هل الإمام علي عليه السلام أخذ غنائم معركة الجمل؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

في معركه الجمل عندما انتصر الامام علي ع أمر بعدم جمع الغنائم واخذها ونحن نعرف ان الغنائم توخذ من الكفار فلماذا لم ياخذ او يجمع الغنائم من جيش عائشه


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اتّفقت الرواة كلّها على أنّه علياً (عليه السلام) "قبض ما وجد في عسكر الجمل من سلاح ودابّة ومملوك ومتاع وعروض ، فقسّمه بين أصحابه ، وأنّهم قالوا له: اقسم بيننا أهل البصرة فاجعلهم رقيقاً، فقال: لا.
فقالوا: فكيف تُحلّ لنا دماءهم ، وتُحرّم علينا سبيهم! فقال: كيف يحلّ لكم ذرّية ضعيفة في دار هجرة وإسلام! أمّا ما أجلب به القوم في معسكرهم عليكم فهو لكم مغنم، وأمّا ما وارت الدور وأُغلقت عليه الأبواب فهو لأهله، ولا نصيب لكم في شيء منه. فلمّا أكثروا عليه قال: فاقرعوا على عائشة؛ لأدفعها إلى من تصيبه القرعة! فقالوا: نستغفر الله يا أمير المؤمنين! ثمّ انصرفوا. (شرح نهج البلاغة، والإمامة والسياسة)

وجاء في شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي "وكان علي صلوات الله عليه قد غنم أصحابه ما أجلب به أهل البصرة إلى قتاله وأجلبوا به: يعني أتوا به في عسكرهم ولم يعرض لشيء غير ذلك من أموالهم، وجعل ما سوى ذلك من أموال من قتل منهم لورثتهم، وخمّس ما أغنمه ممّا أجلبوا به عليه، فجرت أيضاً بذلك السنّة".

وإنما أمير المؤمنين علي عليه السلام قد أمر بعدم سبيهم رغم استحقاقهم لذلك. من جواب سابق:

منّ على عائشة وعلى أهل البصرة كما منّ رسول الله «صلى الله عليه وآله» على أهل مكة لمصلحة أولى، منها بقاء الابتلاء الألهي للبشر، وقد وردت روايات كثيرة عن أهل البيت «عليهم السلام» في هذا الشأن تبيّن الحكمة من ذلك، كما نصّ الشيخ الصدوق «رضوان الله عليه» عن الإمام الصادق «عليه السلام»: إنّ عليـًا «عليه السلام» إنما منّ عليهم كما منّ رسول الله «صلى الله عليه وآله» على أهل مكة، وإنما ترك عليٌ «عليه السلام» لأنه كان يعلم أنه سيكون له شيعة وأن دولة الباطل ستظهر عليهم، فأراد أن يقتدى به في شيعته، وقد رأيتم آثار ذلك هو ذا يسار بسيرة علي «عليه السلام»، ولو قتل علي أهل البصرة جميعا وأتخذ أموالهم لكان ذلك له حلالا، لكنه منَّ عليهم ليمنّ على شيعته من بعده.
(علل الشرائع للشيخ الصدوق/ج1/ص154/ح1)

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

26 شهر رمضان المبارك 1439 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp