هل تلاعب العلامة المجلسي بلفظ رواية بغض أحمد بن حنبل للإمام علي عليه السلام‎‎؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

هناك رواية نقلها العلامة المجلسي رحمه الله في البحار عن كتاب علل الشرائع للشيخ الصدوق رحمه الله و هي رواية تُظهر بغض أحمد بن حنبل لعنه الله للأمام علي عليه السلام و في هذه الرواية المنقولة في البحار هناك اختلاف في الشخص و لفظ الرواية و قد أتهموا مخالفينا العلامة المجلسي انه مُدلس و ناصبي اراد ان يفتري على احمد بن حنبل، سأنقل رواية البحار و رواية علل الشرائع التي نقلها المجلسي منه.

رواية البحار:2 - علل الشرائع: محمد بن الفضل، عن عبد الرحمن بن محمد قال: سمعت محمد بن أحمد ابن يعقوب الجرجاني قاضي هرات يقول: سمعت محمد بن عورك الهروي يقول: سمعت علي بن حثرم يقول: كنت في مجلس أحمد بن حنبل فجرى ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: لا يكون الرجل سنيا حتى يبغض عليا قليلا. قال علي بن حثرم:
فقلت: لا يكون الرجل سنيا حتى يحب عليا عليه السلام كثيرا. وفي غير هذه الحكاية قال علي بن حثرم: فضربوني وطردوني من المجلس.(بحار الانوار-العلامة المجلسي ج49ص261).

رواية علل الشرائع:" 25 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيَّ قَاضِيَ هَرَاةَ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ فَوْرَكَ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ يَقُولُ كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَجَرَى ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) فَقَالَ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مجرما [سَنِيّاً حَتَّى يُبْغِضَ عَلِيّاً قَلِيلًا قَالَ عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ فَقُلْتُ لَØ
§ يَكُونُ الرَّجُلُ مجرما [سَنِيّاً حَتَّى يُحِبَّ [عَلِيّاً كَثِيراً وَ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْحِكَايَةِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ فَضَرَبُونِي وَ طَرَدُونِي مِنَ الْمَجْلِسِ.
علل الشرائع للشيخ الصدوق ج2ص467 و 468.

فكما ترى في رواية البحار علي بن حثرم و عندما نرجع الى علل الشرائع نجده علي بن حشرم و عندما نبحث عن علي بن حثرم لا نجده اما علي بن حشرم فنجده و هو ناصبي يكره علي بن ابي طالب صلوات الله عليه، اما اللفظ كما تقرأ انه يختلف في رواية البحار تُظهر احمد بن حنبل انه يبغض علي عليه السلام اما في علل الشرائع فتُظهر ان احمد بن حنبل يُدافع عن علي عليه السلام.

فما هو رد الشيخ.

أرجو الرد
...


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نبارك لكم ذكرى ميلاد أبطال كربلاء صلوات الله عليهم، وكل عام وأنتم بخير.

بمراجعة الشيخ،

إن تصحف اسم (خشرم) إلى (حثرم) وكذا تصحف اسم (فورك) إلى (عورك) يدفع عن العلامة المجلسي - رضوان الله عليه - تهمة التدليس والافتراء فضلًا عن النصب الذي لا ندري بأي وجه اتهموه به! ذلك لأنه لا يمتنع أن تتصحف (مجرما) إلى (سنيا) كما تصحَّفت تلكم، فكيف إذا كان في النسخ الأصلية من علل الشرائع عين هذه الكلمة (سنيا) ولذا تراها وُضعت بين معقوفين في المطبوع؟! إن هذا ليبرئ ساحة العلامة المجلسي تمامًا مما أراد هؤلاء المخبولون إلصاقه به، فترقَّب.

فلئن قالوا: فقد وجدناها في المطبوع قد ضُبطت على (سَنِيًّا) لا (سُنِّيًّا)؛ قلنا: ضبطها على ذاك غلط ظاهر، فإن (السَّنِيَّ) هو المرتفع إلى المعالي، وعليه يكون تقدير كلام أحمد: «لا يكون الرجل رفيع القدر عالي المقام حتى يبغض عليًّا قليلًا»! وها قد دخلتم في الذي أردتم الخروج منه وهو إثبات بغض ابن حنبل لأمير المؤمنين عليه السلام!

ولئن قالوا: فإنهما كلمتان متصلتان (مجرمًا سَنِيًّا) لا أن أحدهما مصحَّفة عن الأخرى؛ قلنا: هذا ركيك متهافت لا معنى له، إذ تقدير الكلام يكون حينئذ: «لا يكون الرجل مجرمًا رفيع القدر حتى يبغض عليًّا قليلًا»! أ فهل تروْن أن ثمة مجرمًا يعبَّر عنه برفعة القدر وعلو المقام؟!

نعم؛ لو كان لكم بعض الفطنة لزعمتم أن (سَنِيًّا) مصحَّفة (شقيًّا) ليستقيم الكلام هكذا: «لا يكون الرجل مجرمًا شقيًّا حتى يبغض عليًّا قليلًا». بيد أنه مجرد زعم بلا دليل ولا قرينة؛ مضافًا إلى ما فيه من الركاكة، إذ يُقال: ما وجه ذكر قلة البغض هنا لتتحقق صفة الجرم والشقاء؟ وهل الذي لم يبغض عليًّا عليه السلام قليلًا لا يكون مجرمًا شقيًّا وإن كفر وقتل وزنى وسرق وارتكب العظائم؟!

فلا يبقى لهؤلاء المخبولين إلا اختيار التصحيف، وأن تكون الكلمة (مجرمًا) فقط. إلا أنه يرد عليه ما سبق؛ وهو ركاكة المعنى، إذ لا وجه لذكر قلة البغض كما لا وجه لاشتراط تحقق صفة الجرم فيه أن يبغض؛ إلا أن يُدَّعى قيام قرينة على إرادة تخصيص الجرم بما يتلبَّس به المحدِّثون عادةً ومنه النصب والبغض والعداوة لسيد الأوصياء عليه السلام. وفيه مضافًا إلى فقدان القرينة؛ أنَّا نعلم من مذهب أحمد أنه يجرِّم - أشدَّ التجريم - من المحدِّثين آخرين غير مبغضين؛ كالقائلين بخلق القرآن مثلًا، فلا وجه إذن لنفيه هذا التجريم عمن لا يبغض ولا ينصب، ولا يصح أن يكون هذا مراده.

ثم إن القرائن كلها دالة على تعيُّن ما ضبطه العلامة المجلسي رحمه الله، أي كلمة (سُنِّيًّا)، وأنه لا يمكن أن تتبدَّل الأدوار؛ فيكون أحمد بن حنبل في دور المحب لعلي عليه السلام، ويكون علي بن خشرم في دور المبغض.

فأولى تلكم القرائن؛ أن الرواية التي تقدَّمتها مباشرةً في المصدر الذي نقل منه العلامة المجلسي، وهو كتاب علل الشرائع للصدوق رحمه الله؛ إنما ورد فيها: «إنما كانت عداوة أحمد بن حنبل مع علي بن أبي طالب عليهما السلام أن جده ذا الثدية الذي قتله علي بن أبي طالب يوم النهروان كان رئيس الخوارج». فالسياق إذن من الصدوق إنما هو في إثبات عداوة أحمد وبغضه لأمير المؤمنين عليه السلام لا العكس! وقد جاء بهذه الرواية تمهيدًا للتي تليها حيث يستشهد بكلامه من فيه.

وثانيتها؛ أنَّا نعلم من أئمة الجرح والتعديل عندهم أنهم لطالما قرنوا ما بين بغض عليٍّ عليه السلام والتسنن، وكانت تعابيرهم من قبيل: «كان صاحب سنة... كان صلبًا في السنة» ونحوها يوثقون بها النواصب والخوارج عليهم لعنة الله. وأحمد بن حنبل وليد هذه المدرسة الخبيثة، فارجع في ذلك إلى بعض محاضراتنا وجلساتنا البحثية حيث نقلنا أقوالهم وكشفنا سرائرهم.

وثالثتها؛ أن علي بن خشرم الذي نقلتم اتهامه بالنصب؛ فضلًا عن أنه ثقة عندهم؛ فإنَّا لم نجد من اتهمه بذلك، بل على العكس، كان استقراء ما قيل فيه وما رواه دالًّا على نفي تهمة النصب عنه، فهو ممن روى رد أبي بكر وعمر في خطبة الزهراء عليها السلام وقبول تزويجها عليًّا عليها السلام كما في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل برقم 907، وهو ممن روى حديث الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي كما في المصدر نفسه برقم 1238، وهو ممن روى حديث الصلاة بمنى ركعتين كما في صحيح مسلم برقم 1128، إلى غيرها من أحاديث ليست إلا بعيدة عن توجهات الناصب. ثم إن شيوخه ممن قيل فيهم أنهم شيعة على اصطلاح القوم العام.

وأيًّا كان؛ فإن ما يقطع النزاع أنَّا بمراجعة النسخ الخطية القديمة من علل الشرائع والطبعات الحجرية منه كذلك؛ لم نجد فيها لفظ (مجرمًا) ولم نجد فيها إلا (سُنِّيًا) في الرواية المذكورة! ما يعني براءة العلامة المجلسي وأنه إنما نقل اللفظ الصحيح، وأن كلمة (مجرمًا) هذه إنما دُسَّت في ما بعد، فلاحظ الصور المرفقة واطمئن، فإن رجال التشيع أبناء محمد وعلي وفاطمة - عليهما وآلهما السلام - أبعد ما يكونون عن حيل وألاعيب وتحريفات أبناء أبي بكر وعمر وعائشة لعنهم الله!

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى









4 شعبان المكرم 1443 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp