السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سلسلة تحرير الانسان الشيعي قلتم ان المؤمن لا يسمح له الشرع ان يذل نفسه او يسكت عن الذل اذا كان المقصود هو الدين
وذكرت مثالا على ذلك سيد الشهداء ع
حيث كان معه ما لا يتجاوز ٨٠ شخصا في قبال جيش لا يقل عن ٣٠ الف
فكان من الطبيعي ان يأسروا مع رفضهم لبيعة يزيد
ولكنهم لم يقبلوا ان يؤسرو لان في ذلك اذلالا
ولم يجعل الله لمؤمن ان يذل نفسه
السؤال اذا كان الاسر ذلا فكيف اسر الامام الكاظم ع ؟
وصلى الله على محمد واله الاطهار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نبارك لكم ذكرى ميلاد ثامن الأئمة الأطهار الإمام الرضا عليه السلام.
لو تدبرتم في الكلام جيداً لفهمتم أن الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه كانوا مخيَّرين بين أمرين إثنين، إما (الذلة) أي الأسر أو (السلة) أي سل السيوف والقتال ولا خيار ثالث لهم، فاختار الإمام الحسين عليه السلام سل السيوف وقتال القوم، لأن في الأسر ذلٌ في هذا الظرف، لا أن الأسر ذل بحد ذاته، ففرّق.
في حين أن الإمام الكاظم عليه السلام قد اختار الأسر والسجن على أن تقع العقوبة على شيعته بعد أن غضب الله عليهم، فوقاهم الإمام عليه السلام بنفسه كما جاء في الرواية الشريفة:
عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: إن الله عز وجل غضب على الشيعة فخيرني نفسي أو هم، فوقيتهم والله بنفسي. (الكافي الشريف ج1 ص260)
وكانت عقوبتهم المستحقة هي وقوع المفارقة بينهم وبين الإمام، فخيّر الله تعالى الإمام (عليه السلام) بين أن يُسجن الشيعة ويُقتلوا لتتحقق المفارقة وبين أن يُسجن الإمام ويُقتل لتتحقق أيضا، فاختار الإمام أن يتحمّل بنفسه الشريفة أمر السجن والقتل لوحده على أن يعرّض شيعته لذلك رأفة بهم وبعوائلهم وأطفالهم، وهذا هو معنى وقايته لهم بأبي هو وأمي. فلا يقال أن الأسر في هذا الظرف ذلٌ، كما هو واضح.
راجع الجواب التالي:
http://al-qatrah.net/an367
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
11 شهر ذو القعدة 1439 هجرية
