اكذوبة عدالة الصحابة (9) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
اكذوبة عدالة الصحابة (9) 

أعوذ بالله السميع العليم من من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني ..الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين.

  نستمر في تفنيد ما تشبث به المخالفون من آيات أنتقوها من كتاب الله تبارك وتعالى لإيهام عوام الناس بأنها تدل على عدالة كل من يسمونهم صحابة أجمعين أي عدالة كل فرد فرد منهم هذه هي إحدى الآيات التي يستدل بها هؤلاء القوم وهي قوله تبارك وتعالى في سورة التوبة :
{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ..
  يقول المخالفون إن هذه الآية تدل على عدالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله جميعاً وذلك لأنها قررت أن الله قد تاب عليهم ومن يتوب الله عليه لا شك أنه يكون عادلاً إذ لا يبقى له ذنب ، هذا هو مفاد استدلالهم بهذه الآية الكريمة لكنكم كما ترون إن هذه الآية لا شأن لها لا من قريب ولا من بعيد بعدالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فهي لا تبين هذا على الإطلاق ليس لها أي ربط بمسألة العدالة وإنما هي تتحدث عن التوبة أن الله تبارك وتعالى قد تاب على النبي والمهاجرين والأنصار وكل مسلم يعلم بأن معنى التوبة ظاهراً هو أن الإنسان يرتكب فعلاً محرماً يرتكب معصية ثم بعد ذلك يستغفر فيتوب الله تبارك وتعالى عليه هذا هو معنى التوبة بدواً أو إبتدائاً، أرتكب ذنباً أستغفر وأتوب فيتوب الله تبارك وتعالى عليّ، إذاً هذه الآية حيث قد أثبتت التوبة فذلك يلازم صدور الذنب من هؤلاء الذي استوجب من الله تبارك وتعالى التوبة عليهم قد يقول قائل هنا إنا نجد في الآية الكريمة قوله تعالى :
{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ}
 فهل أن النبي صلى الله عليه وآله قد صدر منه ذنب المخالفون يقولون نعم لأنه كما بينا في محاضرات مفصلة أنهم لا يعتقدون بالعصمة المطلقة لرسول الله صلى الله عليه وآله ولأنبياء الله عليهم السلام وإنما يحصرون العصمة في التبليغ فحسب فهم يقولون إن هذا الذنب الذي صدر من النبي حاشاه هو ذلك المشار إليه بقوله تعالى في نفس السورة:
{عفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ }
  يقولون إن النبي صلى الله عليه وآله أذن لهؤلاء الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، هذه الآيات في سورة التوبة في سورة برآءة إنما تتحدث عن غزوة تبوك التي هي كانت غزوةً معسرةً صعبة جداً لأنها جاءت بعد فتح مكة بعام واحد وكان النبي صلى الله عليه وآله قد أمر المسلمين بأن يغزو الروم وكان المسلمون آنذاك يهابون الروم كثيراً يعني كانوا يقولون إن حربنا للروم ليس كحرب سائر القبائل العربية هؤلاء بالنتيجة قوتهم محدودة أما هاهنا هذا النبي يريد أن يقودنا إلى محاربة القوة العظمى في الأرض أمبراطورية الروم فلا قِبَل لنا بهؤلاء ثم زيادة على هذا كان هنالك نقص في الأموال وكانت الفترة فترة الصيف والحر الشديد فمجموعة وهم في حينهم لقد أنتهوا من فتح مكة ومما تلى ذلك فنتيجةً استصعب القوم هذه الحرب وخشوا على أنفسهم من الهلاك والحتف ، فلهذا جماعةٌ تقاعسوا وتخلفوا عن المشاركة في هذه الغزوة وهؤلاء ذمهم الله تبارك وتعالى رغم أنهم كانوا من أصحاب رسوله صلى الله عليه وآله وذمهم رسول صلى الله عليه وآله الله ونتيجة نزلت هذه الآيات في ذمهم وتوبيخهم المخالفون يقولون إن النبي صلى الله عليه وآله ارتكب خطأً ارتكب ذنباً عاتبه الله عليه بأنه قد أذن لهؤلاء الذين تخلفوا عنه، فقال تعالى : {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} طبعاً هذا الأمر عندنا باطل نحن نؤمن تبعاً لأئمتنا صلوات الله عليهم أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله معصوم عصمةً مطلقة أما معنى قوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} فقد علّمنا الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه أن هذه الآيات وأمثالها تجري مجرى إياك أعني واسمعي يا جارة يعني يتوجه الخطاب هذا من أساليب البلاغة في اللغة العربية أن أوجه لك الخطاب أنت كأني ألومك كأني أعاتبك لكنني أقصد آخريين جيرانك يسمعون إياك أعني واسمعي يا جارة وفي نفس السورة لو كان المخالفون يتدبرون جيداً في كتاب الله تبارك وتعالى ولا يتخذونه فقط لقلقة لسان لعلموا أنه في نفس السورة قرينة على أن الله ما أراد بقوله عفا الله عنك لم أذنت لهم إلا هذا المعنى الذي ذكرناه وهو معنى إياك أعني واسمعي يا جارة حيث يقول تبارك وتعالى:
 { وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}
  ماذا نفهم من هذه الآية أن الله تبارك وتعالى قد كره إنبعاث هؤلاء الذين تخلفوا هؤلاء الذين تقاعسوا فهو الذي ثبطهم وأقعدهم أي أن هذا كان أمر الله تبارك وتعالى فإذا رسول الله لهؤلاء إنما كان بأمر الله لأن الله ما أراد لهؤلاء أن يتشرفوا بمصاحبة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في هذه الغزوة ولكن كره الله إنبعاثهم فثبطهم وقيل أقعدوا مع القاعدين فإذاً حيث أن الله وتبارك وتعالى كان بأمره قعودهم فإذاً رسول الله صلى الله عليه وآله لا يتوجه له عتاب ولا لوم على الحقيقة لأنه إنما أمضى مشيئة الله عز وجل ونحن نعلم أن كل أفعال رسول الله صلى الله عليه وآله إنما تكون بأمر الله تبارك وتعالى لأنه رسوله خليفته على الأرض، فمن هذا نفهم بقرينة هذه الآية نفهم بأن قوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} هذا خطاب لم يتوجه بالحقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما بالظاهر والمقصود به تبيان عظم التخلف وعظم هذا الجرم أو هذا الذنب أو هذه المعصية التي ارتكبها هؤلاء بأن تركوا رسول الله صلى الله عليه وآله يمضي دون أن يصاحبوه ويجتمعوا معه أو يمتثلوا لأمره في الإنخراط في ذلك الجيش لغزو الروم على أية حال المعنى الظاهر للتوبة هاهنا في هذه الآية كما يعلمه أو يفهمه الجميع أنه قد صدر ذنب من هؤلاء الذين تاب الله عليهم لكن تداركوا ذلك الذنب باستغفار أو بعمل يحل محل الإستغفار فتاب الله تبارك وتعالى عليهم أما إلحاق النبي صلى الله عليه وآله بالتوبة معهم حينما قال لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار المخالفون يقولون صدر ذنب من رسول الله صلى الله عليه وآله نحن ننزهه عن ذلك حاشاه بأبي هو وأمي وإنما نقول إن دخول النبي صلى الله عليه وآله معهم في منطوق هذه الآية لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار إما لأنه سبب لتوبتهم كما روي في مصادرنا عن أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم أن معنى هذه الآية لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة يعني برسول الله بشفاعة رسول الله بمقام رسول الله بوجود رسول الله بينهم، الله تبارك وتعالى تاب عليهم لأن هم الذين تقاعسوا وتوانوا عن الإمتثال للأمر، هكذا ورد عن أئمتنا صلوات الله عليهم ، لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار بل ورد أن هذا من قراءتهم صلوات الله عليهم يعني في قراءتهم للقرآن الحكيم هكذا كانوا يقرأون لقد تاب بالنبي على المهاجرين والأنصار لا أنه لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار فدخول النبي معهم إما لهذا السبب أنه سبب لتوبتهم أو لتطيب خواطرهم باعتبار أنه قد صدر منهم ذنب فالله تعالى حتى يخفف وطئ توبته عليهم التي تستلزم إثبات صدور الذنب عليهم ألحق معهم النبي صلى الله عليه وآله وإن كان هذا وجه بعيد على أية حال نحن لا يهمنا الآن تحقيق هذه المسألة بالذات ما نريد فقط أن نثبته هاهنا أن معنى هذه الآية الكريمة صدور الذنب من هؤلاء، الآن أستثني رسول الله صلى الله عليه وآله لا شك ولا ريب، وخذ بالمهاجرين والأنصار لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار ما الذي تفهمه من ذلك أن المهاجرين والأنصار ارتكبوا ذنبا عظيماً لكنهم تداركوا هذا الأمر فتاب الله عليهم هنالك إجماع على أن المهاجرين والأنصار ليسوا بمعصومين إذاً يصدر منهم الذنب، فهذا يدل على إمكان صدور الذنوب من هؤلاء وليس أي ذنب عظائم الذنوب مادام قد أثبت الله عز وجل أنه قد تاب عليهم إذاً هذا يلازم إمكان صدور الذنوب منهم بل وعظائم الذنوب بحيث أن الله تبارك وتعالى كما سيأتي حينما نقرأ هذه الآيات الواردة في سورة التوبة، يوبخهم ويعاتبهم عتاباً شديداً ويهددهم بالنار أنه لو لم يتوبوا يهددهم ما هو ذلك الذنب هو التقاعس هو الخذلان لرسول الله صلى الله عليه وآله، التثاقل عن التوجه معه في حروبه يريدون الدعة يريدون الراحة يريدون السلامة هذا الذنب الذي تاب الله عليهم منه هو ذلك الذي أشار إليه تبارك وتعالى في نفس السورة في قوله :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}
 إثاقلتم إلى الأرض كلٌ يريد أن يتشبث بأرضه بمكانه لا يريد أن يتوجه مع النبي..
 { إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
  انظر كيف أن الله تبارك وتعالى يتوعد المهاجرين والأنصار يتوعدهم بماذا؟ بالعذاب الأليم إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليما وأيضاً ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيٍ قدير هكذا يتوعدهم الله تبارك وتعالى إذاً ما صدر منهم كان ذنباً عظيماً ليس ذنباً عادياً بحيث أنه استوجب من الله تبارك وتعالى العذاب الأليم وأن يستبدل الله تبارك وتعالى بهم غيرهم لولا أنه قد تاب عليهم لولا أنهم قد تداركوا الأمر فاتبعوا النبي صلى الله عليه وآله في ساعة العسرة وعلى ذلك فإن هذه الآية على عكس المطلوب أدل ما يطلبونه بالإستدلال بهذه الآية هو ماذا؟ إثبات عدالة من يسمونهم بالصحابة وهي الآية ذاتها وما قبلها وما بعدها من آيات تتحدث عن صدور ذنب عظيم من هؤلاء وصدور الذنب مسقط للعدالة لا شك ولا ريب وما يستفاد من هذه الآيات إمكان صدور الذنب من هؤلاء نعم الآيات تقول أن هذا الذنب فقط وهو ذنب التثاقل التقاعس التواني عن المضي مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك لمحاربة الروم هذا الذنب الله عز وجل تاب عليهم منه لا أكثر ولا أقل، أما أنه مطلقاً تاب عليهم يعني توبةً أبدية هذا لا يقول به أحد يعني لما الله عز وجل لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه من ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم يزيغون عن طريق الحق إلى طريق الضلال إلى طريق الكفر حينما يقول الله تبارك وتعالى ذلك لقد تاب يعني توبة أبدية بحيث أنه لا يمكن صدور ذنب منهم بعد ذلك لا يمكن أن نلتزم بهذا لا يمكن أن نلتزم بهذا لأنه ما دام قد ثبت أنه يمكن صدور ذنب منهم فإن هذا يبقى على طول الخط يبقى أمرا ً محتملاً على أقل تقدير أنه بعد هذه الواقعة نعم الله تاب عنهم أو تاب عليهم عن هذا الذنب بالذات لكن بعد ذلك يمكن أن يذنبوا أيضاً ذنوبا أخرى تكون مسقطةً لعدالتهم ولا يتوب الله تبارك وتعالى عليهم أنت على أي أساس تأتي بهذه الآية وتعممها على كل الأزمان والأحوال الآية فقط تتحدث عن واقعة بعينها ارتكب فيها هؤلاء المهاجرون والأنصار ذنباً عظيماً ثم بعد ذلك تابوا منه أستغفروا ربهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله في ساعة العسرة فتاب الله عليهم من ذلك الأمر أما بعد ذلك يمكن أن يذنبوا أيضاً فمن يريد الإستدلال بهذه الآيات على سقوط نظرية عدالة الصحابة هو من يفز وينجح في المناظرة أو المحاججة لا العكس ذلك الذي يريد يستدل بهذه الآية بشكل يعني إستغبائي على عدالة الصحابة هو الذي لن يفوز ولن يتمكن من الإنتصار في مثل هذه المحاججات، مجرد صدور الذنب من هؤلاء يعني إمكانه وما دام ممكناً فهذا يمنع من الحكم بعدالتهم مطلقا أن تحكم بعدالتهم على الإطلاق لا.. لا تتمكن أن تقول ذلك يبقى أن تبحث أنه من منهم بقى بعد هذه الواقعة على العدالة فلم يرتكب ذنباً أسقط به عدالته ومن منهم بقى على ذلك وهذا هو الفحص هذا هو التبين وهذا الذي نطالب به نحن وهذا الذي يرفضه المخالفون هنا مربط الفرس هنا الإشكال أنه نحن نقول نبحث في فرد فرد منهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فمن وجدناه عادلاً ليست مشكلة إذا ارتكب ذنباً في البداية تاب وتاب الله عليه وبقى على توبته بقى وفياً بقى مخلصاً بقى تقياً بقى ورعاً هذا نحكم بعدالته كبُرَيدةَ الأسلمي مثلاً رضوان الله عليه رجل ثبت عندنا أنه كان قد ارتكب ذنوباً سابقة وتاب وتاب الله عليه، رسول الله صلى الله عليه وآله بين ذلك ثم بعد ذلك بقى الرجل وفياً وباقياً على توبته فلذلك نحكم بعدالته أما الآخرون لا يمكننا أن نحكم هكذا هذا محال لا بد من أن نفصح ونبين في كل فرد فرد من هؤلاء لنرى هل أنه بقى على العدالة أم عاد إلى الذنوب أن تسد باب الفحص والتبين كما يقوله ابن عبد البر كما يقوله الخطيب كما يقوله علماء المخالفين في الجرح والتعديل أنه لا يمكن أن نبحث في عدالتهم لأنهم عدول مطلقا وجميعا، هذا سد الباب أمر غير عقلائي وغير شرعي تستدل بهذه الآية تقول لقد تاب الله عليهم فلم نبحث في عدالتهم ، طيب يا أخي هذه التوبة كان أساسها أساساً تثبت أنه قد صدر منهم ذنب سابق فأنت حينما يتوب إنسان من هذا الذنب السابق ما أدراك أنه لا يمكن أن يذنب مرة أخرى أبحث لعلك تجد أنه يذنب مرة أخرى ولا يتوب الله تبارك وتعالى عليه هذا أمر ممكن هذا أمر عقلائي أما أن ترتب النتائج المستقبلية على النتائح السابقة فهذا أمر لا يمكن، هنالك روايات كثيرة نقلنا شطراً منها وسننقل إن شاء الله شطراً آخراً منها في المستقبل بحوله تعالى هذه الروايات رواها المخالفون عن رسول الله صلى الله عليه وآله تثبت أن كثيرا من أصحابه سيرتدون كثيراً من أصحابه سينقلبون على أعقابهم القرآن تحدث بذلك، فإذاً أنت يجب أن يكون عندك نوع من الميزان هكذا نوع ميزان تزن فيه الأمور تزن فيه الشخصيات تأخذ الشخصية بتجرد فلان الفلاني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من هؤلاء المئة ألف صحابي على قولتهم تأخذهم تدرس حياتهم من الألف إلى الياء ترى ماذا قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله إن كان ذمه إذ كان قد مدحه صح ذلك أم لم يصح تناقش ذلك علمياً ثم تعرض مواقفه على الموازين الشرعية مواقفه التاريخية سيرته تطبق كل ذلك على الموازين الشرعية فإذا وجدت في الحصيله أنه رجل مؤمن عادل تحكم بإيمانه وعدالته إذا وجدت في الحصيلة بعد هذا الفحص بعد هذا التحقيق بعد هذا التبين وجدت أنه رجل فاسق ظالم مرتد كافر تحكم بكل ذلك عليه هذا هو الذي نطالب به لا أكثر ولا أقل ..
  تعالوا ناقشوا سيرة عمر بن الخطاب واعرضوها على الموازين الشرعية وناقشوا أيضاً سيرة عمر بن أبي سلمة واعرضوها على الموازين الشرعية تجدون عمر الأول هالكاً ساقط العدالة ظالماً فاسقًا مرتداً منقلباً على عقبيه، أما تجدون عمر الثاني صالحاً مؤمناً طيباً طاهراً شريفاً تقياً عادلاً ورعاً أحكموا بذلك عليه هذا الذي نطالبه، مشكلتك أنك بمجرد ما أريد أن أقتحم هذه الدائر دائرة من تسمونهم الصحابة تقول لي قف ممنوع تناقش في هؤلاء هؤلاء كلهم عدول وعليك بأن تسكت فقط لا تناقش ذلك هنا مكمل الإشكال وهذا مكمل الإعتراض على المنهج البكري الذي هو تبين لكل أنسان عاقل لكل إنسان مسلم يفهم الإسلام روح الإسلام أنه منهج باطل عاطل هذا هو هذا أمر ..
  الآية تثبت عدم عدالة الصحابة
 الأمر الثاني نحن تبين لنا إلى الآن أن هذه الآية الكريمة لا شأن لها ببيان العدالة لا من قريب ولا من بعيد وأنها بالواقع على إثبات عكس المطلوب أدل على إثبات عدم عدالة كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه قد صدر منهم ذنب استوجب هذه التوبة والتوبة كانت بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله كما ورد عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، فإذاً يمكن أن يصدر منهم ذنب آخر لاحق في السنوات التالية وخصوصا من عاش منهم وعمّر إلى عمر مديد فهذا يمكن أن يصدر منه ذنبٌ وبالتالي لا يكون عادلاً يكون قد سقطت عدالته، بل لنفرض هاهنا أن الله تبارك وتعالى لم يتب عليهم إذا كان الحكم ما هو سقوط عدالتهم جميعاً على أقل تقادير من ذموا في هذه الآيات الكريمات ..
  نعرض عن كل هذا ونفرض أن هذه الآية كما يزعم المخالفون تدل على العدالة مع أنها لا ربط لها بالعدالة مع ذلك نقول هي تخص الحكم بالعدالة حتى لو أخذنا بهذا فإن هذه الآية لا تعمم العدالة على كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما تخص من؟ الذين اتبعوه في ساعة العسرة، أفهم .. شغل عقلك لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة أي ليس كل المهاجرين والأنصار الله تبارك وتعالى تاب عليهم قرآن واضح وصريح يقول الذين اتبعوه في ساعة العسرة يعني الذين في البداية تثاقلوا ثم بعد ذلك تداركوا فاتبعوا رسول الله صلى الله عليه وآله ولحقوا به، هؤلاء هم الذين تاب الله عليهم لا الجميع ومشكلتي معك أيها البكري العمري المخالف أنك تزعم أن الجميع عدول جميع أصحاب رسول الله عدول هذا خلافي معك أنا أقول بعض لا الكل تقول لي الكل بدلالة لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة أقول لك أنت لا تفهم اللغة العربية الآية تخصص الذين اتبعوه في ساعة العسرة أبحث وانظر من الذين أتبعوه في ساعة العسرة في رواياتكم هذا أمر غير محدد روايتكم سكتت عن بيان الذين اتبعوه في ساعة العسرة أي الذين تثاقلوا أو توانوا ، ثم بعد ذلك لحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله واستغفروا فالله عز وجل غفر لهم وتاب عليهم هؤلاء هذه الفئة وليس الذين ذهبوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله من البداية منذ البداية لا ليس هؤلاء لأن هؤلاء لا يتوجه إليهم ذنب أو لم يصدر منهم ذنب لا يتوجه إليهم لومٌ أو توبيخ ولا يحتاجون إلى توبة من هذا الأمر لأنهم من البداية امتثلوا نحن لا نتحدث عن هؤلاء نتحدث عن فئة في البداية تثاقلت أبطأت عن رسول الله صلى الله عليه وآله  ثم بعد ذلك لحقته اتبعته في ساعة العسرة من هم هؤلاء؟..
  الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك
 حسب روايات أهل البيت صلوات الله عليهم هؤلاء كانوا ثلاثة أبو ذر وأبو خيثمة وعمر بن وهب هؤلاء كانوا قد تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله  في غزوة تبوك لكن دون تعمد عن تباطئ وتوان يعني قالوا غداً نلحق بعد غد نلحق ثم وجدوا رسول الله صلى الله عليه وآله قد بعد عنهم فندموا على ذلك ولحقوا به مسرعين ورسول الله صلى الله عليه وآله  كن أبا خيثمة كن أبا ذر كن عمر بن وهب وبالفعل كانوا يأتون ويستغفرون وتاب الله عليهم هذا حسب روايات أهل البيت صلوات الله عليهم طبعاً هؤلاء غير الذين خلفوا غير الثلاثة الذين خلفوا الذين أشار إليهم ربنا تبارك وتعالى بقوله:
{وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم}
 هؤلاء ثلاثة آخرون هؤلاء أصلاً لم يلحقوا عن النبي صلى الله عليه وآله ، تثاقلوا عنهم أيضاً تباطئوا عنه ثلاثة أشخاص كعب بن مالك مرارة بن ربيع و هلال بن أمية، هؤلاء من كثرة تباطئهم رسول الله صلى الله عليه وآله ذهب وعاد وهم ماكثون في المدينة المنورة لم يتزحزحوا لم يتحركوا فندموا ندماً شديداً خصوصا أنهم وجدوا أن النبي صلى الله عليه وآله حينما عاد لم يسلم عليهم لم يستقبلهم وإنما أعرض بوجهه عنهم فهؤلاء تدرك الروايات التاريخية أنهم كانوا قد أعتزلوا أزواجهم وذهبوا في إعالى الجبال ويستغفرون ويبكون إلى أن نزلت هذه الآية بسبب ندمهم أن الله تبارك وتعالى تاب عليهم نحن لا علاقة بهؤلاء الثلاثة ..
  نحن الآن نريد أن نحدد من الذين اتبعوه في ساعة العسرة ونزلت عليهم هذه التوبة حسب رواياتنا ثلاثة أشخاص أبو ذر وأبو خيثمة وعمر بن وهب روايات المخالفين لم تحدد لم تقل أثبتوا فقط أن هنالك جمعاً كبيراً تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله عدد كبير هؤلاء تخلفوا عن النبي ولم يكن هؤلاء منافقون حتى واحد لا يخلط، يقول إن هذه الآية يعني إذا أردت أن تثبت ذماً لأحد ممن تخلف فالذين تخلفوا كانوا منافقين ما كانوا مؤمنين ثلاثة فقط مؤمنون تخلفوا وندموا والله تاب عليهم، أما البقية لا كانوا مؤمنين هذا مناقض لما رووه هذا مخالف لما رووه لأن علمائهم أثبتوا أن جمعاً كبيراً بالإضافة إلى المنافقين كانوا قد تخلفوا ممن يصفونهم بالمؤمنين لاحظوا ..
  قال أبو حيان في تفسيره في الجزء الخامس الصفحة ثلاثة وأربعين في تفسير هذه الآيات حول غزوة تبوك قال: (لما أمر الله رسوله بغزوة تبوك وكان زمان جدب وحر شديد وقد طابت الثمار عظم ذاك على الناس وأحبوا المقام أستعظموا أمر الذهاب وأحبوا المقام في المدينة نزلت عتاباً على من تخلف عن هذه الغزوة نزلت هذه الآيات عتاباً على من تخلف عن هذه الغزوة كانت سنة تسع من الهجرة بعد الفتح بعام غزا فيها الروم في عشرين ألفاً من راكب وراجل وتخلف عنه قبائل من الناس) قبائل وليس واحد واثنين وثلاثة، لا.. قبائل من الناس يعني من المسلمين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله تخاذلوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله هؤلاء من الأصحاب من أصحابه وتخلف عنه قبائل من الناس ورجالٌ من المؤمنين كثير ما يقول رجال من المنافقين لاحظوا العبارة وتخلف عنه قبائل من الناس ورجال من المؤمنين كثير ومنافقون يعني كان هنالك منافقون قد تخلفوا بالإضافة إليهم رجال من المؤمنين رجال من المؤمنين وليس أيضاً واحدا واثنين وثلاثة كثير كما يقول أبو حيان وهو من أشهر مفسري المخالفين بالإضافة إلى قبائل عدة، كل هؤلاء تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وآله وخص الثلاثة بالعتاب الشديد بحسب مكانهم من الصحبة يعني الثلاثة الذين خلفوا..
  هذا قول أبي حبان أما بن حجر فماذا يقول في فتح الباري في الجزء الثامن الصفحة مئة وثلاثة عشر يقول أن الذين تخلفوا كانوا بضعة وثمانين رجلا من المؤمنين عندهم هؤلاء بضع وثمانين رجل فوق ثمانين رجل كلهم تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أما النووي في تفسيره فقال أن من تخلف بالإضافة إلى المنافقين عشر قبائل، عشر قبائل تخلفوا إذاً يبقى أمر تحديد من الذي اتبع الرسول صلى الله عليه وآله في ساعة العسرة ومن الذي تخلف عنه ..
  أنتم تثبتون حسب رواياتكم أنه عدد كبير من المؤمنين قبائل عدة هؤلاء كلهم قد تخلفوا بالإضافة إلى المنافقين نحن ليس كلامنا بالنسبة إلى عبدالله بن أبي بن سلول وجماعته لا كلامنا بالنسبة إلى من يعتبرهم المخالفون مؤمنين وهم عندنا طبعاً منافقون الذين تخلفوا أو يتخلفون عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن عمد وإصرار هؤلاء لا شك هذا الأمر كاشف عن نفاقهم فإذاً يبقى أمر تحديد من الذي اتبع في ساعة العسرة ومن الذي لم يتبع وهذا أمر غير مبين عندكم هذا أمر مجمل وعلى كل التقادير لا يمكن الإستدلال بهذه الآية على عدالة جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه إن كانت الآية المتضمنة للتوبة تلازم العدالة كما تزعمون وقد أبطلنا ذلك في الوجه الأول من الجواب على فرض أن التوبة هاهنا تلازم العدالة مطلقا وبقاء التوبة مطلقا بحيث أنهم يبقون على العدالة مطلقا نقول على فرض ذلك فإنّ الآية لا تعم جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما تخص الذين اتبعوه في ساعة العسرة فقط وهم عندنا ثلاثة أشخاص، عندكم اذهبوا أنتم وابحثوا من هم هؤلاء الثلاثة، لا يحق لكم أن تقولوا كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه  وآله عدول هذا يعتبر ضحكاً على الذقون لا يمكن أن تقول هذا إستدلالاً بهذه الآية، ثم من المهازل حقيقاً من المهازل أن يستدل على عدالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أجمعين بهذه الآيات التي وردت في سورة التوبة والتي سميت بالفاضحة هل تعلمون هذا أن سورة التوبة في القرآن سميت بالسورة الفاضحة لماذا؟ لأنها فضحت المنافقين وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين تخلفوا عنه وخذلوه ممن يعتبره المخالفون مؤمنين ممن يعتبره المخالفون أتقياء وعدول ويعبرون عنهم بقولهم رضي الله عنهم هذه السور نزلت في فضحهم كما يرونه هم بأنفسهم روى البخاري في الجزء السادس الصفحة ثمانية وخمسين عن سعيد بن جبير يقول قلت لابن عباس سورة التوبة قال هي الفاضحة هذه السورة هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم يعني تأتي الآيات ومنهم كذا ومنهم كذا حتى ظنوا يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنها لم تبقي أحداً منهم إلا ذكر فيها ما خلت هذه السورة أحداً من أصحاب رسول الله ممن تثاقل عنه وتخلى عنه وخذله وارتكب هذا الذنب العظيم إلا وفضحته وجاءت هذه الآيات الشديدة التي هي كالصواعق على رؤوسهم تتوعدهم بالعذاب الشديد والأليم وأن الله سيستبدل بهم غيرهم هذه السورة والآيات التي وردت في شأن غزوة تبوك فاضحةٌ لأصحاب رسول الله كاشفةٌ لحقائقهم مبينةٌ أنهم قد تثاقلوا وتخاذلوا عنه فكيف تحكمون بهذه الآيات على عدالتهم انظر إلى هذا الهراء حقيقة مهزلة تأتي وتأخذ هذه الآيات لكي تستدل بها على عدالتهم وهي التي فضحتهم وأثبتت إرتكابهم لهذا الذنب العظيم الذي استوجبوا به هذا التقريع والذم الشديد لولا أن الله تداركهم برحمته وتاب عليهم ولم يتب عليهم جميعاً تاب على الذين اتبعوا يعني الجماعة الذين تخلفوا في البداية لكنهم بعد ذلك لحقوا رسول الله صلى الله عليه وآله وندموا على ذلك أما البقية يشملهم الذنب ويشملهم التقريع وتشملهم المذمة وتبقى وصمة عار على جباههم ودلالةً على سقوط عدالتهم لأنه لم يحرز أن الله تاب عن الذين تخلفوا والذين هم عشر قبائل ومؤمنون كثر بالإضافة إلى المنافقين طبعاً مؤمنون على حد مبنى المخالفين على طريقتهم في التعامل مع الشخصيات التاريخية ..
  سورة التوبة الفاضحة لعدالة الصحابة !!
  ماذا ورد في هذه الآية في هذه السورة الكريمة من آيات دعونا ندقق دعونا نمرعلى هذه الآيات ونلاحظها حتى نرى هذه الصواعق التي نزلت على رؤوس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى حد أن البخاري يروي عن ابن عباس حبرهم حبر أمتهم أنهم قد سموا سورة التوبة بالفاضحة لأنها فضحتهم ولم تبقي على أحد منهم إلا ذكرته كما ينص ابن عباس بنفسه لاحظوا هذه بعض الآيات التي وردت في سورة التوبة :
{ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } ..
ما أرادوا أن يقطعوا هذه المسافة الطويلة إلى الروم أرادوا المسافات القصيرة حتى يغزوا ويستولوا على الغنائم ويرجعون قضية مصلحة دنيوية لو كان عرضاً قريبا وسفراً قاصدا لاتبعوك يا رسول الله ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم أنهم لكاذبون رغم أنهم يحلفون من رسول يحلفون أمام رسول الله أنهم لو أستطعنا لخرجنا معكم لكن الله تعالى يقول هؤلاء كاذبون ويهلكون أنفسهم بسبب هذا الحلف لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين لا يستأذن أحد منك  يا رسول الله بالتخلف والقعود عن نصرتك والجهاد معك هؤلاء لا يؤمنون بالله واليوم الآخر إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم ، اسمع أيها المخالف صحابتكم ارتابت قلوبهم بنص كتاب الله فهم في ريبهم يترددون لا تقل هذه الآيات وردت في المنافقين علمائكم ينصون أنه بالإضافة إلى المنافقين كان هنالك جمعٌ كبيرٌ من المؤمنين الذين قعدوا المؤمنون عندكم ، فهذه الآيات تشملهم في الذم والتقريع وتنبأ عن عدم إيمانهم بالله واليوم الآخر{ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} ألا في الفتننة سقطوا كما قالت مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها استخدمت هذا النص هذا الجزء من الآية الكريمة حينما خطبت ضد أبي بكر وفضحته وفضحت عصابته وعبرت عنهم بأنهم قد سقطوا في الفتنة فهم منافقون استخدمت آيات المنافقين في التعبيرعنهم {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} { إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ } يفرحون بأنه تصيبك المصائب ويقولون نحن أخذنا احتياطاتنا أما إذا أصابتك حسنة وهم متخلفون عنك أنتصرت وأخذت الغنائم يسؤهم ذلك الأمر يستاءون لأنهم لم يحصلوا على شيئ  { وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ } يتكاسلون عن أداء الصلاة ولا ينفقون إلا وهم كارهون {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} يقولون نحن منكم نحن من المؤمنين الله عز وجل يكذبهم يقول هم ليسوا منكم ولكنهم قوم جبناء {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } { فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} ما الذي يذهبنا إلى الروم وننفر ونجاهد ونحارب في ذلك الحر { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} إلى غيرها من آيات فضحتهم وتثبت سقوط عدالتهم فمن المهازل أن يأتي المخالف اليوم ويستدل بهذه الآيات على إثبات عدالتهم لا أدري أأضحك أم أبكي هذا وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين .

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp