ما ردكم على من يقول أن حديث (يا محمد لولاك لما خلقت الأفلاك) فاسد المعنى ولا أصل له؟!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعظم الله لكم ولنا الاجر بمصابنا باستشهاد سيدنا و مولانا الامام الكاظم صلوات الله عليه.

ماردكم على هذا الكلام …. سلسلة تصحيح الاعتقادات ( 55 ) حديث لولاك لما خلقت الافلاك السؤال: هل وردَ حديثٌ قُدسي: ( يا محمّد لولاكَ لمَا خلقتُ الأفلاك، ولولا عليٌّ لما خلقتُك، ولولا فاطمةُ لما خلقتُكما؟ ) ما هوَ مصدرُ الحديث؟ الجواب: لم يرد هذا الحديث في المصادر الحديثية القديمة ولا الحديثة، وقد ذكره أحد المعاصرين وهو محمد الميرجهاني الطباطبائي ناسبا إياه إلى نسخة أطلع عليها من كتاب عوالي اللئالي، والواقع أن عوالي اللئالي كتاب موجود في ايدينا وليس فيه هذا الحديث ! علماً أن كتاب عوالي اللئالي هو بدوره ليس كتابا معتبرا، فحتى لو فرض وجود الحديث فيه فلا يقدم شيئاً. كما أن مضمون الحديث فاسد؛ إذ يجعل فاطمة عليها السلام أفضل من أبيها ! والنتيجة: أن هذا الحديث المشتهر بين الناس فاسد المعنى من جهة، ولا أصل له من جهة أخرى.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

في الجواب خبط؛ إذ لم ينسب السيد الميرجهاني هذا الحديث إلى كتاب غوالي اللئالي لابن أبي جمهور الأحسائي حتى يقال أن الكتاب بأيدينا وليس فيه من أثر لهذا الحديث؛ وإنما نسبه إلى كتاب كشف اللئالي لابن العرندس الحلي الذي هو من أعلام علمائنا في الفقه والأصول والأدب في القرن التاسع.

كما إن الشطر الأول من هذا الحديث روي في مصادر أخرى ككتاب الأنوار للبكري الذي عرَّفه العلامة المجلسي بأنه أستاذ الشهيد الثاني ونقل عنه في البحار. ومضمون الحديث متحد مع أحاديث أخرى بألفاظ متنوعة تربط بين الخلقة النورية لمحمد وعلي وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين.

وأما معناه فليس كما توهَّمه من تفسير سطحي ساذج استلزم فساد القول بأفضلية الزهراء على أبيها صلوات الله عليهما وآلهما، إذ الحديث ليس في وارد التفضيل. وإنما المعنى الصحيح أن الحكمة الإلهية في الخلقة توقفت على ضرورة وجود هؤلاء الثلاثة حيث لا يتحقق الغرض إلا بوجودهم جميعا. ألا ترى أنه سبحانه لو اقتصر على خلق الأفلاك دون محمد صلى الله عليه وآله لما تحقق ما أراد من هداية عباده؟ إذ هو صلى الله عليه وآله أكمل من خلق الله ولذا أُرسل رحمة للعالمين جميعا ونيطت به مهمة الهداية العظمى وخاتمية الشرائع. وألا ترى أنه سبحانه لو اقتصر على خلق محمد دون علي صلوات الله عليهما لما تحقق ما أراد من استكمال دور النبوة بدور الإمامة حتى لا تزيغ الأمة وتضل؟ وكذا لو اقتصر على خلقهما دون فاطمة صلوات الله عليها لما تمت الهداية بتمام عدة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام إذ هي أمهم التي ولدتهم ولولاها لما كانت إمامة ولا كان للأئمة وجود.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

9 شعبان المعظم 1444 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp