لماذا نتبع المراجع مع أن السنة موجودة‎؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل وسلم وبارك على ابي القاسم محمد المثطفى واله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين
يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

( اني تارك فيكم الثقلين احدهما اعظم من الاخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )

وهنا يأمرنا رسول الله ص ان نأتم بالقران وبالعترة الطاهرة عليهم السلام لانهم اصحاب سنة رسول الله ص الصحيحة الكاملة
فما حاجتنا للمراجع وان سيرة اهل البيت ع كلها مكتوبة في الكتب فلماذا نتوجه للمرجع ولا نتوجه لسيرة اهل البيت ع
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وثبتكم الله على دين الحق


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.

لا يخفى حجم المغالطة التي يكتنفها هذا الإشكال لكل متدبرٍ فيه، فلم يدعِ أحدٌ أن الفقهاء العظام هم خطٌ آخر بديل عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم حتى يُقال مثل هذا!

فلما كان الزمان زمان غيبةٍ لا زمان حضور وكانت أحاديث الأئمة عليهم السلام المبثوثة في الجوامع الحديثية والأصول المعتبرة فيها العام والخاص والمحكم والمتشابه وما خرج مخرج التقية وما لم يخرج مخرجها وان حديثهم عليهم السلام لينصرف على سبعين وجهاً كما جاء عنهم أرواحنا فداهم كان استقصاء كل ذلك ودراسته وإمعان النظر والقواعد والأصول فيه بحاجة إلى تفرغ يتعسر على سائر المؤمنين بل قد يتعذر أيضا!

فالفقيه المجتهد الجامع للشرائط هو الذي تحصل لديه ملكة الاجتهاد ليكون قادراً على استنباط الأحكام الشرعية من مظانها وذلك يتطلب جهداً وتوفيقاً لا يتأتى لأي أحد من عامة المؤمنين وإلا فسدت الدنيا ولم يبقَ لا طبيبٌ ولا مهندس ولا صاحب حرفة ولا ذو عملٍ إلا ترك عمله وتفرغ لطلب العلوم الدينية والاجتهاد فيها وأفنى عمره في ذلك!

لذا قال عز من قائل: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} التوبة:122

فطريق الفقاهة وتقليد الفقهاء العدول العظام هو الذي رسمه الأئمة الطاهرين عليهم السلام لشيعتهم حيث كانوا يرجعون عوام شيعتهم إلى فقهاء أصحابهم بل كانوا يأمرون بعض فقهاء أصحابهم أن يجلسوا في المسجد ويفتوا الناس.

فالتمسك بهذا الطريق إنما هو تمسك بالعترة الطاهرة وبسيرتهم وبما أرشدونا إليه مما جاء في حديث أبي محمد الزكي العسكري صلوات الله عليه في تفسيره الشريف: {فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا لهواه، مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا [في] بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم، فأما من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا، ولا كرامة لهم}. (تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص 300)

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

24 محرم الحرام 1441 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp