هل أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي سمرة هي والدة الإمام الصادق عليه السلام؟ أَمْ أُمُّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر كما يدعي أهل الخلاف؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

اللهم صل على محمد وآل محمد والعن أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

الشيخ ياسر الحبيب أيده الله تعالى بلطفه الواسع لدينا سؤال حول زوجة الامام الصادق صلوات الله عليه هل هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي سمرة أو هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر كما يدعي أهل الخلاف ؟

وفقكم الله لكل خير.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جواب الشيخ:

باسمه تعالى شأنه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد مولانا الإمام أبي عبد الله الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) وجعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

لعلك تقصد في سؤالك أم الإمام الصادق (عليه السلام) لا زوجته، وجوابنا هو أنّا لم نجد أحداً ذكر أنها أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي سمرة إلا القرماني الدمشقي في كتابه أخبار الدول، وهذا نصّ عبارته في ترجمته عليه السلام: ”كان من بين أخوته خليفة أبيه ووصيّه، نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن غيره، وكان رأسا في الحديث، روى عنه يحيى بن سعيد وابن جريح ومالك بن أنس والثوري وابن عيينة وأبو حنيفة وشعبة وأبو أيوب السجستاني وغيرهم، وُلد بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة، وأمه أم فروة بنت القسم بن محمد بن أبي سمرة، وكان رضي الله عنه معتدل القامة آدم اللون، ونقش خاتمه: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، أستغفر الله“. (أخبار الدول وآثار الأُوَل للقرماني الدمشقي ص112).

ولا يمكن الاعتماد على قوله هذا لأنه أولاً عامي متأخر إذ وُلد في القرن التاسع، فيما أطبق الخاصة ومنهم الكليني والمفيد وهما مَن هما في الاعتماد والوثاقة والقرب إلى زمان المعصوم (عليه السلام) على كون أم الصادق (عليه السلام) هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. قال الكليني عليه الرحمة: ”وُلد أبو عبد الله عليه السلام سنة ثلاث وثمانين، ومضى عليه السلام في شوال من سنة ثمان وأربعين ومئة، وله خمس وستون سنة، ودُفن بالبقيع في القبر الذي دُفن فيه أبوه وجده والحسن بن علي عليهم السلام، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر“. (أصول الكافي ج1 ص472). وقال المفيد عليه الرحمة: ”كان مولد الصادق عليه السلام بالمدينة سنة ثلاث وثمانين من الهجرة، ومضى في شوال من سنة ثمان وأربعين ومئة، وله خمس وستون سنة، ودُفن بالبقيع مع أبيه وجده وعمه الحسن عليهم السلام، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وكانت إمامته أربعاً وثلاثين سنة“. (الإرشاد ج2 ص179). ولعلك لاحظت التباين بين ما ذكراه وبين ما ذكره القرماني الدمشقي من أن مولده (عليه السلام) كان سنة ثمانين، وهذا التباين يقدح في ضبط القرماني.

وأما ثانيا فإنّا لم نجد ترجمة لمحمد بن أبي سمرة هذا، ولا لابنه القاسم، ولا لابنة هذا الأخير أم فروة. وعليه فما هو في كتاب القرماني لعله من خطأ النسّاخ، وإن لم يكن فلا ينهض لمقاومة الإجماع على كونها (عليها السلام) من سلالة أبي بكر (لعنه الله) من جهة القاسم بن محمد رضوان الله عليهما.

ثم لا تنسَ أن رواتنا وعلماءنا، سيّما الأقدمين منهم، كان أكثر ما يهتمّون بضبطه وتقييده هو تواريخ سادتنا وأئمتنا الأطهار (عليهم السلام) وأحوالهم وصفاتهم وأنسابهم، فلا يستقرّ في النفس أن أمراً خطيراً كهذا يفوتهم، فلو كان الصادق (عليه السلام) ليس منسوباً من جهة أمّه إلى عتيق لعنه الله؛ لوجدتَ ذلك من أظهر ما بان، بل لحدّث به أئمتنا المعصومون (عليهم السلام) دفعاً لما قد يحتج به حمقى المخالفين.

وأيا يكن؛ فإن كون أم فروة (عليها السلام) من سلالة أبي بكر (لعنه الله) لا يقدح فيها، كما لا يقدح في أبيها القاسم الذي كان من ثقات السجاد (عليه السلام) كما لا يقدح في جدّها محمد (رضوان الله عليه) الذي قال فيه الصادق عليه السلام: ”أنجب النجباء من أهل بيت سوء؛ محمد بن أبي بكر“. (رجال الكشي ص63).

وقد قال الصادق (عليه السلام) في وصف أمّه الطاهرة: ”وكانت أمي ممن آمنت واتقت وأحسنت والله يحب المحسنين“. (أصول الكافي ج1 ص472).

وقد سبق منا بيان أنه لا ضرورة في أن يكون كل من على أمهات المعصومين (عليهم السلام) من الآباء والأجداد والأمهات مؤمنين طاهرين، وإنما الضرورة في الذين يعلون الآباء والأجداد، لأن اللازم هو كون ما تتقلب فيه النطفة طاهراً، وهو الأصلاب في الرجال، والأرحام في النساء، والرحم ليس إلا وعاءً. فراجع.

وفقكم الله وإيانا لخير المراضي، والسلام. 25 من شوال لسنة 1430 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp