لقد نقلتم أن أبا بكر لعنه الله شق امرأة نصفين فهل هذا الحديث صحيح؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد نقلتم في احدى الليالي الحسينية ان ابو بكر لعنه الله شق امراة نصفين
ولاكن في سند الحديث محمد بن عبد الملك الأنصاري وهو شخص لايحتج به
غير ان سند الرواية مرسل
فما هو ردكم؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا وجود لهذا الرجل (محمد بن عبد الملك الأنصاري) في سند الحديث الذي نقله الشيخ عن سنن الدارقطني، وهذا تمام الحديث سندا ومتنا:

«3202 - نا أحمد بن إسحاق بن بهلول، نا أبي، نا محمد بن عيسى، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا بكر قتل أم قرفة الفزارية في ردتها قتلة مثلة، شد رجليها بفرسين ثم صاح بهما فشقاها»!

إنما يوجد (محمد بن عبد الملك الأنصاري) في سند حديث آخر في سنن الدارقطني لا علاقة له بهذا الحديث، وهو هذا: «3214 - ونا محمد بن الحسين بن حاتم الطويل، نا محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج، نا محمد بن إسماعيل بن عياش، نا أبي، نا محمد بن عبد الملك الأنصاري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: ارتدت امرأة يوم أحد فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تستتاب فإن تابت وإلا قتلت».

والحديث الأول حسَّنه ابن حجر العسقلاني حيث قال: «وأخرج الدارقطني أثر أبي بكر من وجه حسن» (فتح الباري شرح صحيح البخاري ج14 ص215).

ولا يضر إرساله لأنه ليس كل حديث مرسل لا يؤخذ به عندهم، فقد قال ابن القيم: «والمرسل إذا اتصل به عمل وعضّده قياس، أو قول صحابي، أو كان مرسله معروفا باختيار الشيوخ ورغبته عن الرواية عن الضعفاء والمتروكين، ونحو ذلك مما يقتضي قوته عُمِل به» (زاد المعاد ج1 ص367).

وهذا الحديث قد أخذه شيوخهم وعلماؤهم واعتمدوا عليه في فقههم ولم ينكروه بل قدّموا له التبريرات. لاحظ مثلا ما قاله الماوردي: «وروى الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا بكر قتل أم قرفة الفزارية قتل مثلة، شد رجليها بفرسين، ثم صاح بهما فشقاها. وهذا التناهي منه في نكال القتل، وإن لم يكن متبوعا فيه فلانتشار الردة في أيامه، وتسرع الناس إليها، لتكون هذه المثلة أشد زجرا لهم عن الردة، وأبعث لهم على التوبة» (الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي ج13 ص150)

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

2 صفر الأحزان 1442 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp