ما هو القول المعتمد في ضبط لفظ حرفي الضاد والظاء؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اردت أن اسأل عن حرفي الضاد والظاء وعن نطقهما؛ فكما تعلمون أن المِصريين ينطقون الضاد كالدال أو الطاء المفخمة ومن سقف الفم، فلا يخرج معها هواء وهي حرف شديد عندهم، وكذا يفعل أهل المغرب؛

أما أهل العراق والحجاز واليمن، فينطقونها كالظاء
فوددت أن اسأل عن ما إن كان لديكم بحث عن هذا الأمر، وعن كيفية النطق، فأنا بحثت وارتأيت أن أهل العراق والحجاز أفصح، فأريد رأي الشيخ - حفظه الله ورعاه - ورأيكم، فإني سمعت الشيخ يتحدث بالضاد المصرية فأردت أن اسأله عن السبب في ذلك، فأنا بحثت وهذا ما وجدت في بحثي :

قول ابن الجزري في التمهيد 140-141:

واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعسر على اللسان غيره، والناس يتفاضلون في النطق به

فمنهم من يجعله ظاء مطلقاً، وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق،

ومنهم من لا يوصلها إلى مخرجها ، بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة، لا يقدرون على غير ذلك، وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب

نرا هنا إبن الجزري يتكلم عن الضاد المصرية التي نسمعها اليوم، والتي يكون صوتها ممزوج بين الدال والطاء .

قال سيبويه : ( ولولا الإطباق لخرجت الضاد من الكلام ).

إذا طبقنا كلامه على الضاد المصرية وأزلنا الإطباق عنها لأصبحت دال.

ويقول ابن غانم المقدسي في (بغية المرتاد لتصحيح الضاد)

:(فليعلم أن أصل هذه المسألة أنهم ينطقون بالضاد ممزوجة بالدال المفخمة والطاء المهملة، وينكرون على من ينطقون بها قريبة من الظاء المعجمة، بحيث يتوهم بعضهم أنها هي، وليس كما توهمه)

قال مكي إبن ابي طالب في كتاب (الرعاية):

(والضاد يشبه لفظها لفظ الظاء)، ويقول أيضاً ( فلا بد للقارئ الموجود أن يلفظ بالضاد مفخمة مستعلية منطبقة مستطيلة، فيظهر صوت خروج الريح عند ضغط حافة اللسان بما يليه من الأضراس عند اللفظ بها ).

الضاد المصرية حرف شديد لا يخرج معه هواء، وهو النظير المطبق للدال كما بينت.

وصرح أيضاً إبن تيمية بالتشابه الشديد بين الضاد والظاء في السمع. الضاد المصرية صوتها بين الطاء والدال (مفخم الدال)، ولا علاقة لها بالظاء.

وهؤلاء كلهم قد عاشوا وماتوا في عصور الفصاحة، كابن تيمية وابن الجزري ومكي بن أبي طالب وسيبويه،

وأما السبب الأخر، عن كون الضاد كالظاء وليس كما ذهب إليه المصريين؛ هو أنها حرف سهل على اللسان؛ بخلاف الأخر الذي يعسر على الكثير نطقه كما ذكر اللغويون والنحاة؛ والعربية لغة الضاد، فلا ترى الضاد ( التي يعسر نطقها والتي تشبه الظاء ) في أي لغةٍ أخرى؛ بعكس الضاد التي ينطقها المصريون، فتجدها في لغات عديدة، كاللغة الامازيغية مثلاً وغيرها .

وارسلوا سلامي للشيخ ولأهل فدك الصغرى حماها الله .

فأفيدونا في ذلك، أفادكم الله


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام، ولعنة الله على قتلته وأعدائه أجمعين.

بمراجعة الشيخ أفاد أنه على تعدد الأقوال في ضبط الضاد وتمييزها عن الظاء؛ لم يتحقق لديه إلا هذا القدر المتيقن، وهو أن يكون مخرجها من حافة اللسان دون الأسنان، فيما مخرج الظاء من حافة اللسان متجاوزا الأسنان قليلا. فإذا التزم المكلف بهذا القدر المتقين كان مجزيا، سواء أخرج الضاد على نحو لفظ المشارقة أم المغاربة. على أن في المشارقة من يقترب لفظه للضاد من لفظ المغاربة دون العكس، ولذلك فهو أرجح عند الشيخ.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

20 شهر رمضان 1440 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp