لصالح من تفقد الناس الثقة بالمراجع؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الشيخ ياسر انت تطعن في علمائنا جميعا بحيث لم تبقي لنا من باقية . انا اسئل لمصلحت من تفقد الناس الثقة با المراجع . نتمنى الرد جزاكم الله خير الجزاء

احمد العقابي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسعد الله أيامكم بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام الجواد عليه السلام.

ـ الشيخ لا يطعن في المراجع كما تقول ايها الكريم بل في بعض منتحلي المرجعية من المنحرفين أو المضلين أو غير المؤهلين، فتابع هذا المقطع لتتضح لك الصورة:



إنّ ما يقوم به الشيخ يُنظر له اليوم مع بالغ الاسف على أنه حالة نشاز بينما الواقع هو أنّ هذا مسلك عظمائنا وأسلافنا الأبرار الذين دأبوا على فضح المنحرفين داخل الوسط الشيعي وتبيين حقيقتهم للناس حفظا للدين.

ما عليك أيها الكريم سوى ملاحظة ما يطرحه الشيخ من أدلة وبراهين طالبا من الله تعالى الهداية والتوفيق للحق.

أولا: إن سماحته لم يقل أن جميع المراجع ضالون مضلون، بل ولم يقل أن أكثرهم ضالون مضلون. فعلى سبيل المثال إنه يحترم جميع المراجع المعتبرين المعروفين في النجف الأشرف (السيستاني، الحكيم، الفياض، البشير)، وكذلك يحترم جميع المراجع المعتبرين المعروفين في قم المقدسة (الشيرازي، الوحيد، القمي، الروحاني) وإذا كان يختلف مع بعضهم في بعض الاجتهادات والآراء فهذا أمر عادي لكنه لا يقول أنهم ضالون. هو فقط يقول عن مراجع الحكومات أو الأحزاب السياسية أو الاتجاهات البترية أو العرفانية أنهم ضالون مضلون، وهؤلاء فئة محدودة فلا يصح كلامكم أن سماحته يرى جميع المراجع أو أكثرهم ضالين مضلين.

ثانيا: إن سماحته ينطلق من حديث الإمام العسكري (عليه السلام) في تقييمه لمن يدعي المرجعية. قال عليه السلام: «فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم، فإن من ركب من القبايح والفواحش مراكب علماء العامة، فلا تقبلوا منهم عنا شيئاً ولا كرامة، وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك، لأن الفسقة يتحملون عنا، فيحرفونه بأسره لجهلهم، ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلة معرفتهم، وآخرون يتعمدون الكذب علينا ليجرّوا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم.ومنهم قوم نصّاب لا يقدرون على القدح فينا، فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة، فيتوجهون به عند شيعتنا، وينتقصون بنا عند نصّابنا، ثمّ يضيفون اليه أضعافه، واضعاف أضعافه من الاَكاذيب علينا التي نحن براء منها، فيتقبله المستسلمون من شيعتنا على انّه من علومنا، فضلّوا وأضلّوا، وهم أضرّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه». (وسائل الشيعة ج27 ص131 عن تفسير الإمام العسكري عليه السلام).

نرجو التدقيق في قوله عليه السلام: «وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم» فهو يفيد أنه لا يمكن أبداً أن يكون (جميع) من يدعي المرجعية صالحاً، بل فيهم الكذابون والضالون والنصاب والفسقة والراكبون للقبايح والفواحش كعلماء البكرية، وهؤلاء أضر على الشيعة من جيش يزيد لعنه الله.

ثالثا: إن الإنسان المؤمن الواعي قبل أن يحكم على النتائج يراجع المقدمات، ومن هنا عليكم الاطلاع على أسباب موقف الشيخ من هؤلاء وهل أنه محق في ذلك أم لا، فعلى سبيل المثال من يدعي المرجعية ويمدح قتلة وأعداء أهل البيت (عليهم السلام) لا شك في أنه يكون منحرفاً وضالاً مضلاً، وكذلك من يدعي المرجعية وهو يظلم الناس ويأمر بقتلهم وسجنهم، وكذلك من يدعي المرجعية وهو يعتقد بالاعتقادات الصوفية والعرفانية المنحرفة.
أما تهويل الأمور وتسطيحها بهذا الشكل بالقول أن الشيخ الحبيب يطعن بالمراجع فهو مشابه لأسلوب الفرقة البكرية عندما تهول الأمور وتسطحها بقولها أن الشيعة يطعنون بالصحابة. ونحن عندما نقول لهم أننا لا نطعن في (كل) من يسمى بالصحابة ولكن لنا موقف مع بعضهم المنحرفين، كذلك علينا أن نقول لأنفسنا أن علماءنا الذين نلاحظ منهم بعض المواقف هم لا يطعنون في (كل) المراجع ولكن لهم موقف مع بعضهم المنحرفين.

رابعا: إن الشيخ لم يقل أبداً أنه الهادي المهدي، ولا يدعي أنه الأعلم والأفقه، ولكن هذا اجتهاده ورأيه في بعض الشخصيات عندما يتم سؤاله عنها، فهو لا يستطيع أن ينافق الناس ويجيب بما لا يرضي الله عنه، فإذا ظهر أنه أخطأ فهو معذور عند الله تعالى لأنه لم يخالف هذه الشخصيات إلا في الله، كما أنه على سبيل المثال خالف الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه) وطعن بفقاهته وسلامة منهجه، لكننا نعلم أن ما كان بينهما لم يكن بسبب عداء شخصي وإنما في الله فقط، ولكلٍّ اجتهاده ورأيه، ولا أحد معصوم غير المعصومين عليهم الصلاة والسلام.

خامسا: حتى لو سلمنا جدلا أن الشيخ يقول أن أكثرية المراجع والعلماء ضالون فهذا مما يُعقل أيضاً، لأن هناك الكثير من الآيات والأحاديث التي تشير إلى أن من يكون على الحق والإيمان فئة قليلة العدد. فعلى سبيل المثال يقول الله تعالى: «وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ» ويقول: «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ» ويقول: «وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ».
وعلينا أن نلاحظ أنه ليس كل من يسمون أنفسهم (شيعة وموالين) هم ناجون، بل إن أكثرهم أيضاً هالكون، حيث إن الشيعة يتفرقون إلى 13 فرقة، 12 فرقة منهم هالكة في النار، وواحدة في الجنة، حيث يقول أمير المؤمنين عليه السلام: «أيها الناس، افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار، وواحدة ناجية في الجنة، وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام. وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعين في النار، وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى عليه السلام. وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار، وفرقة في الجنة، وهي التي اتبعت وصي محمد صلى الله عليه وآله - وضرب بيده على صدره - ثم قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين كلها تنتحل مودتي وحبي، واحدة منها في الجنة وهم النمط الأوسط، واثنتا عشرة في النار». (الأمالي لشيخ الطائفة الطوسي ص524 والاحتجاج للطبرسي ج1 ص392)

هذه المحاضرة سوف تساعدك إن شاء الله في معرفة من يجدر بك أن تأمنه على دينك من العلماء:

شكرا لتواصلكم

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

10 رجب 1434


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp