هل هذا الحديث يدل على أن الإمام علي عليه السلام غير معصوم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل التحيات المحملة بالأشواق الى الشيخ المجاهد ياسر الحبيب حفظه صاحب الزمان بحفظ الله الأعظم، ما قولكم بالحديث الوارد بالكافي للإمام علي عليه السلام: لا تكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل فاني لست آمن أن أخطئ"؟ فهذا قد تهجم به المخالفون لنقض عصمة وجه الله الأعظم علي بن أبي طالب ضرغام الإسلام الأول قاتل أحبابهم وأجدادهم؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحديث المنقول محرّف عما هو في الكافي الشريف، فإن النص الموجود هناك هو قوله عليه السلام: ”فلا تكفّوا عني مقالةً بحق أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق ما أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني“. (الكافي ج8 ص356).

والحديث يؤكد العصمة لا ينفيها! وذلك لورود الاستثناء في قوله عليه السلام: ”إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني“ حيث لا استقلالية للمعصوم في قوة العصمة وإنما هي قوة ترجع طولياً إلى الله تبارك وتعالى، فلو أن المعصوم خُلِّيَ ونفسه وانقطع عنه الحفظ الإلهي لما كان معصوماً، كما أن الإنسان العادي لو خُلِّيَ ونفسه وانقطع عنه الإمداد الإلهي لما استطاع القيام بحركة واحدة، فإن كل حركة يقوم بها الإنسان إنما هي بحول الله وقوته، ولذا لو قال قائل: ”إني في نفسي لا قوة لي إلا أن يمدّني الله تعالى بقوّته“ لا يُفهم منه أنه عاجز ولا قوة له، وإنما يُفهم منه أنه معتمد على الله تعالى في قوته، فكذلك المعصوم، لا يُفهم من قوله المزبور أنه لا عصمة له، وإنما يُفهم منه أنه معتمد على الله تبارك وتعالى في عصمته. قال الله تعالى: ”وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَب الْعَالَمِينَ“ (التكوير: 29).

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 30 شوال 1430


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp