه أو قدحه عند هؤلاء، فليغمزهم إذن عثمان بن أبيه وليسفههم كما يغمزنا ويسفهنا! وإلا فهو مختل الميزان؛ أنوك جبان!

وأما ثالثا؛ فإن هذه الآثار التي تذكر حمل جابر لهذه الكثرة الكاثرة من الأحاديث؛ لم تصح عندنا أصلا لروايتها من المتروكين في الرواية عنه؛ المذكورين في (الخلاصة للعلامة الحلي ص94) كأبي جميلة المفضل بن صالح.

وأما رابعا؛ فإنه على تقدير قبول هذه الآثار؛ يكون المراد بها ما تريده العرب من ذكر السبعين والسبعين ألفا ونحوها، وهو الكثرة في نفسها، لا أن عدد ما يحمله من الأحاديث قد بلغ هذه الأرقام صدقا.

وأما خامسا وأخيرا؛ فإن حمل جابر لهذه الكثرة الكاثرة من الأحاديث التي بلغت الآلاف؛ ليس بعجيب مع ما رُوي من أن الباقر عليه السلام قد أعطاه كتابًا زاخرًا بالأحاديث مذ التقاه وهو شاب، فكان يحدث منه بعد هلاك بني أمية (رجال الكشي ج2 ص438). ومعلومٌ أن كتب أهل البيت عليهم السلام فيها عشرات الآلاف من الأحاديث والروايات. فهذا الذي أراده جابر من حمله للسبعين ألف حديث أو نحوها؛ على تقدير قبول الروايتيْن.

لا يقال: كيف وقد قال الصادق عليه السلام أنه لم يره عند أبيه قط إلا مرة واحدة وما دخل عليه قط؟! إذ يقال: إن الصادق عليه السلام لم يعنِ بذلك جرحه أو تكذيبه، فلقد صحَّ عنه عليه السلام تصديقه والترحم عليه بقوله: «رحم الله جابرًا الجعفي كان يصدق علينا، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا» (رجال الكشي ج2 ص436).

إنما عنى الصادق عليه السلام أنه لم يتفق أن رأى جابرًا عند أبيه إلا مرة واحدة، لا أنه لم يكن يتلقى الحديث عند أبيه عليه السلام إلا في هذه المرة الواحدة، ولا أنه لم يتلقَّهُ منه بواسطة ذلك الكتاب الجليل. بل في الرواية أن الباقر عليه السلام دفع إليه كتابا آخر بعده، فعلى هذا يتضاعف عدد ما يحمله جابر من أحاديث. وما كان جواب الصادق عليه السلام لمن سأله عنه إلا سترًا عليه؛ لأنه رجل عُرف بالتشيع والانقطاع إليهم عليهم السلام، فيكون إذ ذاك في معرض الخطر. ثم إن هذه الرواية عن الصادق عليه السلام فيها غير الإمامية، فلا تقاوم تلك الصحيحة الإمامية.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

4 ربيع الأول 1445 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp