كيف تذمون أحمد الوائلي لمدحه لبني العباس وقد مدح الشريف الرضي أحد الصابئة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنالك من ينتمي للشيعة يستدل بشعر الشريف الرضي في مدح أحد الصابئة من أصدقائه، لتبرير شعر الوائلي في مدح الطاغية الرشيد، وكذلك لترويج الوحدة المزعومة بين سائر المذاهب فما هو تعليق سماحة الشيخ؟ مطلع شعر الشريف الرضي: أَعَلِمتَ مَن حَمَلوا عَلى الأَعوادِ ** أَرَأَيتَ كَيفَ خَبا ضِياءُ النادي
وذكر ابن خلكان ما هذا نصه بعد ذكره للابيات الشعرية: "وعاتبه الناس في ذلك لكونه شريفاً يرثي صابئاً، فقال: إنما رثيت فضله."


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

الميزان الذي توزن به الأفعال هو ميزان الدين والشرع والأخلاق لا ميزان الرجال، فهب أن رجلًا من الرجال سبق عميد المنكر في أفعاله المنكرة؛ أ يكون ذلك مبرِّرًا ومدعاةً للسكوت عنه وشهادةً له بالبراءة من الإثم؟ كيف ولم يسكت العلماء عمّا فعله الرضي؟ وكان أولهم أخوه المرتضى الذي غضب عليه حين أسمعه أبياته في رثاء ذلك الصابئ، والتي مطلعها: «أ علمتَ مَن حملوا على الأعواد» فقال له المرتضى: «حملوا كلبا»! (أعيان الشيعة ج8 ص216)

وفي ترجمته في (روضات الجنات ج6 ص205) ما حاصله القدح فيه بأنه كان من المتملقين في أشعاره «مع عدم محذور له في ترك هذا التملق»، وأنه لذلك لم يترجم له النجاشي بمثل ما ترجم أخاه المرتضى من الإجلال واقتصر على أنه «كان شاعرا مبرزا» وكأنه لا حظ له من العلم والفقاهة! هذا مع أن النجاشي كان معاصرا له بل معدودا في تلاميذه. ولعل عدم حضور أستاذه المفيد جنازته ومشاركته في الصلاة عليه كاشف كذلك عن عدم رضاه عن تلميذه.

وأيًّا كان؛ فإن فعلته في رثاء أبي إسحاق الصابئ تختلف تماما عن فعلة الوائلي، فإن الرضي لم يمتدح في شعره قاتلًا من قتلة آل محمد صلوات الله عليهم، إنما امتدح شاعرا أديبا من أهل الذمة، وقد اعتذر عن ذلك بأنه إنما مدح فضله. وقد كان ذلك الصابئ من فرط انغماسه في المحيط الإسلامي يمارس شعائر المسلمين فيتلو القرآن ويصوم شهر رمضان! أ فهل يقاس رثاؤه بالتمجيد بقاتل موسى بن جعفر عليهما السلام؟! ذاك هارون اللعين الذي يقول فيه عميد المنكر بمنتهى الوقاحة: «سيظل من مجد الرشيد موثل .. يضفي عليك بسحره جلبابا»!

وأما الاعتذار عنه بأنه كان ينشد الوحدة بين المذاهب؛ فأي مذهب هذا الذي يعتبر هارون وطغاة بني العباس لهم رموزا أو أئمة في الدين؟! إنما هم ملوك وحكام عند القوم ليس إلا. وأية وحدة خرقاء شوهاء هذه؟! أ وَ لا تكون الوحدة عند الوائلي وأضرابه الحقراء إلا بنكء جراح آل محمد عليهم السلام؟!

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

14 جمادى الآخرة 1444 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp