البحوث القرآنية (4) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
البحوث القرآنية (4) 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
 بسم الرحمن الرحيم القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد )عليهم السلام( فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني، الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمه للخلائق اجمعين سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرينولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين

في المحاضرة السابقة ..

يستمر كلامنا في هذه السلسله المخصصه للبحوث القرآنيه ، وكان كلامنا فيما تقدم هو في اتجاه البحث في وجوه اعجاز القرآن الحكيم وطبيعة هذا الاعجاز و الموجب لكونه اعجازا كلاميا .
القرآن فوق عقول الناس ووجودهم ..
اليوم نبحث في وجه آخر من وجوه هذه المعجزه العظيمه وهذه الاعجوبه التي لانظير لها والمسمات القرآن الحكيم ونقول إنّ من أعظم وجوه الاعجاز في القرآن انه قد ظهر في بيئه وثنيه وحشيه لاقيم فيها يلتفت اليها ، وجاء مع كل هذا بأعظم التعاليم والقيم والوصايا والتشريعات والاحكام التي تنظم علاقه الفرد بربه وعلاقته مع نفسه ، او علاقته بنفسه وعلاقته بأسرته وعلاقته بالمجتمع من حوله ، وبعباره اخرى هذا القرآن ظهر من لاحضاره من بيئه لاحضاره ولا تمدن فيها إلا الوثنيه والوحشيه وبعض القيم الطفيفه التي لايلتفت اليها في ضل المعترك الحضاري بين الامم.

يعني إن اريد أن تقيم حياة العرب وقيمهم مع حياة بقية الامم التي كانت آنذاك ، فإن حياة العرب وقيمهم آنذاك ينزل العرب في ضمن السلم الحضاري ينزلون الى المراتب الدنيا ، لم تكن تحكمهم الا شريعة النهب والسلب والغزو والاعتداء والقتل وسفك الدماء ووئد البنات والخمر والزنا وما اشبه .. وكان الجهل مطبقا عليهم بحيث أنّ المؤرخون يذكرون في كل المجتمع المكي لم يكن احد يتقن القرائه والكتابه إلا عدد محدودا لايتجاوز عدد الاصابع ، يعني افترض هكذا انه لا اكثر من عشرة اشخاص في كل مكه كانوا يعرفون القرائه والكتابه فهو عصر جهاله حقا وعصر وحشيه وعصر هبوط وانحدار حضاري ، قد لايكون له مثيل في وسط بيئه كهذه ..
يظهر كتاب لامثيل له ولا نظير لا من قبل ولا من بعد يحير كمل الكمل يحير ارباب الفكر وعظماء التاريخ ويحوي هذا الكتاب بين دفتيه اعظم التشريعات واتقنها واكثرها موافقه لحكم العقل ولحكم الفطره السويه ولما فيه صلاح البلاد والعباد ، وعلى يد من يظهر هذا الكتاب ذلك الرجل الذي نشئ يتيما لم يتلقى تعليما من احد ام يتتلمذ عند احد في بيئه غير مدنيه غير متحضره بيئه كانت متخلفه جدا ، يظهر كتاب هكذا بهذه الحيثيات فإذا لابد أن يكون هذا الكتاب معجزه لابد أن يكون من السماء .

مقارنة بين القرآن الحكيم والكتاب المنافس مايسمى بالكتاب المقدس (المحرّف) ..

دعونا نقارن بين هذا الكتاب والكتاب المنافس له الذي يسمى الكتاب المقدس الذي يحتوي التوراة المحرفه والانجيل المحرف ، هذا الكتاب الذي نحن لانعتقد انه كتاب مقدس لكن خصوم الاسلام يطرحونه ككتاب ينافس القرآن الحكيم دعونا نقارن بين الكتابين ولننظر ايهما نجده موافقا للعقل وللفطره السويه ، وايهما جاء بالعلاجات الناجعه ..

وايهما تظهر عليه علائم الوحي وايهما تظهر عليه علائم الاختلاق والوضع البشري ، مع ملاحظة أنّ هذا الكتاب وهو القرآن الحكيم نشأ في بيئه غير متمدنه بيئه وحشيه وثنيه في حين أنّ الكتاب الآخر بعهديه القديم والحديث نشأ في بيئات متمدنه ظهر في وسط حضارات ، كتاب موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام)  جاء به في وسط حضاره فرعونيه عظيمه كانت متقدمه انذاك ، كانت اكثر الامم تقدما .

كتاب عيسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) جاء كذلك في وسط حضاره رومانيه وحضاره هي حضارت بني اسرائيل في فلسطين ، كانوا ايضا بارعين وتقدموا في مجالات عده ..

هل هنالك مقارنة بين كتاب الله العزيز القرآن الحكيم وبين سائر الكتب المحرفه ؟ مثالين ..

اما كتاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد نشأ في بيئه كانت بعيده كل البعد عن التمدن والتحضر والتقدم ومع ذا نجد إنّ تعاليم هذا الكتاب فاقت تعاليم الكتب السابقه بل حين نقارن نجد لاوجه للمقارنه اصلا ، لأن ماجاء في القرآن الحكيم من تشريعات واحكام وتعاليم كلها كانت في القمه الى اليوم . اما في المقابل في تلك الكتب السالفه وهي محرفه بطبيعة الحال نجد انها جائت بتشريعات واحكام يأباها العقل ، يأباها الوجدان ، تأباها النفس السويه والفطره السويه ، ويسخر منها العقلاء ، ويئن منها اولوا الالباب اذ يعتبرونها تنحدر بالمجتمع الانساني ولا ترفعه كما هو شأن القرآن الحكيم دعوني هنا اضرب لكم مثالين :
حتى يكون كلامنا موثقا لا مجرد كلاما في الهواء انظروا في هذا المثال الاول وهانحن نقارن بين الكتابين بتجرد ، الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى ينقسم كما بينا الى قسمين عهد قديم هو التوراة ولواحقها وعهد جديد ما يسمى عندهم بالاناجيل الاربعه التي تحكي قصة المسيح (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) ، نجد في ذلك العهد القديم اي في التوراة الرائجه المحرفه في سفر العدد تشريعات تخالف الانسانيه ، تناقض الرحمه ومع ذا لايستحي اليهود ولا النصارى ، لأن النصارى ايضا يلتزمون بما جاء بالعهد القديم من احكام وتشريعات ويجرون لها الاستصحاب إلا ما ابطلتها الاناجيل وهذا مما لم تبطل الاناجيل ، وعلى اية حال هم يقولون إن لم تكن موجوده هذه التشريعات فهي كانت موجوده في زمان ما وهي من الرب في كل الاحوال.

فهنا نسألكم ونسأل كل انسان يحترم ضميره اتقبل أن يكون تشريعا كهذا وحكم كهذا مما نزل من الله الرحمن الرحيم العطوف العادل !

هكذا حكم الآن سأنقله لكم ترون انه يناقض تماما مبادء العدل ومبادئ الرحمه ، ومع ذلك لايستحي اليهود ولا النصارى أن يقولوا أنّ الله (عز وجل) قد انزل هذا الحكم على نبيه موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) وكان جزءا من شريعة التورات وعمل به ..

افتحو سفر العدد من التورات المحرفه تجدوا إن موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام)ــ حاشاه ــ زعم أن الله (عز وجل) امره بأن يقتل كل الاطفال الذكور والنساء الثيبات من سبيي مديان لما انتصر موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام)وقومه عليهم ، هذا النصر تجدونه في سفر العدد في التوراة المحرفه هذا الكتاب الذي يزعم اليوم اليهود والنصارى انه كتاب مقدس فهل هذا كتاب مقدس !!

اقرأو النص : "فاليوم اقتلوا كل ذكر من الاطفال وكل امرأه عرفه رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها" موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام)يأمرهم عن الله تعالى الله (عز وجل) عن ذلك وحاشى كليمه موسى ابن عمران (على نبينا وآله وعليهما افضل الصلاة والسلام)عن ذلك حاشاه لكن هم يزعمون إنّ موسى امر قومه عن الله (عز وجل) الآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال ! بعدما انتصر على اهل مديان جمعوا الرجال والنساء والاطفال الرجال قتلوهم هذا قد يكون له وجه بالقول مثلا إنّ الرجال كانوا محاربين ، مع انه ايضا على اطلاقه لايخلوا من اشكال لأنه ليس كل رجل منهم محاربا قطعا مع ذا نفرض انهم جميعا قد حاربوا ، طيب مابال النساء والاطفال ..؟

الذكور منهم طفل عمره 12 سنه مثلا يقتل !! ماذنبه ؟

الانثى من الاطفال تستبقى تستحيي النساء ، يقولون اقتلوا كذلك كل امرأه عرفه رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها ، يعني كل امرأه ثيب ليست عذراء هذه ايضا تقتل اما النساء العذراوات فيتركن ، فإذن الذي يترك النساء العذراوات والاطفال من الاناث ! اما الرجال والنساء الثيبات الاتي لم يشتركن بقتال كل جرمهن انه متزوجات لهن رجال فيقتلن وكذلك الاطفال الذكور ايضا يقتلون اهذه شريعه سماويه ! ام شريعه شيطانيه ايمكن أن يُعتقد أنّ هذا كلام الله (تبارك وتعالى) ؟ وإنّ هذا حكم الله (تبارك وتعالى) ؟الله يقتل الاطفال ؟ ويقتل النساء الاتي لاذنب لهن ؟ هؤلاء الاطفال الابرياء ماشأنهم ليقتلون ما جريمتهم جريمتهم انهم ذكور ولدوا هكذا ؟

ههههه يصفون الاسلام بالارهابية ولكنهم يصفون انفسهم وكتابهم الباطل المحرّف ..

العجيب من اليهود والنصارى واعداء الاسلام انهم ينسبون الى الاسلام السمه الارهابيه ويصفون هذا الكتاب العظيم القرآن الكريم انه يحض على الارهاب ، وليس كذلك ابدا مشكلتنا هي في من يأخذ بعضا من آيات القرآن الحكيم ويترجمها ترجمه خاطئه في الجانب العملي ، فيسفك الدماء ثم يظن الآخرون من الامم الاخرى إن هذا هو الاسلام .

يأتي مثلا المقبور اسامه بن لادن وجماعته الوهابيه الارهابيه فتقتطع آيات من سياقها وتفسرها على هواها وتضع امام الشاشات التلفاز هذه الآيات وخلف ظهورها تلك العبارات المقدسه كالشهادتين مثلا ، وتقتل الناس وتذبح وتقول هذا هو الاسلام فيضن اولئك عوام الاجانب يضنون انه نعم الاسلام هو ارهابي ، وهنا توفر بيئه خصبه لؤلائك الذين هم بالأصل معادين للإسلام ويريدون وقف المد الاسلامي في امريكا واوروبا ..
فتشرئب اعناقهم ويبرّزون انفسهم ويأتون ويقولون انه نعم الاسلام دين ارهابي وكتابهم يحث على الارهاب ، في حين انهم يتعامون عما في كتابهم هم ، لاتجد في كتاب الله ابدا امرا بقتل النساء والاطفال ، بل على العكس من ذلك اقرأ في تعاليم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وانظر ماذا يقول كما سنمر عليه بعد قليل ، اين هم عن هذا النص ؟ الذي بصراحه يأمر به موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام)عن الرب (عز وجل ) بقتل كل الذكور والنساء الثيبات !

يتعامون عنه ولا يطرحونه اصلا في الاعلام ولايخلقون منه ماده لمهاجمة مايسمى عندهم بالكتاب المقدس ، لما لاتكونوا منصفين على الاقل يقول فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال وكل امرأه عرفت رجل بمضاجعه اقتلوها هذا في سفر العدد ، اما في سفر التثنيه فنتفاجئ ايضا بنص آخر لايقل بشاعه عن الأول ولا دمويه ولا ارهابا ولا اجراما يقول النص على اساس أنّ هذا وحي الله (عز وجل) لموسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) وحاشا الله (عز وجل) أن يكون هذا وحيه يقول :"حين تقرب من مدينه لكي تحاربها استدعها الى الصلح فإن اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك" .

انت تدعوا للصلح مع المدن الاخرى فإذا اجابوك وفتحوا ابوابها لك فكل في تلك المدن يصبحون عبيدا لك انت وقومك من بني اسرائيل ، هكذا شيء نحن ليس عندنا في الاسلام نحن إذا دعونا مدينه ما واردنا فتحها مثلا فالحكم الاولي هكذا ، انه إن قبلت تلك المدينه وقبل اولئك القوم فيدخلون في ذمتنا نحن المسلمين فنحامي عنهم وليس عليهم إلا دفع الجزيه فقط كما يدفع المسلمون الزكاه والخمس والخراج ، يدفع ذلك الكافر من الاقوام الاخرى جزيه هي في معظم الاحيان اقل مما يدفعه المسلم لقاء ماتحميه الدوله الاسلاميه ، ولا يكون عبدا لانستعبده وانما هو حر لايستعبد لانجعلهم ارقاء وعبيد لنا هذا نعرض عنه الآن مايأتي افضع ،
يقول : " وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها وإذا دفعها الرب الاهك الى يدك فالضرب جميع ذكورها بحد السيف فتساوي بين الذكر الرجل الذي حاربك والذي لم يحاربك "
يعني فرضا واحد موجود في البيت لم يشترك في القتال هذا عندنا نحن المسلمين محقون الدم لم يشترك في القتال ام اولئك الذين حاربون ورفعوا السيف نعم يمكن لنا أن نقتلهم او نعفوا عنهم ، هذا يتوافق مع فطره البشر وفي كثير من الاحيان كان الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعفوا ، ولذا كان يصاهر احيانا بنات المدن التي يفتحها صاهر مثلا صفيه بنت حيي ابن اخطب حتى يحمل المسلمين على أن يعفوا على رجال ونساء قومها من اليهود ، باعتبار انهم صاروا اصهار لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنستحي أن نستعبدهم او نقتلهم فنعفوا ونترك ، وهكذا كان النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو الرحمه المهداة للعالمين ، كان يوم بأعمال يلجئ بها قومه واصحابه واتباعه على أن يجنحوا نحو الرحمه ونحو الغفران ونحو رفع العقاب عن الآخرين حقنا للدماء ، اما هاهنا فتجد أنّ الامر المزعوم في التوراة على اساس انه كان من الله لموسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) أنّ اذا دفعا الرب الاهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف واما النساء والاطفال والبهائم وكل مافي المدينه كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الاهك ...

افضع من ذلك في هذه المحرّفات .. !

هذا ايضا نعرض عنه على الاقل انه يأمر هاهنا بالستبقاء النساء والاطفال والبهائم وان كان قد جار في قتل جميع الذكور وساوى بين من قاتل وبين من لم يقاتل ، هذا ايضا نتنزل ونعرض عنه ، ولكن ماذا يمكننا أن نفعل في ماهو افضع وافضع ؟!
في نفس السفر سفر التثنيه يقول هكذا تفعل بجميع المدن البعيده منك جدا ــ التفتوا جيدا ــ هذا الحكم وهو انه اذا اردت أن تفتح مدينه ، تغزوا مدينه فإذا صالحوك فكلهم عبيد لك ، وإن لم يصالحوك وانتصرت فالرجال جميعا تقتلهم ، المحارب وغير المحارب ، والنساء والاطفال جميعا لك . ولكن هذا الحكم هو مختص بالمدن البعيده جدا منك ياموسى التي ليست من مدن هؤلاء الامم ، هنا اي المدن القريبه هنا في فلسطين وما جاورها ، ليس في هذه المنطقه هؤلاء لهم حكم آخر وهنا الفضاعه ،  يقول واما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الاهك نصيبا فلا تستبقي منها نسمه ما !

هذه المدن القريبه منك لاتستبقي منها نسمه ، اي لك أن تقتل الرجال والنساء والاطفال والبهائم ، كل نسمه تقتلها . ليس لها الحق هنا أن تعفوا عن النساء والاطفال مع انه لاجرم لهم ، لاذنب لهم . لا ، هناك في المدن البعيده لك الحق انت تستبقي النساء والاطفال مع أنهم ينسبون في النص السابق انه لم يستبقي ، لأن مَدين بعيده بالقياس الى المدن القريبه منه التي فيها الاقوام الذي يذكره النص نفسه ، فهناك نسبوا الى موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) امر بقتل الذكور الاطفال ، فالنظروا الى هذه التناقضات الفاحشه المخزيه التي تنسب الى الله (عز وجل) الامر بسفك الدماء والقتل وقتل الاطفال ، يقول له لاتستبقي منهم نسمه ما ، ثم يستكمل ويقول بل تحرمها تحريما الحثيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، كما امرك الرب الاهك هذه الاقوام ومدنها لاتستبقي منها احد تقتل الكبير والصغير النساء والاطفال الجميع لاتستبقي منها نسمه !!
اي انه حتى الابرياء إهوي بسيفك عليهم . لما يتلقّى الانسان السوي نصا كهذا محال أن يعتقد أنّ مثل هذا التشريع والحكم يكون عن الله (تبارك وتعالى)، وإنّ هذا حكم الله (عز وجل) هذه القسوه وهذه الدمويه ، هذا ماهو موجود في كتابهم المقدس ، ولانراهم يشنّعون عليه ولا يملؤون الدنيا ضجيجا بسببه ، ولا يصمون كتابهم بالارهاب بسبب مع انه واضح يأمر بقتل النساء والاطفال الابرياء .

تشريع القرآن الحكيم  وتشريع مايسمى بالكتاب المقدّس المحرّف ...
حينما نقارن تشريعا كهذا بتشريع الاسلام نجد الفرق بين السماء والارض . عندنا نحن في الاسلام لايجوز قتل الاطفال لا الذكور ولا الاناث محال ، وكذلك النساء لايقتلن سواءا الثيبات او الابكار حتى ، وإن حملن السيف وقاتلن فالامر والحكم عندنا انه انت المقاتل المسلم عليك أن تتجنب قدر الامكان هذه التي تحاربك بالسيف كأن تسقط سيفها مثلا وتكتفها .وإذا لم تجد بدا كان الامر أن تقتلك هي ام تقتلها حين إذا لابد لك من ذلك هي المحاربه .هنا تتجلى الرحمه الاسلاميه المحمديه .

مثال على التعاليم الاسلاميه السماويه الانسانيه المشرقه بالرحمه والصلاح ..
اضرب لكم لهذه التعاليم المشرقه والانسانيه العظيمه ، افتحوا في كتاب من لايحضره الفقيه لشيخنا الصدوق رضوان الله عليه تجدون هذه الروايه أنّ الامام الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم) سُأل عن النساء كيف سقطت الجزيه عنهم ورفعت عنهن ، لأن هذا حكم بعض الناس لايعلمونه ، نحن حتى وإن صالحنا قوما ودخلوا في ذمتنا وقررت جزيه عليها فهذه الجزيه مقرره على الرجال منهم لا النساء ، وحتى مو كل الرجال منهم القادرون على العمل ، اما الشيخ الفاني منهم مثلا فلا جزيه عليه ، الصبي الصغير لاجزيه عليه ، بعض رجالهم مما ينتفع بهم للإسلام كأن يكون طبيبا او ما اشبه هذا ايضا على قول لاجزيه عليه ، انما ذلك الذي يعمل ويريد أن يتمتع بحماية الدوله وخدماتها فهذا يدفع لقاء ذلك ضريبه ما ، وهي اقل حتى من ضريبه المسلمين عادتا ، اما النساء فجميعا تسقط الجزيه عنهم ..

الامام الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم) سُأل عن ذلك لماذا تسقط الجزيه عنها ؟ قال وهنا شاهدنا ، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن قتل النساء والولدان في دار الحرب ــ مو في دار السلم طبيعي لا يوجد اي قتل ــ حتى للرجال انما الكلام كله في دار الحرب اي اولئك الذين يحاربون ، يرفعون علما ضد المسلمين ، نحن الحروب في الاسلام كلها دفاعيه ليس لدينا حروب هجوميه ، حتى ما يتصوره البعض حول الجهاد الابتدائي هو مع التحقيق والتدقيق حرب دفاعيه لاحرب هجوميه ، يعني حرب استباقيه ، اما لمن ما يتوقع منه انه إذا قوية شوكته فإنه سيهجم علينا بما يسمى بإصطلاح اليوم في هذا العصر بالعصر الاستباقيه ، واما أن تكون هذه الحرب لكي يتبين الغي من الرشد ، أن يُسمح للإسلام بأن يدخل تلك البلاد بسلام ، يبلغ عن الاسلام تنشر الدعوه الاسلاميه هناك ، لا يمنع المسلمون من أن يبلغوا دينهم في تلك الديار إذا دوله تعاملة معنا هكذا فهذه الدوله معاهده وذميه تلقائيا .
المهم انه لايضع حائلا امام وصول صوت الاسلام الى شعوبهم ، نحن فقط هدفنا التبليغ فإذا رفعوا السيف لمقاومة هذه الدعوه ، وهي مجرد دعوه بالكلام من آمن آمن ومن لم يؤمن لم يؤمن لااكراه في الدين ، لكن لماذا تريدون أن تكرهوا شعوبكم على أن لايستقبلوا الاسلام هنا نحن نرفع السيف وهنا يكون الجهاد الابتدائي .


او ان يكون حرب لإزاحة طاغيه يإن منه شعبه حتى من الملل الكافره ، اي بعباره اخرى لايوجد في الاسلام حرب هجوميه على الاطلاق ، إذا حققنا ودققنا جيدا ويحتاج الى تفقه وانصح هنا الى أن يُراجع فقه الجهاد للمجدد الشيرازي الثاني رضوان الله عليه فإنه اجاد في استخلاص النتائج هناك ..

على اية حال سُأل الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم) عن النساء كيف سقطت الجزيه عنهن ورفعت عنهن؟ قال {لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن قتل النساء والولدان في دار الحرب}، النساء والاطفال ، نهى الرسول عن قتلهم إلا أن يقاتلن إلا أن تقاتل النساء ،{ فإن قاتلن ايضا فأمسك عنها ما امكنك } حتى إذا قاتلك المرأه امسك عنها ما امكنك الى اقصى درجه تحرز أن تقتلها ، او تجرحها حاول بطريقه ما أن تنزع منها السلاح تمنعها من القتل ،{فإن قاتلن ايضا} ، انظروا الى هذه الرحمه والى هذه الوصيه العظيمه النبويه المعصوميه الالهي عن الله (تبارك وتعالى) {فأمسك عنها ما امكنك ولم تخف خللا} ، ماخفت انه يحدث خلل تستطيع انها تقتلك حين ذاك بعد عليك أن تدفع عن نفسك ،{فلما نهى عن قتلهن في قتل الحرب كان ذلك في دار الاسلام اولى} ، اذا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) منع من قتلهن في دار الحرب فلا شك انه من الاولى ان يمنع قتلهن في دار الاسلام ، اي تحت حماية الدوله الاسلاميه ، {ولو امتنعت أن تؤدّي الجزيه لم يمكن قتلها} ، نفرض انها دخلت تحت حماية الدوله الاسلاميه على اساس على القاعده أن تدفع الجزيه لماذا ؟ قلنا رفعت عنها الجزيه لأنه أن امتنعت عن دفع الجزيه ، لم يمكن قتلها لماذا لأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) منع عن قتلها في دار الحرب فكيف في دار الاسلام ، {فلما لم يمكن قتلها رفعت الجزيه عنها} .

لأنه في كل الاحوال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اعطانا امرا مطلقا بالمنعمن  قتل النساء ، فلا بد من رفع الجزيه عنها لأنه إن افترضنا انه تمتنع عن دفع الجزيه فلايمكن قتلها للأمر النبوي .
الفكر الصهيوني الارهابي من اين جاء ؟
فإذا هذا تشريع من الوحي ام ذاك تشريع من الوحي ايهما يتوافق مع عقلك ، مع فطرتك ، مع مبادئ العدل والسلام والانسانيه ؟! هذا الذي يأمر بقتل النساء والاطفال كما في سفر العدد وسفر التثنيه ام هذا الذي ينهى عن قتل النساء والاطفال ، وإن حاربوا وإن رفعوا السيف وإن قاتلوا فأمسك عنها ما امكنك .
ولا جزيه عليهن أذاك الذي يحث على الاعتداء ويقول المدن البعيده تقاتلها ولك أن تصالحها ولكن تستعبد اهلها يصيرون كلهم عبيد ليك ، ومن هنا نشئ الفكر الصهيوني يرى نفسه انه فوق الآخرين ويرى انه له الحق أن يستعبد الآخرين ، شعب الله المختار والجميع عباره عن بهائم لهم ولهم أن يقتلوه اقتل حتى النساء هذا اللذي يشجع الجندي الصهيوني المجرم على أن يقتل الطفل الفليسطيني الصغير ، لماذا ؟

حروب الاسلام هي فقط دفاعية ..

من هذه التوراة المحرفه هو هذا الفكر الارهابي الذي هو من وضع البشر وليس من تعاليم موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) قطعا موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) لايأمر بالجور والعدوان ، محال ، هو لا يرى نفسه انه ارتكب ذنبا ، توراته هكذا تقول المدن القريبه لاتستبقي منها نسمه ما ابدا احد يتنفس ؟! لاتقبل الكل امحوه عن الوجود اهذا هو التشريع الالهي ؟ام التشريع الالهي هو مانقرأه في سورة البقره وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم لك حق ان تقاتل من ؟
الذين يقاتلونكم الذين يبدأون حربك دفاعيه ..

{وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنّ الله لايحب المعتدين} حينما تسمع هذه الآيه يخفق قلبك وتقول نعم نعم نعم هذا صوت السماء ، هذا نداء الاله هذه تعاليم الرب الرحيم ، واضح اما حين تسمع تلك العبارات التي تسمى عندهم بالآيات ، فإنه تشمئز نفسك وتقول اي قسوه هذه ؟ اي وحشيه هذه ؟ اي دمويه هذه ؟ اي ارهاب واجرام هذا !!!

وبإسم الله تقتل ، وللأسف ينسب كل هذا لساحة النبي موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) ولا شك انه بريء كما برأه القرآن والاحاديث الشريفه من اباطيل اليهود ، انما هذا من وضع من جاؤوا بعد موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) وارادوا أن يبرروا لأنفسهم هذا الفقه السلطاني الذي مازلنا نحن نعاني منه ايضا ، نحن المسلمين ايضا انهم يأتون آيات القرآن والحمد لله لم يتمكنوا أن يحرفوها ولكنهم يحرفون تأويلها ، معناها ، ويضعون احاديث مكذوبه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اقرّت لهم القتل والغزو والاجرام والنهب والسلب والزنا ..

كما صنع خالد ابن الوليد مع امرأة مالك ابن نوير رحمه الله وهكذا ..

القرآن الحكيم هو المعجزة الباهرة ..
هذا واضح هذا الذي نقرأه في سفر العدد ، في سفر التثنيه واضح انه من صنع البشر المجرمين المعقدين المرضى الذين يريدون فقط أن يتوسع سلطانهم ، فجعلوا ذلك بإسم الله وبإسم موسى (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام) . هذا مثال على انه هذه الشرائع الوارده في كتابهم المقدس لاتستقيم مع العقل مع الوجدان مع الفطره السويه مع من يحترم الانسانيه فإذا لابد انها ليست صادره عن الله (تبارك وتعالى) ، فأي اعجاز في كتابهم هذا ؟

لا اعجاز ، اما في كتابنا المقدس في القرآن الحكيم فمع أنّ هذا الكتاب نشئ في بيئه وحشيه قاتله اجراميه ، مع ذلك جاء بمبادئ هي قمه في السلام والانسانيه ،اما كتابهم الذي نشأ اساسا في بيئه مدنيه حضاريه ، لم تكن بيئه متخلفه ، مع ذلك وجدنا العكس وجدنا كتابهم تعاليمه وحشيه ترجع الناس الى الغاب ، فهنا يظهر أنّ ذلك الكتاب لأنه بطبيعة الحال إذا كان الكتاب مختلقا ، فلابد أن يتأثر بالبيئه التي حولها ، فلأن بيئة مكه ، بيئة العرب كانت بيئه الغزو والاعتداء والقتل وسفك الدماء يفترض على القاعده والعاده أن كان مختلقا من النبي الاعظم محمد (صل الله عليه وآله وسلم) كما يزعمون أن يتوافق مع تلك البيئه ..

لكن الحال ليس هكذا بل جاء بما يعاكس تلك البيئه تماما ، وهنا يظهر ويكون الامر قاطعا إنّ هذا الكتاب انما هو عن الله (تبارك وتعالى)، سيما إن لاحظنا أنّ هذا الكتاب جاء على لسان من كان يتيما لم يتلقى تعليما من احد ، عاش في مجتمع جاهلي فقد امه واباه صغيرا ، على القاعده يفترض أن يكون هذا الرجل لايتقن شيئا كهذا ، أن يأتي بهذه التعاليم العظيمه التي هي قمه في الانسانيه وفي الحكمه وفي الصلاح وأن يأتي بكتاب هكذا يحار فيه ذو الالباب !!؟

هذا نموذج ومثال في مقارنتنا بين كتاب القرآن الحكيم وبين الكتب السالفه المحرفه وتبقى مثالا آخر نرجئه إن شاء الله تعالى الى الحلقه المقبله ..

وصل الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp