ما تفسير قول النبي سليمان عليه السلام (وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي)؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين لاسيما عمر وابو بكر وعثمان وعائشة وحفصة إلى أبد الآبدين آمين يارب العالمين.

وبعد :
السلام على الشيخ ياسر الحبيب وعلى هيئة خدام الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه

شيخنا الفاضل والزاهد العالم العامل لدي سؤال سأطرحه وأتمنى منك الجواب عليه بالتفصيل جزاك الله شفاعة الزهراء


السؤال هو :
كيف نقارن بين الولاية التكوينية التي من الله بها على محمد وآله صلواته وسلامه عليهم اذا ما أرادوا أن يسخروا الريح والشياطين وكل ما آتاه الله لسليمان والله يقول بلسان سليمان ((قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب))٣٥/ص .

وجميعنا نعلم ان الله استجاب لسليمان عليه السلام حيث سخر له الرياح حيث ما يشاء وسخر له الشياطين لكن سليمان قيد بطلبه عندما قال ((لا ينبغي لأحد من بعدي)) فكيف سينبغي ما اعطاه الله لسليمان لمحمد وآله اذا ما أرادوا ذلك؟!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يقول السيد المجدد الشيرازي قدس سره في تقريب القرآن في تفسير هذه الآية الكريمة “لعله أراد نوعا من الملك، يكون ذو إعجاز لا يتمكن أحد من الإتيان مثله، كما أن عصا موسى، وإحياء عيسى، وقرآن الرسول، كانت بحيث لا ينبغي لأحد من بعدهم، فلم يرد سليمان البُخل، وتخصيص رحمة الله بنفسه، بل أراد الإعجاز، والذي يؤيد ذلك إن الملك الذي وهب له كان معجزة، إذ هو تسخير الريح، وعبارة “لا ينبغي لأحد” يراد به الناس، لا حتى الأنبياء عليهم السلام، فإن مثل هذا التعبير شائع، قال الرسول صلى الله عليه وآله: “ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة، أصدق من أبي ذر” ولم يرد صلى الله عليه وآله ترجيحه على الأئمة، كما أن قوله سبحانه في القرآن الحكيم (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها) أريد به ممن آمن وعصى لا من كل أحد، وهكذا، ومثله تعبير عرفي شائع.

وقد روي عن الإمام الكاظم عليه السلام قوله “قد والله أوتينا ما أوتي سليمان، وما لم يؤت سليمان، وما لم يؤت أحد من العالمين، قال الله عز وجل في قصة سليمان: هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب، وقال عز و جل في قصة محمد (صلى الله عليه وآله): ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”. (تفسير البرهان)

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

15 ربيع الآخر 1442 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp