اكذوبة عدالة الصحابة (6) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
اكذوبة عدالة الصحابة (6) 

أعوذ بالله السميع العليم من من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني..
  الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين.

  نمضي في بحث أكذوبة عدالة الصحابة وكنا قد أبطلنا في المحاضرة السابقة هذا القول الذي طالما ردده المخالفون عن إمامهم أبي زرعة الرازي والذي قال فيه إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وما جاء به حق وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة..
 فقلنا أن هذا القول لا يستقيم مع ما دعانا إليه الله تبارك وتعالى وكذا نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله لأن أمر تلقي الدين إنما يتوقف على الإطمئنان بأمانة النقلة وحيث أن هؤلاء الذين تسمونهم صحابة هم نقلة الأحكام والعقائد الدينية فإنه لا بد من البحث فيهم في سيرهم للفحص عن أيهم العادل الثقة الذي يمكن الوثوق بحديثه وأيهم غير العادل وغير الثقة الذي لا يمكن الوثوق بحديثه فلا بد من الفحص والفحص يقتضي الجرح والتعديل فلذا لا يكون جرحهم مسواقا للحكم بالزندقة ثم قلنا بأن أبا زرعة الرازي هذا كان يشط كثيراً وكان يبالغ كثيراً ومن جملة شططه كما عند المخالفين لا عندنا أنه هتك البخاري ومسلم واعتبرهما ممن كان يطلب الرئاسة ولذلك صنفا كتابيهما أي أنه بعبارة أخرى أسقطهما عن الوثاقة والعدالة وله كلمات شديدة ضد البخاري و ضد مسلم أيضا إلى درجة أنه وصف مسلماً بأنه لا عقل له ثم شكك في رجولته، فنقول هكذا للمخالفين أنه إذا قبلتم كلام أبي زرعة الرازي هذا وأعتبرتموه وحياً منزلاً فكذا أقبلوا أقواله في بخاريكم ومسلمكم فأسقطوهما عن الإعتبار وبذلك يسقط كتابهما عن الإعتبار أيضاً ..
  تفنيد بعض الأحاديث وردها في عدالة الصحابة
  نأتي الآن لتتمة ما ورد في كلام إبن حجر العسقلاني في كتابه (الإصابة في معرفة الصحابة) نقلاً عن الخطيب البغدادي في (الكفاية) وذلك بغرض أن نرد ما تبقى من ذلك الكلام ، جاء والأحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة من أدلها على المقصود ما رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه من تحديث عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الله (الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغي أو فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)..
  الملاحظة الأُولى على هذا الإستدلال بهذا الحديث المزعوم أن هذا حديث ليس بصحيح، وثانياً وأعني ليس بصحيح أي أنه ليس بمعتبر أي لا يمكن أن يكون قد صدق صدوره عن رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك لأننا نعلم أن في جملة أصحابة من هو منافق من هو قد ارتد فيما بعد حتى أنه شهد لمسيلمة بالنبوة مسيلمة الكذاب، من جملة أصحابه من كان فاسداً من كان فاسقاً، الله تبارك وتعالى سماه فاسقاً كالوليد بن عقبة وما أشبه ذلك فإذاً لا يمكن أن رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا يتحدث على نحو العموم عن كل أصحابه ويرتب هذه النتائج على كل من أتخذهم غرضا هذه أُولى الملاحظات..
  استنساخ مفضوح للأحاديث النبوية
 الملاحظة الثانية لعلكم يعني ترون أو قد تلمستم أن هذا الحديث يعني يشبه الأحاديث الواردة في فضل أهل البيت صلوات الله عليهم وبالذات الأحاديث التي وردت في فضل الزهراء الصديقة صلوات الله وسلامه عليها أنه من آذاها فقد آذاني من أغضبها فقد أغضبني من آذاني فقد آذى الله ومن أغضبني فقد أغضب الله هذا تجدونه في ألفاظ هذه الرواية ولذلك أغلب الظن بل هو الحقيق بالإعتقاد أن هذه الرواية رواية منحوله لأنه سبق منا أن ذكرنا أكثر من مرة أن أهل الخلاف أختلقوا روايات وأحاديث وضعوها على لسان رسول الله ولم تكن تلك الأحاديث سوى إستنساخ مفضوح من الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في فضل أهل البيت صلوات الله عليهم يعني مثلاً ورد في فضل أهل البيت (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)، (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) تجد عند المخالفين أنهم وضعوا حديثاً (أبو وبكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة) مثال، مثال آخر (سدوا كل الأبواب إلا باب عليّ) وضعوا حديثا آخر (سدوا كل الأبواب إلا خوخة أبي بكر) ورد حديث أنه (أنا مدينة وعلي بابها ) فإذا بك تفاجئ بوجود تتمة لهذا الحديث عند المخالفين (أنا مدينة العلم وعلي بابها وأبو بكر أرضها وعمر حيطانها وعثمان سقفها ومعاوية مفاتيحها ) كملنا.. حديث آخر (أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) هكذا يقول النبي صلى الله عليه وآله وهو قول موافق للمنطق والعقل لأن أهل البيت لم يختلفوا ، أهل البيت معصومون صلوات الله عليهم فكان الإختلاف بينهم أصلاً ما كان بينهم اختلاف أقصد من المعصومين من أهل البيت صلوات الله عليهم الذي يشير إليهم النبي الأكرم في حديثه هذا فلذلك يصح هكذا أن يعبر يقول بأيهم أقتيدتم أهتديتم يعني سواء أقتديت بالحسن أنت مهتدي أقتديت بالحسين أنت مهتدي أقتديت بالسجاد أنت مهتدي بالباقر أنت مهتدى هكذا، أما وضعوا حديث آخر في قبال هذا الحديث مصنوع مستنسخ من هذا الحديث أنه (أصحابي كالنجوم بأيهم أقتديتم أهتديتم) وهذا حديث واضح البطلان لأنه إذا أنا أقتدي بعلي بن أبي طالب  فأنا مهتدي وأيضا في نفس الوقت إذا أقتديت بطلحة والزبير اللذان حاربا علي بن أبي طالب  فهذا نوقع أنفسنا في التناقض يعني الذي يهتدي بعلي مهتدي وهو إلى الجنة وكذلك الذي يحارب علياً مهتدي وهو إلى الجنة كمن يقتدي بمعاوية، معاوية من الأصحاب عندهم فهذا يلزم منه الخلف والتناقض فإذاً واضح البطلان، (تركتم فيكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي)  تجد الحديث المشتهر على ألسنتهم ومنابرهم (كتاب الله وسنتي) ، هذا حديث أساسا لا يمكن أن يكون قد صدر عن النبي صلى الله عليه وآله لأنه يعارض هذا الحديث المشهور المتواتر الصحيح من جهة ومن جهة أخرى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك الزمان لم تكن مجموعة ولم تكن مرتبة في كتب حتى يقال أنه كتاب الله وسنتي ما كانت مشخصة السنة وثم الحديث ناظر إلى من يفسر الكتاب، السنة بذاتها لا تتمكن في تفسير الكتاب تحتاج إلى من يكون قيّماً على السُنة حتى يميز لك ما هي السُنة الصحيحة وما هي السُنة المصنوعة المكذوبة ، فنحتاج إلى أشخاص فذلك عندما يقول عترتي يصح الأمر لأنه يوجد قيميين على هذا الأمر على هذا التفسير، فهذه هي الملاحظة الثانية أنه هذا لفظ الحديث سياقه واضح بأنه حديثٌ مكذوب منحول أستنسخوا بعض العبارات من الأحاديث الواردة في فضل الزهراء عليها السلام وألصقوها بصحابتهم من آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله من أحبهم فبحبي أحبهم من أبغضهم فببغي أبغضهم ..
  الملاحظة الثالثة أنه هذا الحديث مردود بأحاديث أخرى أقوى وأصح منه وتلك الأحاديث رواها البخاري ومسلم ومن أشبه وسبق أن تعرضنا لتلك الأحاديث بالتفصيل فلا نعيد نذكرها هاهنا لارتباطها بالبحث ،  روى البخاري في الجزء الخامس الصفحة مئة واثنين وتسعين من صحيحه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله  خطب فقال :
(ألا وأنه يجاء برجال من أمتى فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي فيقال أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ } فيقال - دققوا أصيحابه - إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم يا رسول الله )..
 فإذاً في جملة أصحابه مرتدون فلا يصح أنه صلوات الله عليه وآله يقول الله الله في أصحابي على العموم، فيهم مرتدون فيبطل ذلك الحديث ..
  روى البخاري أيضاً في صحيحه في الجزء السابع الصفحة مئتين وتسعة عن النبي صلى الله عليه وآله  قال :
 ( بين أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم) حتى إذا عرفتهم حتى لا يقال هؤلاء الذين كانوا  كما يعني يحاول أن يضحك بعض زعماء المخالفين على الذقون يقال المقصود بهذه الأحاديث الذين ارتدوا في زمان أبي بكر رسول الله يقول أنا أعرفهم معرفة شخصية فإذاً أصحابه المقربون وليسوا أناس بعيدين أو من العشائر البعيدة من الأعراب..
 (بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين؟ قال إلى النار والله ، قلت ما شأنهم لماذا هذا الرجل الذي خرج بيني وبينهم حال بيني وبينهم هؤلاء أصحابي وأخذهم إلى النار ساقهم إلى النار ما شأنهم ماذا صنعوا قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله ، قلت ما شأنهم قال أنهم أرتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى) وهكذا رسول الله جالس في يوم القيامة يأتون جماعة يرى أصحابه يعرفهم ويعرفونه وإذا يخرج شخص من الملائكة يأخذ بهم إلى النار ما شأنهم أنهم ارتدوا على أدبارهم من بعدك القهقرى وهكذا جماعات ترد على رسول الله جماعات جماعات جماعات من الذي ينجوا من هؤلاء يذهب إلى الجنة من أصحابه هو رسول الله يعبر يقول (فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم) كناية عن القلة يعني الأبل الضالة كناية عن القلة في لغة العرب يعني رسول الله بعدما يجلس وأفواج يأتون عليه من أصحابه جماعات متعددة لا ينجوا من هؤلاء إلا من المعدودون على الأصابع حتى لا يستمر المخالفون بهذا التشنيع على الشيعة أنه الشيعة يكفرون كل الصحابة إلا سبع أشخاص فليكن مع أنه طبعاً كلام غير صحيح هذا ولكن فليكن ما هي المشكلة الأحاديث الشريفة في مصادركم نطقت بذلك نطقت بأنه لن ينجوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا هؤلاء القلة ، فلما أنت فزع إلى هذه الدرجة ماهي المشكلة وقليل من عبادي الشكور وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين الله يقول هذا سيرة الأنبياء هكذا كل الأنبياء معظم أقوامهم جحدوا وكفروا، قلة فقط آمنوا ثم بعد ذلك تكاثر المؤمنون شيئا فشيئا هذه المعادلة طبيعية معادلة جداً طبيعية ..
  أصحاب رسول الله الموفون بالعهد
  التعليق الرابع أنه على فرض هذا الحديث الذي بين يدينا الذي هو حديث عبد الله بن مغفل أنه رسول الله يقول الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا على فرض أنه صحيح إذا أردنا أن نصححه فإننا نخصصه بمن يصدق عليه أو تصدق عليه صفة الصحبة الخالصة ما معنى قولنا الصحبة الخالصة يعني ذلك الرجل الذي صاحب رسول الله وظل وفياً لعهد وعقد الصحبة ، صحبة رسول الله فيها شرائط أهمها ماذا ؟ أنه لا تخون رسول الله صلى الله عليه وآله في وصاياه أوصى رسول الله بأهل بيته .. فلا نراك أمام بيته تحمل شعلة نار وتقول أحرقوا دارها بمن فيها، ويقال لك أن فيها فاطمة والحسنين تقول وإن ، هذه خيانة لرسول الله هذه هذه خيانة ما وفيت أنت بالعقد والعهد بينك وبين رسول الله فهذه الصحبة تكون في حكم العدم فإذاً لا تكون مشمولاً بهذه الوصية وصية رسول الله في أصحابه إن صحت هذه الرواية إن صح هذا الحديث فهذا الحديث يحمل على أولئك النفر من أصحاب رسول الله الذين وفوا بصحبتهم كانوا أوفياء وهذا الذي نفعله نحن هذا الذي نبحث فيه أنه نريد أن نرى هؤلاء الجماعة مئة ألف أنسان كانوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من منهم كان مخلصاً وفياً لم يخن رسول الله صلى الله عليه وآله هذا نضعه فوق رأسنا ، أما من خان وارتد وشهر سيفه في وجه عترة رسول الله فهذا لا صحبة له ولا كرامة نجعله تحت أرجلنا ولو أعادنا الله تبارك وتعالى يعني إلى ذلك الزمان لو أرجعنا إلى ذلك الزمان لوجدتمونا نحن نقف أمام دار الزهراء صلوات الله عليها مشهرين سيوفنا و نغمدها في أبي بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد وكل قذر نجس خنزير شارك في هذه الحملة الوحشية على دار سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى صلوات الله عليها وروحي فداها ، إذاً موقفنا موقف مبدئي ..
  الملاحظة الخامسة أنه هذا الحديث على فرض تصحيحه على فرض أنه يعم كل من تسمونهم الصحابة لا علاقة له أصلا بمسألة العدالة لا يدل على عدالتهم ، أين يوجد في هذا الحديث ما يدل على عدالة الصحابة، لذلك ذكرت لكم أكثر من مرة في البحوث السابقة أنه لم يرد نص واحد في كتاب الله في سنة نبيه صلى الله عليه وآله حديث ولو حتى حديث واحد رسول الله يحكم فيه بأن كل أصحابه عدول إنما هي تأويلات وتمحلات المخالفين ، يأتي لك بهذا الحديث في كلام الخطيب الجاهل على أساس أنه يدل على أنهم جميعا عدول كل أصحاب رسول الله ، بيّن لي في هذا الحديث أين يوجد أنه رسول الله قال كل أصحابي عدول ، أقرأ لكم الحديث ثانية وأنتم تدبروا قال رسول الله صلى الله عليه وآله حسب ما هم يروون :
 (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا يعني لا توجهوا سهامكم إليهم لا تنتقصوهم يعني فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغي أبغضهم أو فببغض أو فببغضي مثلاً أبغضهم يمكن النسخة هكذا ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)..
 أين يوجد دليل على أنه هؤلاء جميعا عدول توجيه أخلاقي من النبي الأكرم إن صح توجيه أخلاقي من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه أصحابه الذين تصدق عليهم الصحبة الخالصة الوفية وفوا بصحبتهم ما خانوا هؤلاء لا تتخذوهم غرضا نعم أنعم وأكرم على أعيننا ورأسنا سلمان الفارسي المحمدي على عيني ورأسي عمار بن ياسر أبو ذر الغفاري المقداد بن الأسود خالد بن سعيد بن العاص وأخواه أبان وعمرو وجابر بن عبد الله الأنصاري على العين والرأس أصحاب رسول الله نعم مشمولين بهذا الحديث ولا أتخذهم غرضا إنما أتخذ غرضاً من؟ أولئك الظلمة الفجرة الكفرة الفاسدين الفاسقين الظالمين الذين ظلموا أهل البيت وسنوا سُنة الظلم على أهل البيت وعلى هذه الأمة  إذا أستطعنا أن نوجد ولو رجلاً واحداً من هؤلاء الأصحاب قتل نفسا واحدة بريئا ولتكن لؤلؤة بنت أبي لؤلؤة رضوان الله تعالى عليهما فهذا يعد عندنا ساقط العدالة ويستوجب القتل والقصاص فلا حرمة له لا كرامة له لا عدالة له لا ثقة فيه وهو عبيد الله بن عمر ابن الخطاب هذا الرجل الخسيس النذل الذي بعدما قام أبو لؤلؤة بتطبيق القصاص على أبيه عمر لأن عمر كان مستحقاً شرعا للقصاص لأنه قتل فاطمة الزهراء صلوات الله وقتل من قبلها رسول الله شارك في قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وقتل الكثير من المسلمين لأسباب تافهة نقلنا بعضها في بعض المحاضرات مثل صبيغ بن عسل مثلاً الذي قتله عمر بن الخطاب بدون أي جرم لمجرد أنه سأل عن متشابه القرآن لا أكثر ولا أقل هذا كل جريمته الرجل عمر بن الخطاب ارتكب مجازر جماعية مقابر جماعية أين أهل حقوق الإنسان فلينظروا في سيرة عمر بن الخطاب الذي يقولون عنه عادل أي عدالة هذا ألكم عيون تبصرون بها ألكم عقول تفكرون بها أم ماذا ، مصادركم تنطق أن عمر بن الخطاب غضب على أهل قرية اسمها قرية عرب سوس في الشام فمحاها من الوجود دمرها تماماً أحرق بساتينها هدم دورها قطع نخيلها إبادة جماعية مثل الذي حدث في دارفور مثلما قامت هذه المحكمة اليوم بتجريم عمر البشير يجب على محاكم الضمير عند المسلمين أن تُجرم وتدين عمر الأمس لأن عمر اليوم إنما هو وليد عمر الأمس كما أن جد أجداده عمر بن الخطاب أرتكب إبادة جماعية في قرية عرب سوس كذلك ارتكب حفيده عمر البشير إبادة جماعية في أقليم دارفور، يجب أن يكون الإنسان مبدئياً لا شك أنه حينما تلتزم بالمبادئ أنت تدفع الثمن أي يجب عليك أن تضحي ماذا تفعل لا يوجد حل آخر ، تريد أن تلتزم بالمبادئ وتنطق بالحق يجب عليك أن تضع روحك على كفك ، فإذاً هذا الحديث على فرض تصحيحه لا دلالة فيه مطلقاً على عدالة ما يسمى جميع الصحابة وإنما هو غاية ما فيه توجيهٌ أخلاقيٌ لا أكثر توجيه أخلاقي..
  نتم الكلام وهذا آخر مقطع يقول ، وقال أبو محمد بن حزم ابن حزم المعروف (الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا) جيد على أي أساس حكمت هكذا أنه كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هو من أهل الجنة قطعا، يقول بهذا الدليل قال الله تعالى :
{ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
وقال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }
  فثبت أن الجميع من أهل الجنة وأنه لا يدخل أحدٌ منهم النار لأنهم المخاطبون بالآية السابقة خلاصة استدلال ابن حزم ماذا يقول؟ يقول كل أصحاب رسول الله في الجنة قطعاً لماذا؟ يقول بهذا الدليل الله تعالى يقول مخاطباً أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله  يقول {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل جيد أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا يعني أولئك الذين أنفقوا وقاتلوا قبل فتح مكة أعظم درجة ممن أنفق وقاتل بعد فتح مكة ولكن وكلاً وعد الله الحسنى الكل الله وعده ماذا الحسنى ، جيد الحسنى هنا ما معناه نرجع إلى آية أخرى نفهم معناها وقال تعالى: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى الله وعدهم بالحسنى أيضا أولئك عنها أي عن النار ماذا؟ مبعدون فإذا يثبت بضميمة هذه الآية أنه جميع أصحاب رسول الله ماذا؟ في الجنة لأنه لا يخلو الأمر من أن يكون بعضهم إما أنفق وقاتل قبل الفتح أو أنفق وقاتل ماذا؟ بعد الفتح وكلاهم كلا الطائفتين يعني موعودة بالحسنى والموعود بالحسنى مبعد عن النار فإذا هو قطعا في الجنة لأنه إذا لم يكن في النار هو في الجنة لا غير هذا على حد زعمه وطبعا هو كسائر أستدلالاته أستدلال تافه سخيف لا يستقيم ، أولاً حتى نستوعب المعنى الحقيقي لهذه الآية الكريمة التي استدل بها لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل علينا أن نلاحظ الآية كاملة وضمن سياقها في جملة الآيات أكثر من مرة نبهنا وفي بداية هذه الحلقات من هذه السلسلة أنه مشكلتنا مع المخالفين أنهم يقتطعون الآيات الكريمات يبترونها أو يقتطعونها من سياقاتها وثم يدلسون على الناس معانيها يكذبون على الناس حقيقةً مرَّ معكم كل الآيات التي جاءوا بها لا تدل على ما يسمى بعدالة الصحابة كل الآيات أبطلنا الإستدلال بها مجرد ما تلاحظ الآية كاملة أو ضمن سياقها في جملة الآيات التي وردت في القرآن الحكيم يتبين لك معنى آخر أصلا وكنتم خير أمة أخرجت للناس، جيد تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر الآية مرتبطة بكل الأمة لأنها مأمورة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أي أساس حصرتها بمجموعة من الأصحاب وثم رتبت عليها حكم العدالة يعني لا يجوز خلط الأمور هكذا ، هكذا نفس الشئ هاهنا في هذه الآية الكريمة دعونا أولاً نلقي نظرة على كتاب الله المجيد ونرى هذه الآية الكريمة أو نقرؤها كاملة ضمن سائر الآيات في هذا السياق ، قال الله تبارك وتعالى وذلك في سورة الحديد هو ماذا استدل؟ استدل لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل طيب لماذا بترت الآية قبلها هذا المقطع قال سبحانه :   {وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله} ، انظر كيف يتبدل المعنى الآن يتغير لأنه الآية جاءت في ماذا في سياق أنها تذم بعض أصحاب رسول الله لأن الخطاب يقول مالكم أنتم الخطاب موجه بالدرجة الأولى لمن للمعاصرين لرسول الله أنه لماذا لا تنفقون ؟ انظر كيف المعنى تبدل معنى يتبدل كليةً انظر من أول عبارة من أول مقطع من الآية الكريمة في صدر الآية أنه يثبت أنه ماذا أنه بعضهم لم ينفقوا إذا لا تنطبق عليهم كل هذه النتائج التي رتبتها على من أنفق وقاتل انظر كيف عمل عملية خداع وتضليل للناس ..
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ..ذ } هذه متفرعة على تلك { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ، مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ، يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } يوم يقول المنافقون هنا إبدأ دقق { يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ، يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ..} ضع خطاً تحت هذا المقطع من هذه الآيات الكريمات ضع خطاً تحت هذا الفصل ينادونهم ألم نكن معكم يعني المنافقون والمنافقات ينادون من؟ ينادون المؤمنين والمؤمنات ، ماذا يقولون ؟
{ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } ..
  هنا يتجلى لنا المعنى كاملا من خلال هذه الآيات الكريمات ماذا نكشف أولاً أنه إذا أدرنا أن نرتب هذه النتيجة نتيجة أن جميع أصحاب رسول الله كما زعم ابن حزم في الجنة فهذا له شرط أساسي وهو الشرط الذي عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله كثيراً في أحاديث مبثوثة في كتب كل الفرق قوله صلى الله عليه وآله ما مضمونه إنما الأعمال بخواتيمها لازم خاتمة الإنسان ما هي عاقبة أمره ما هي ؟ لا تحكم على الظاهر هذه الآيات ماذا تبين لنا أنه نعم معودون بالجنة من هم؟ الذين لهم إيمان صادق ممن أنفق وقاتل سواءا قبل الفتح أو بعد الفتح وبشرط ماذا ؟ بشرط حسن العاقبة حسن العاقبة ، أما رجل كذلك الصحابي على حد قولهم الذي كان من جملة أصحاب رسول المقربين وتعلم منه القرآن ثم بعد ذلك بعدما أستشهد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ارتد هذا الرجل وشهد لمسيلمة بالنبوة فهذا سوء الخاتمة ، سوء العاقبة فكيف يكون مشمولا بهذه الآية كيف يكون موعودا بالحسنى وبالجنة، لا.. لابد أن تبحث عاقبته ما هي الآيات هكذا تفيدنا أنه مجرد القتال والإنفاق على شخص ليس دليلاً كافياً للحكم على المرء بالجنة والعدالة خصوصاً إذا لاحظت ذلك المقطع الذي فيه قوله تبارك وتعالى: {ينادونهم ألم نكن معكم} يعني المنافقين والمنافقات كانوا مع المسلمين والمؤمنين والمؤمنات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه آله معهم في كل المواطن في كل الغزوات أنفقوا وقاتلوا في سبيل الله ظاهراً ألم نكن معكم لاحظوا ابن كثير في تفسيره المشهور تفسير ابن كثير ماذا يقول في تفسير هذه الآية بهذا المقطع ينادونهم ألم نكن معكم يقول أي ينادي المنافقون المؤمنين أما كنا معكم في الدار الدنيا نشهد معكم الجُمعات يعني صلاة الجمعة ألم نكن نصلي معكم؟ ونصلى معكم الجماعات نصلي معكم دائما صلاة الجماعة في المسجد النبوي الشريف ونقف معكم بعرفات نذهب ونحج معكم ونؤدي كل المناسك ونحضر معكم الغزوات نشارك في الغزوات ونقاتل جنباً إلى حنب معكم ونؤدي معكم سائر الواجبات زكاة ندفع ننفق في سبيل الله نأمر بالمعروف ننهى عن المنكر كل الواجبات نفعل نصوم نزكي نحج إلى آخره، هذه كلها أمور كنا نقوم بها معكم ينادونهم ونقف معكم بعرفات ونحضر معكم الغزوات ونؤدي معكم سائر الواجبات قالوا بلى ولكن ماذا ؟ فتنتم أنفسكم، فتنتم أنفسكم فإذاً يجب أن نبحث في عواقب الأمور عواقب هؤلاء الذين تسمونهم صحابة ، على فرض عندنا رجل أنفق وقاتل في حروب رسول الله صلى الله عليه وآله لكن عاقبة أمره كانت عاقبة سيئة هذا يكون موعوداً بالحسنى يكون موعوداً بالجنة يكون مبعداً عن النار يكون محكوماً بأنه عادل لا يمكن ظاهره شئ لكن باطنه شئ آخر هذا ظهر أنه منافق لأنه العبرة بماذا ؟ بخواتيم الأعمال .. فهذه الآية غير آبية عن التخصيص عن أن نخصصها بمن حسن عاقبته بدلالة ماذا؟ سياق الآية، فإذا أول ملاحظة أنه بداية الآية فيها تقريع أو عتاب من الله تبارك وتعالى لأصحاب رسول وأنهم  ومالكم أن لا تنفقون لماذا أذاً يثبت بذلك أن بعضهم لم ينفق وبالفعل ارجع إلى التأريخ ماذا أنفق أبو هريرة مثلاً؟ هذا واحد ممن يسمونهم صحابة هات لي أن أبو هريرة كان ينفق في سبيل الله قبل الفتح أو بعد الفتح أصلاً أبو هريرة كان متأخر إسلامة ما أنفق ولا شيئا أنفق فإذا لا يكون مشمولا بهذا الحكم الذي أستنتجته أنت واستنبطه من هذه الآية لأنه تقول كل أصحاب رسول الله إما أنفقوا وقاتلوا قبل الفتح أو بعد الفتح لا يا أخي ليس كلهم أنفقوا وقاتلوا لا قبل الفتح ولا بعد الفتح بعضهم لم ينفق ولم يقاتل وخصوصا الآية في بدايتها كانت تتحدث ومالكم ألا تنفقوا في سبيل ولله ميراث السموات والأرض يعني إذاً الآية بذاتها وبفحواها تثبت أنه بعضهم لم ينفق في سبيل الله إذاً لا تترتب عليه هذه الأحكام هذه النتيجة لا تترتب عليها لأنه النتيجة تترتب على من ثبت أنه أنفق وقاتل ، عمر بن الخطاب أين قاتل أين أبلى بلاءًا حسناً هات لي واحد قتله عمر بن الخطاب في كل التاريخ، إنما يتشجع إلا على النساء والأطفال والأبرياء لما يتقوى بغيره أما هو بذاته صعلوك جبان لا يتمكن أن يفعل شيئا ، دائما أوائل الفرارين يسأل في معركة أحد ماذا تفعل يقول أمر الله ، بعد الله قدر علينا أن نفر ونصبح كالجرذان فإذاً هذا كيف يصدق عليه أنه أنفق وقاتل ماذا أنفق من قتل ؟ نعم هات لي سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أسد الله الغالب صلوات الله وسلامه عليهما نعم قائمة طويلة عريضة ممن قتلهم علي بن أبي طالب وهذا كان سبب حقدهم عليه ولذلك أبعدوه عن حقه في الخلافة ما تحملوا أنه يأتي هذا الذي شارك في قتل آبائهم وأخوانهم وأخوالهم وأعمامهم وغير هؤلاء أنه يصبح عليٌّ عليهم حاكما لا يتحملون أما عمر من يكون؟ لم يصح حتى في التاريخ أنه قتل إنساناً واحداً في حروب رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك أبو بكر كذلك عثمان هؤلاء مجموعة عصابة لا يتمكنون من أن يظهروا رجولتهم في النوازل وفي الحروب فإذاً هؤلاء لا تنطبق عليهم ..
  ثانيا حتى أولئك الذين ظاهرهم أنهم قد أنفقوا وقاتلوا كالزبير بن العوام مثلاً هذا بالفعل تنطبق عليه هذه الصفة أنه أنفق وقاتل ولكن عاقبته ماذا ؟ النار النار نار نار والسبب أنه خرج على إمام زمانه الوصي الشرعي أمير الؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه وحاربه وهو ظالم وذكره أمير المؤمنين عليه السلام بذلك فرجع في البداية لكن حمله ابنه المشؤوم عبد الله بن الزبير على أن يعود مرة أخرى لساحة المعركة قال له أجبن قال له ويلك لا أم لك أأنا أجبن لكن علي ابن أبي طالب ذكرني بحديث عن رسول الله قال لي يا زبير بن العوام سوف تقاتل علياً وأنت له ظالم ذكرني بهذا الحديث فقد حلفت أنه ماذا لا أقاتل عليا قال له المسألة هينة أعتق رقبة كفارة يمين أعتق عبدك غلامك هذا وارجع حارب بالفعل هم أعتق غلاماً له ورجع إلى معركة الجمل وظل يحارب إلى أن قتل إلى جهنم وبئس المصير الزبير بن العوام مع أنه حتى يُعرف أننا لا نحمل حقداً شخصيا على أحد الزبير بن العوام كان له مواقف شجاعة بطولية ضد عمر بن الخطاب وأبي بكر في زمان حكومة أبي بكر وعمر لما قاموا بالإنقلاب، الزبير بن العوام رفع وأشهر السيف ضد أبي بكر وعمر وكاد أن يقتل عمر لما هجم على دار الزهراء صلوات الله عليها كان صالحا ذلك الوقت لكن صار له سوء عاقبة لذلك رفضناه، أخذناه ورميناه في سلة القمامة وهكذا نفعل بكل من له سوء منقلب، أما العكس فنحترمه نفرض أن الإنسان في بداية أمره ارتكب بعض الأخطاء بعض الذنوب ولكن بالنتيجة كانت عاقبته حسنة كالحر بن يزيد الرياحي رضوان الله تعالى عليه بل سلام الله عليه هذا الرجل الذي جعجع بالحسين وأي جرم كان أعظم من هذا في ذلك الوقت أما في آخر أمره تاب والتائب من الذنب كمن لا ذنب له فلذلك نحن نترحم ونترضى ونسلم على الحر بن يزيد الرياحي لو أن عمر بن الخطاب في حال احتضاره تاب وصعد المنبر كما أمره أمير المؤمنين أو نصحه أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه عُد عن غيّك وبلغ الناس ما ارتكبتموه بحقنا أهل البيت وأنا أضمن لك على الله عز وجل أنه يغفر لك وأن رسول الله يغفر لك وفاطمة الزهراء عليها السلام تغفر لك انتهى، لو كان فعل ذلك عمر بن الخطاب فرضاً كنا إلى اليوم نترحم عليه أما ما فعل قال النار ولا العار، النار ولا العار  وكرر هذه الجملة التي دائما تكرر عند الناس أنه أختار نار الله جهنم ولا أنه في الدنيا يقال لي عار رجعت عن هذا الموقف وإن كان رجعت عن الباطل إلى الحق وذلك الحسين صلوات الله عليه يرد عليه في يوم عاشوراء ماذا يقول يقول والعار أولى من ركوب النار هكذا ينطق الحسين هذا كلام أهل بيت الوحي والعصمة دعهم يقولون عارعليك في الدنيا أنه موقفك هذا تتراجع عنه ولكن في الآخرة أضمن جنة الله التي عرضها السموات والأرض هكذا العار أولى من دخول النار، العار أولى من دخول النار هكذا يقول الحسين صلوات الله وسلامه عليه فليتحدث عني الناس ، فليعيرني الناس أنه رجعت عن هذا الموقف إلى هذا الموقف أنا رجعت من الباطل إلى الحق ، العار أولى من دخول النار ، فإذاً هذه الآية التي استدل بها ابن حزم والتي ذكرها ابن حجر في ختام كلامه هذا الذي نقلناه لا دلالة لها أيضاً على عدالة جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أو أنهم جميعا قطعاً في الجنة لا دلالة لها على ذلك لا من قريب ولا من بعيد هذا وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ..

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp