هل صحيح أن السيدة أم سلمة قد توفيت قبل معركة كربلاء؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عظم الله لنا ولكم الاجر بمصاب المولا المبجل الامام الحسين واهل بيته عليهم السلام

شيخنا هناك من يحسب نفسه على التشيع ويتبنى افكار وهابية ويشكك الناس بعقائدهم يدعى ميثاق العسر ، فمثلاً احد اطروحاته عن قارورة ام سلمة رضوان الله عليها
انقل لكم كلامه


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد السيدة رقية عليها السلام ولعنة الله على قتلتها وأعدائها أجمعين.

لم يتفق المؤرخون من البكرية على سنة وفاتها فقال بعضهم سنة 59 للهجرة، وبعضهم -وهم الأغلب الأعم- أقر بوفاتها سنة 62 للهجرة وهو الظاهر الأقوى عندهم، لأنها كانت موجودة عند واقعة كربلاء وشهادة الإمام الحسين عليه السلام.

كما نُقل هذا المعنى في:

الواقدي، المغازي، ج 1، ص 344.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 341.، ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج 4، ص 1921.، الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 207.؛ ابن الجوزي، صفة الصفوة، ج 2، ص 42.

أما نحن كشيعة للنبي وأهل بيته عليهم السلام فقد نقلت الروايات عندنا أنها عليها السلام توفيت سنة 62 أو 63 للهجرة، كما نُقل في سفينة البحار الجزء الخامس الصفحة 215: سنة 62 - 63 في يوم عاشوراء ماتت أم سلمة على قول.

والذي يقوي هذا القول هو رواية التربة التي أتى بها جبرائيل عليه السلام والرواية متواترة مشهورة صحيحة، فهل من الممكن أن يعطي رسول الله صلى الله عليه وآله التربة لأم سلمة ولكنها تموت قبل واقعة الطف؟ هذا غير منطقي، فإشكال هذا الأنوك يُنقض بالمنطق وإلا ما الفائدة من حصولها على التربة؟!

من الروايات التي جاءت في مصادرنا:

روي بإسناد آخر عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من عندنا ذات ليلة فغاب عنا طويلا، ثم جاءنا وهو أشعث أغبر ويده مضمومة، فقلت: يا رسول الله، ما لي أراك شعثا مغبرا؟! فقال: "أسري بي في هذا الوقت إلى موضع من العراق يقال له كربلاء، فأريت فيه مصرع الحسين ابني وجماعة من ولدي وأهل بيتي، فلم أزل القط دماءهم فها هي في يدي وبسطها إلي فقال: خذيها واحتفظي بها فأخذتها فإذا هي شبه تراب أحمر، فوضعته في قارورة وسددت رأسها واحتفظت به، فلما خرج الحسين عليه السلام من مكة متوجها نحو العراق، كنت أخرج تلك القارورة في كل يوم وليلة فأشمها وأنظر إليها ثم أبكي لمصابه، فلما كان في اليوم العاشر من المحرم - وهو اليوم الذي قتل فيه عليه السلام - أخرجتها في أول النهار وهي بحالها، ثم عدت إليها آخر النهار فإذا هي دم عبيط، فصحت في بيتي وبكيت وكظمت غيظي مخافة أن يسمع أعداؤهم بالمدينة فيسرعوا بالشماتة، فلم أزل حافظة للوقت حتى جاء الناعي ينعاه فحقق ما رأيت. (الإرشاد للمفيد الجزء 2 الصفحة 130-131)

الرواية الثانية:

أنه لما أراد العراق قالت له أم سلمة: لا تخرج إلى العراق، فقد سمعت رسول الله يقول: يقتل ابني الحسين بأرض العراق، وعندي تربة دفعها إلي في قارورة، فقال: إني والله مقتول كذلك وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضا وإن أحببت أن أراك مضجعي ومصرع أصحابي، ثم مسح بيده على وجهها ففسح الله عن بصرها حتى رأيا ذلك كله وأخذ تربة فأعطاها من تلك التربة أيضا في قارورة أخرى وقال عليه السلام: إذا فاضت دما فاعلمي أني قتلت. فقالت أم سلمة: فلما كان يوم عاشورا نظرت إلى القارورتين بعد الظهر فإذا هما قد فاضتا دما، فصاحت. ولم يقلب في ذلك اليوم حجر ولا مدر إلا وجد تحته دم عبيط. (بحار الأنوار الجزء 45 الصفحة 89)

الرواية الثالثة:

عن عبد الله بن عباس، قال: بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله، فخرجت يتوجه بن قائدي إلى منزلها، وأقبل أهل المدينة إليها الرجال والنساء، فلما انتهيت إليها قلت: يا أم المؤمنين، ما بالك تصرخين وتغوثين؟
فلم تجبني، وأقبلت على النسوة الهاشميات وقالت: يا بنات عبد المطلب اسعدنني وابكين معي، فقد والله قتل سيدكن وسيد شباب أهل الجنة، قد والله قتل سبط رسول الله وريحانته الحسين.

فقيل: يا أم المؤمنين، ومن أين علمت ذلك؟ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام الساعة شعثا مذعورا، فسألته عن شأنه ذلك، فقال: قتل ابني الحسين وأهل بيته اليوم فدفنتهم، والساعة فرغت من دفنهم، قالت: فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل، فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرئيل من كربلاء، فقال: إذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك، وأعطانيها النبي صلى الله عليه وآله، فقال: اجعلني هذه التربة في زجاجة - أو قال: في قارورة - ولتكن عندك، فإذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين، فرأيت القارورة الان وقد صارت دما عبيطا تفور. قال: وأخذت أم سلمة من ذلك الدم فلطخت به وجهها، وجعلت ذلك اليوم مأتما ومناحة على الحسين عليه السلام، فجاءت الركبان بخبره، وأنه قتل في ذلك اليوم. (الأمالي للطوسي الصفحة 315)

الرواية الرابعة:

وروي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: أصبحت يوماً أمّ سلمة رضي الله عنها تبكي، فقيل لها: مِمَ بُكاؤكِ؟ فقالت : لقد قتل ابني الحسين الليلة ، وذلك أنني ما رأيت رسول الله منذ مضى إلاَّ الليلة ، فرأيته شاحباً كئيباً ، فقالت: قلت: ما لي أراك يا رسول الله شاحباً كئيباً؟ قال ما زلت الليلة أحفر القبور للحسين وأصحابه عليه وعليهم السلام. (بحار الأنوار الجزء 45 الصفحة 230 باب رؤية أم سلمة وغيرها رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام)

وعليه، فإن هذه الروايات دليل قاطع على أن سيدتنا أم المؤمنين أم سلمة عليها السلام كانت على قيد الحياة حين استشهد سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا فجعل التربة عندها منافيا للمنطق والعقل بل الذي يقول أنها توفيت قبل مذبحة الطف فهو ينكر التاريخ الصحيح الذي نقله فطاحلة الدين الإسلامي فهل هذا الجاهل له إخبار وتحقيق أكثر من العلامة المجلسي الذي جعل في كتابه بحار الأنوار باب كامل لرؤيا أم المؤمنين أم سلمة عليها السلام؟

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

5 صفر الأحزان 1441 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp