هل كان الإمام الحسين عليه السلام يمتلك كلبا؟ وما ردكم على كمال الحيدري؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شيخنا انا ممن انعم الله عليهم بالتشيع من ست سنوات،
وطول تلك الفترة انا مطئمن باعتقادي اني ع مذهب اهل البيت عليهم السلام
وقبل فترة ربما شهر أصابني شك عظيم في المذهب خصوصا بعد ما قرأت الكثير من الشبه في كتبنا ولا رد عليها خصوصا ما يستعرضه السيد كمال الحيدري من كلام موجود في كتب الشيعه وسأزودكم برابط الفديو واتمنى الرد عليه،،

هذا وعلى سبيل المثال هذه الرواية
في كتاب المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج ٢ - الصفحة ٦١٥

- عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن عبد الله بن يحيى الكندي، عن أبيه (وكان صحاب مطهرة على)، عن علي (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا علي إن جبرئيل أتاني البارحة، فسلم على من الباب، فقلت: ادخل، فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه ما في هذا البيت، فصدقته وما علمت في البيت شيئا، فضربت بيدي،
# فإذا جرو كلب كان للحسين بن علي يلعب به الأمس،


فكيف نتقبل مثل هذا الحديث؟

ارجوكم اتمنى الرد انا في حيرة من امري لا استطيع العودة لمذهب السنة لما فيه ما فيه والآن اجد مثل هذه الامور في كتب الشيعة،


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نبارك لكم ذكرى الأعياد الشعبانية وكل وعام وأنتم بألف خير.

بمراجعة الشيخ،

هذه مجرد مكررات سخيفة أخذها هذا البالون من سابقيه من المنحرفين أملًا منه بالخروج من حالة العزلة الجماهيرية بعد ظهور انحرافه وفتاوى كبار المراجع وعلماء الدين فيه، ولكن هيهات فالمؤمنون على وعي بأن ليس كل ما ورد في كتبنا هو صحيح، ولا كل صحيح يؤخذ به، ولا كل ما يؤخذ به يؤخذ بظاهره، فإن هنالك قواعد في الحديث مأثورة عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم يُحتكم إليها في هذا المقام.

ومن تلك القواعد قولهم عليهم السلام المستفيض: «انظروا إلى ما يوافق أخبار العامة فدعوه» (راجع وسائل الشيعة - باب وجوه الجمع بين الاحاديث المختلفة ، وكيفية العمل بها).

والخبر الذي يذكر أنه كان هنالك للإمام الحسين عليه السلام في صغره جرو يلعب به قد منع جبرئيل عليه السلام من دخول البيت.. إلخ؛ هو مما يوافق أخبار العامة، بل هو في الحقيقة من أخبارهم أصلا، فلقد رواه أحمد 647 والنسائي 1211وابن ماجة 3650 وابن خزيمة 902 والبزار 879 وأبو يعلى 592 والبيهقي 14576..إلخ. وفي بعض هذه الأحاديث أن الجرو كان للإمام الحسن عليه السلام، وبعضها مروي عن الوضاع الكذاب أبي هريرة. ولعل علة وضعه مماثلة ما ثبت من امتناع جبرئيل عليه السلام الدخول إلى بيت عائشة لأنه كان تحت سريرها كلب زعمت أنها لم تدرِ به، فألفاظ الحديثين متقاربة جدا، فراجع على سبيل المثال صحيح مسلم 2104.

ومما يؤكد أن خبر المحاسن هو في الحقيقة خبر العامة قد زيد في مصادرنا؛ أنه مروي هناك عن عبد الله بن يحيى الكندي عن أبيه عن علي عليه السلام، وهذا الراوي مجهول، وإذا كان عبد الله بن يحيى الكاهلي فإنه وأباه لم يدركا الإمام عليًّا عليه السلام فكيف ورد في الرواية أن هذا الأخير صاحب مطهرته؟! علاوة على أن كاهلة بطن من أسد من العدنانية، فيما كندة من القحطانية!

إنما الواقع هو التصحيف في اسم الراوي، وهو عبد الله بن نُجي، فهو الذي روى عن أبيه ما روى؛ كما هو خبره المستفيض عند العامة. والرواي عنه هو عمرو بن شمر بتوسط جابر الجعفي، وهو علاوة على ضعفه فإن من المعلوم أنه بسببه زيدت أحاديث في كتب جابر. قال النجاشي عنه: «ضعيف جدًّا، زَيَّدَ أحاديث في كتب جابر الجعفي ينسب بعضها إليه، والأمر ملتبس» (رجال النجاشي ٧٦٥). وبناء على هذا قال المحدث القمي رحمه الله في هذا الحديث: «وأما خبر الجرو الوارد عن المحاسن ففي سنده عمرو بن شمر عن جابر، والظاهر أنه من الأحاديث التي زيدت في كتب جابر بن يزيد الجعفي». (سفينة البحار ج٢ ص٤٨٦).

فالحاصل أن هذا الحديث ليس من أحاديثنا أصلا بل هو من أحاديث مخالفينا التي زيدت في أحاديثنا، ولا أحد منا يقبله وهذه حاله من الوهن والضعف. وإن في تراث كل طائفة ما هو غث وسمين، ولا يجوز أن يؤاخذ أهل مذهب على غير ما يعتمدون أو يُلزمون.

وعلى هذا الحديث قس سائر الأحاديث الأُخَرِ التي التقطها هذا البالون الأبله في بهلوانياته الصبيانية الصاخبة البعيدة تمامًا عن المنهج النقدي العلمي، فما هي في الحقيقة إلا مكررات سخيفة مردودة، فأي غرض له من إثارتها؟

إن زعم بأن أهل المذهب قد قبلوها كما هي فقد افترى! فإن أحدًا لا يقبلها كما هي.
وإن زعم أنه أول من انتبه إليها بغية ردها فقد كذب وسفه نفسه! فإن العلماء قد انتبهوا وردوا.
وإن زعم أن غرضه وضع قواعد للتمييز بين الأحاديث فهو كمن فسَّر الماء بعد الجهد بالماء! فإن القواعد العلمية موجودة والتمييز حاصل بها بحمد الله تعالى.
وإن زعم أن غرضه إبطال أو تنقيص الاحتجاج بالأحاديث لورود هذه الشوائب فيها وأن اللازم هو العودة إلى (مرجعية القرآن)؛ فقد أخطأت استه الحفرة كما أخطأتها است سلفه عمر بن الخطاب يوم قال: «حسبنا كتاب الله»!

وإن المؤمن الراسخ في إيمانه لا يتسلل إليه الشك بمثل هذه الإثارات التافهة والبهلوانيات المضحكة والمكررات السخيفة الصادرة عمن يطلب التفات الناس إلى نفسه واكتساب النجومية بلا دين ولا تقوى ولا حتى علم صحيح.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

7 شعبان المعظم 1441 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp