هل عبارة (فما أحد من شيعة علي عليه السلام إلا وهو طاهر الوالدين) تدل على إيمان أبي بكر؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم و العن عدوهم

حدثت مناظرة قديمة ما بين أخواننا رافضة و مابين أحد نواصب في موضوع (آية الغار)، حيث استدل ناصبي برواية وردت في كتاب (بحار الأنوار) تقول ما مضمونه{ما من أحدٍ من شيعتنا إلا وهو طاهر الوالدين تقي نقي مؤمن) حيث أنه قال بما أنتم تحترمون شخصية(محمد بن أبي بكر) فيقول هذا يدل على إيمان (أبوبكر).

فما تعليق سماحتكم على هذا الأمر وشكرا وبارك الله فيكم على جهودكم الكبيرة في نشر تعاليم محمد وال محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.

إن هذا الجاهل قام بإقتطاع مورد من رواية طويلة وحاول أن يجعل تأويلها على هواه!

فأين الدليل في الرواية على أن شيعة علي صلوات الله عليه يجب أن يكون آباؤهم مؤمنين؟ إن المقصود من عبارة (طاهر الوالدين) التي يحتج بها هذا الجاهل هي طهارة الولادة. وقد استفاضت الروايات عندنا وعندهم أن لا يحب علياً عليه الصلاة والسلام إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق أو ابن زنا.

وقد روى ابن عساكر – وهو من علمائهم - جملة من مضمون هذه الروايات عندهم، قال:

"وحدثنا حصين عن زيد بن عطاء بن السائب عن أبيه عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه قال كنا ننور أولادنا بحب علي بن أبي طالب فإذا رأينا أحدا لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا وأنه لغير رشدة.
وعن محبوب بن أبي الزناد قال قالت الأنصار إن كنا لنعرف الرجل إلى غير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب، وعن محبوب بن أبي الزناد قال قالت الأنصار إن كنا لنعرف الرجل بغير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب، وعن أنس قال كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا أراد أن يشهد عليا في موطن أو مشهد علا على راحلته وأمر الناس أن ينخفضوا دونه وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهر عليا يوم خيبر فقال يا أيها الناس من أحب أن ينظر إلى آدم في خلقه وأنا في خلقي وإلى إبراهيم في خلته وإلى موسى في مناجاته وإلى يحيى في زهده وإلى عيسى في سنته فلينظر إلى علي بن أبي طالب إذا خطر بين الصفين كأنما يتقلع من صخر أو يتحدر من دهر يا أيها الناس امتحنوا أولادكم بحبه فإن عليا لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى فمن أحبه فهو منكم ومن أبغضه فليس منكم" (تاريخ دمشق ج42 ص287-288)

وإليك تلك الرواية التي احتج بها المخالف كاملة والتي يتبين من تفاصيلها أن المقصود هي طهارة الولادة لشيعة علي عليه الصلاة والسلام:

"كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس رفعه إلى محمد بن زياد قال: سأل ابن مهران عبد الله ابن العباس عن تفسير قوله تعالى: (وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون (فقال ابن عباس: إنا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله، فأقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله تبسم في وجهه وقال: مرحبا بمن خلقه الله قبل آدم بأربعين ألف عام، فقلت: يا رسول الله أكان الا بن قبل الأب، قال: نعم إن الله تعالى خلقني وخلق عليا عليه السلام قبل أن يخلق آدم بهذه المدة، خلق نورا فقسمه نصفين، فخلقني من نصفه، وخلق عليا عليه السلام من النصف الآخر قبل الأشياء كلها، ثم خلق الأشياء فكانت مظلمة فنورها من نوري ونور علي عليه السلام، ثم جعلنا عن يمين العرش، ثم خلق الملائكة فسبحنا فسبحت الملائكة، وهللنا فهللت الملائكة، وكبرنا فكبرت الملائكة، فكان ذلك من تعليمي وتعليم علي عليه السلام، وكان ذلك في علم الله السابق أن لا يدخل النار محب لي ولعلي عليه السلام، ولا يدخل الجنة مبغض لي ولعلي، ألا وإن الله عز وجل خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين مملوة من ماء الحياة من الفردوس، فما أحد من شيعة علي عليه السلام إلا وهو طاهر الوالدين، تقي نقي مؤمن بالله، فإذا أراد أحدهم أن يواقع أهله جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق ماء الجنة فيطرح من ذلك الماء في الآنية التي يشرب منها فيشربه فبذلك الماء ينبت الايمان في قلبه، كما ينبت الزرع، فهم على بينة من ربهم ومن نبيهم ومن وصيه علي عليه السلام، ومن ابنتي الزهراء، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم الأئمة من ولد الحسين، فقلت: يا رسول الله ومن هم الأئمة؟ قال أحد عشر مني، وأبوهم علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: الحمد لله الذي جعل محبة علي والايمان به سببين، يعني سببا لدخول الجنة، وسببا للنجاة من النار" (بحار الأنوار ج24 ص88-89)

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

23 محرم الحرام 1441 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp