ما قولكم في رواية تذكر أن أبا ذر رأى الزهراء والحسين يرتضع منها عليهما السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ماهو قولكم في هذه الرواية وهل يوجد فيها طعن؟

3 - فصل في بيان ( * ) آياتها مع الرحى وفيه : ثلاثة أحاديث 247 / 1- عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " بعث رسول الله صلى الله عليه واله إلى فاطمة عليها السلام بمكيال فيه تمر مع أبي ذر رحمه الله تعالی ۔ قال أبو ذر : فأتيت الباب ، وقلت : السلام عليكم . فلم يجبني أ فظننت أن فاطمة عليها السلام بحال الرحى فلم تسمع ، ففتحت الباب وإذا فاطمة عليها السلام نائمة والحسين يرتضع


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ،

بعدما عجز أبناء الحميراء عائشة عن تبرير الكم الهائل من الروايات الفاضحة لتهتُّك أمهم لعنها الله وتكشفها للرجال.. أخذوا يفتشون عن روايات عندنا لعلهم يستطيعون إثارة الغبار حولها حتى يقال بمماثلتها لتلك!

وتغافل بنو السوء هؤلاء عن انعدام المماثلة بل وانعدام المشابهة من جهات، منها أن رواياتهم عن عائشة وفواحشها في أعلى درجات الصحة عندهم، بخلاف هذه الرواية من رواياتنا التي جاءوا بها ونظائرها. ومنها أن التي عندهم تصف دعوة عائشة للرجال ليشهدوا غسلها ووضوءها الملازمين لانكشاف جسمها لهم قصدا وعمدا، فيما هذه غاية ما فيها أن الزهراء عليها السلام كانت نائمة فظن أبو ذر من صوت الرحى أنها مستيقظة تطحن فتعجَّل ودخل فرأى ما رأى، فلم يكن منها قصدٌ ولا عمد، والإثم - إن كان - على أبي ذر وهو مع ذلك ندم وتاب على تعجّله حيث قال للنبي صلى الله عليه وآله: «يا رسول الله؛ أتوب إلى الله مما صنعتُ، إني أتيتُ أمرا عظيما». ولم يكن من رسول الله صلى الله عليه وآله في توبيخه شيء، إذ كل ما في الرواية: «وما أتيتَ يا أبا ذر؟ فقصَّ عليه ما كان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ضعفت فاطمة فأعانها الله على دهرها». فكيف يا تُرى تماثل هذه تلكم الروايات الشائنة؟!

هذا على فرض تسليمنا بلفظ الرواية هذه، والحال أنّا لا نسلّم، فالرواية أصلا ليست من رواياتنا بل من روايات الزيدية، ذلك أنها مروية بعين ألفاظها تقريبا في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام لمحمد بن سليمان الزيدي الكوفي عن مشايخه الزيدية، وفيها أن الداخل عمار. وابن حمزة الطوسي قد جاء بعدُ في الثاقب ورواها منقطعة وذكر فيها أبا ذر، مع أن الحادثة واحدة. (راجع المناقب ج2 ص192 والثاقب ص290).

وعلة هذا الاختلاط أن ثمة حادثة أخرى عن دوران الرحى رواها أبو علي الصولي في أخبار فاطمة عليها السلام وأبو السعادات في فضائل العشرة عن أبي ذر - وكلاهما متقدم على ابن حمزة الطوسي - وليس فيها ذكر وجود فاطمة عليها السلام أصلا. وهذا لفظها: «عن أبي ذر قال: بعثني النبي صلى الله عليه وآله أدعو عليا، فأتيت بيته وناديته فلم يجبني، فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله فقال: عُد إليه فإنه في البيت. ودخلتُ عليه فرأيت الرحى تطحن ولا أحد عندها، فقلت لعلي: إن النبي صلى الله عليه وآله يدعوك، فخرج متوحشا حتى أتى النبي صلى الله عليه وآله. فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله بما رأيت فقال: يا أبا ذر لا تعجب فإن لله ملائكة سياحون في الأرض موكلون بمعونة آل محمد» (راجع بحار الأنوار ج43 ص45).

ثم على فرض قبولنا رواية الزيدية عن عمار؛ فلا يلزم منها تكشف سيدة الجنة صلوات الله عليها - حاشاها - إذ لم تصرح الرواية بذلك، ولقد كانت عادة المرضعات ولا تزال في تغطية أنفسهن ومَن يرضعن حال الرضاعة، بل جاء النص في رواية أخرى أنها عليها السلام تكون حال النوم مغطاة بالعباءة، وتلك رواية سلمان يقول: «أتيت ذات يوم منزل فاطمة عليها السلام فوجدتها نائمة قد تغطّت بالعباءة - إلى أن يقول: - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتعجب من أمر الله؟ إن اللّه تبارك تعالى علم ضعف ابنتي فاطمة عليها السلام فأيّدها بمن يعينها على دهرها من كرام ملائكته» (الثاقب ص301). والتوبة أو الندم لا يلزم منه أن يكون لوقوع نظره على ما لا يحل؛ بل يصح لتعجله الدخول بلا إذن ووجود الحرمة. فتنبّه.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

19 ربيع الأول 1443 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp