ما قصة المؤتمر الذي عقد في النجف سنة 1156 هجرية؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله

سمعت أحد المخالفين يتحدث عن مؤتمرٍ عقد في النجف الأشرف لمدة ثلاثة أيام سمي مؤتمر النجف سنة 1156 هجرية في عهد شاه إيران نادر شاه
وقد حدثت فيه مناظرة بين عالم سني يدعى عبد الله السويدي وعلماء النجف
وقد انتهى هذا المؤتمر بإقرار علماء الشيعة في النجف بعدالة الصحابة جميعاً ومنع سب أبي بكر وعمر لعنهما الله وأمور تخالف عقيدتنا الإمامية الشريفة

فما هي قصة هذا المؤتمر ؟
وهل توجد تفاصيل عن المناظرات التي حدثت آنذاك؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نعم هذا ما ذكره الدكتور علي الوردي في كتابه (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) حيث قال: "في عام 1156 للهجرة، الموافق لعام 1743 للميلاد، عقد (نادر شاه) مؤتمره المشهور في النجف بغية التوحيد بين الشيعة وأهل السنة، وكان قد أحضر إليه عدداً كبيراً من علماء الفريقين، من إيران وأفغانستان وتركستان، كما حضره من بغداد الشيخ عبد الله السويدي الذي كان كبير علماء السنة في العراق، وحضره من كربلاء السيد نصر الله الحائري الذي كان كبير علماء الشيعة فيه.

وبعد مناقشات طويلة بين الفريقين تم الاتفاق بينهما على شروط كان أهمها اثنان: أولهما؛ أن يترك الشيعة سب الصحابة! والثاني؛ أن يعترف السنيون بالتشيع مذهباً خامساً يسمى بالمذهب الجعفري نسبة إلى الإمام جعفر الصادق. وكان من جملة الشروط أيضاً أن يُسمح للشيعة بالصلاة والخطبة في الركن الشامي من الكعبة عند موسم الحج، وذلك بعد فراغ الإمام المختص به من صلاته.

وبعد انتهاء المؤتمر أرسل (نادر شاه) السيد نصر الله الحائري إلى مكة لكي يقوم بالصلاة في الركن الشامي حسب قرار المؤتمر، وأرسل معه نسخة من محضر المؤتمر، كما أرسل كُتُباً إلى شريف مكة مسعود بن سعيد، وإلى قاضيها ومفتيها، يخبرهم أنه مرسلٌ إليهم إمام المذهب الجعفري لتنفيذ قرارات المؤتمر.

وحين وصل الحائري إلى مكة استقبله الشريف مسعود باللطف والترحاب، وسمح له بالصلاة والخطبة في الركن الشامي، ولكن العامة لم يهن عليهم ذلك، فهاجوا وماجوا! علماً بأن قصة تلويث الكعبة الثانية لم يكن قد مرّ عليها سوى ثلاثة عشر عاماً، وتدل بعض القرائن على أن الشيخ عبد الله السويدي الذي جاء إلى الحج في تلك السنة كانت له يد في إثارة العامة!

أرسل الوزير التركي في جدة إلى الشريف مسعود يطلب منه تسليم الحائري إليه ليقتله! فامتنع الشريف عن تسليمه وقال: إني سأحافظ عليه إلى أن أكتب إلى دار الخلافة وأتلقى جوابها فيما تأمر. فلم يرضَ الوزير التركي عن هذا الجواب، واتهم الشريف بالميل إلى المذهب الجعفري!

أسرع الشريف فكتب إلى السلطان في إسطنبول يخبره بالأمر، ويطلب منه الرأي. فوصله الجواب من السلطان خلال مدة قصيرة يأمره بإلقاء القبض على الحائري وتسليمه إلى أمير الحج الشامي أسعد باشا العظم. ففعل الشريف ما أمره السلطان به، وحُمل الحائري مخفوراً مع أسعد باشا إلى الشام، وسُجن هناك في قلعة دمشق! وبعد مدة يسيرة طُلب الحائري إلى اسطنبول فحُمل مخفوراً إليها، ويُروى أنه مات مسموماً! غير أن جنازيته شُيِّعت تشييعاً رسمياً ودُفن في قبر لائق به، وما زال قبره قائماً. يبدو أن الشريف مسعود شعر بحراجة مركزة عقب هذه الحادثة، وربما بلغه ما أشيع عنه من الميل إلى المذهب الجعفري، فأمر بلعن الرافضة على المنابر درءاً للتهمة عنه!". انتهى

كما أن سماحة الشيخ الحبيب قد ذكر قصة هذا المؤتمر المشؤوم وعلَّق عليه في الحلقة الحادية والعشرين من سلسلة تحرير الإنسان الشيعي، فراجع.

https://youtu.be/cv1_ztYpaeA

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

11 جمادى الآخرة 1443 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp