اكذوبة عدالة الصحابة (2) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
اكذوبة عدالة الصحابة (2) 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

  القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام في ما أسروا  وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني ..
  الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين ..

  نستمر إن شاء الله تعالى في تفنيد نظرية أهل الخلاف في عدالة ما يسمى بالصحابة بعدما إنتهينا بالأمس من ذكر مقدمات وتنبيهات إرتئينا ضرورتها نشرع منها هنا في عرض معتقد المخالفين في هذه المسألة ومن ثمَ نبدأ بنقض ما استدلوا به عليها ..
  وجدنا أن مما يُسهل علينا البحث هو أن نلقي الضوء على كلام علماء أهل الخلاف في هذه المسألة أي ما انتهى إليه علماؤهم في هذه المسألة حيث أطبقوا على الإيمان بعدالة كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجمعين أي كل فرد فرد منهم وحتى لا نتشعب في ذكر آرائهم المتعارضة في بعض جزئيات هذه المسألة في تطورها التاريخي إرتئينا أن نسلط الضوء على آخر ما أنتهوا إليه في هذه المسألة فوجدنا هذا النص وهو نص يذكره أبن حجر العسقلاني وهو عالم بكري شهير جدا في كتابه المعروف والشهير أيضا المسمى بالإصابة ، الإصابة في معرفة الصحابة ، في هذا الكتاب الذي هو يترجم فيه لهؤلاء الذين يسمونهم صحابة  وفي جزئه الأول في الصفحة مئة وواحد وستين يبدأ الفصل الثالث من هذا الكتاب الذي عنونه ابن حجر بهذا العنوان الفصل الثالث في بيان حال الصحابة من العدالة ، فلنقرأ معاً ماذا يقول ابن حجر في بداية هذا الفصل وما الذي ينقله عن علمائهم في هذه المسألة أي بعبارة أخرى لنرى ما الذي يحتجون به على ثبوت ما يسمى بعدالة الصحابة وهل أن هذه الحجج تستقيم واقعاً أم أنها حجج واهية ..
  أقوال أهل الخلاف في عدالة الصحابة
  قال أبن حجر أتفق أهل السنة على أن الجميع عدول أي جميع من يسمونهم صحابة ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة فكأنه هاهنا يُعرض بنا وبغيرنا من الطوائف المنتسبة إلى الإسلام التي رفضت هذا المعتقد الذي يخالف العقل ويخالف كتاب الله تبارك وتعالى ويخالف السُنة القطعية عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما أنه يخالف التاريخ والتاريخ العملي أيضا إذ سيتبين لنا من خلال هذا المبحث إن شاء الله تعالى أن هذه الأمة خلفاً عن سلف لم تتعامل مع هؤلاء الذين يسمونهم صحابة على أساس أنهم جميعا عدول ولا كان أحد من المسلمين من الصدر الأول يزعم مثل هذا بل كانوا يردون عليهم وكانوا يكفرون بعضهم وكانوا يفسقون بعضهم ويحاربون بعضهم واشتركوا في قتل بعضهم كما حصل بالنسبة إلى الثورة على عثمان ابن عفان التي اشترك فيها عامة المسلمين بمن فيهم بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الكبار عند المخالفين كعبد الرحمن بن عديس البلوي الذي هو من أصحاب بيعة الشجرة الذين يعتبرهم المخالفون في منزلة عالية من منازل ما يسمى بالصحابة لأن الله نص كما يزعمون أنه قد رضي عنهم وأن يده فوق أيديهم ، فنتيجة هذا الرجل بالإضافة إلى آخرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قتلوا عثمان باشروا قتله وهنالك آخرون من التابعين من عامة المسلمين شاركوا في قتله وهو من هو عند المخالفين ثالث أفضل الرجال بعد رسول الله في هذه الأمة ، فلو كان هؤلاء يعتقدون بأن الرجل عادل لما استحلوا قتله ، إذاً كانت هذه الأمة تتعامل مع هؤلاء على أساس أنهم بشر عاديون فيهم الخيّر فيهم الشرير فيهم الصالح فيهم الطالح فيهم العادل وفيهم غير العادل فهل كل هؤلاء مبتدعون يا إبن حجر إذ تزعم أن أهل السنة أتفقوا أن الجميع عدول كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله عندهم عدول فردا فردا حتى المخنثون منهم  كما سيتبين لكم أنه كان هنالك جمع من أصحاب رسول الله مخنثون ورسول الله صلى الله عليه وآله طردهم من بيته وطردهم إلى خارج المدينة المنورة أيضاً فهؤلاء يقولون عنهم رضي الله عنهم ورضوا عنه ، فهل كل من لا يعتقد بأن هؤلاء جميعا عدول هل هو من المبتدعة ، لا شك أن هذه مجازفة ومبالغة من قبل ابن حجر على أية حال فلنكمل قراءة النص الذي كتبه ابن الحجر وما نقله عن علمائهم وثم نعلق عليه نقطة نقطة  ..
  يقول : (أتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة وقد ذكر الخطيب في الكفاية الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية وهو في نفس هذا المبحث تقريبا فصلا نفيسا في ذلك أي في مسألة عدالة الصحابة فقال: عدالة الصحابة ثابتةٌ معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم وإخبارهم لهم فمن ذلك قوله تعالى هو ادعى أن الله تعالى عدلهم عدالة هؤلاء الذين يسمونهم صحابة ثابته لأنه الله قد عدلهم ثابتةٌ بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم فالآن يستدل يذكر بعض الآيات التي يحاول أن يوهمنا بها أن فيها إخبار من الله تعالى على أن كل هؤلاء عدول ، يقول فمن ذلك قوله تعالى :
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا }
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ }
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }
{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }
  في آيات كثيرة يطول ذكرها وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم جميع هذه الآيات على حد زعمه توجب القطع بأنهم عدول ، الله عدلهم شهد لهم بالعدالة ، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله له إلى تعديل أحدٍ من الخلق يقول ما دام الله تبارك وتعالى هو الذي شهد لهم بأنهم عدول فلا نحتاج إلى كلام فلان وعلان إلى كلام زيد وعمرو في أنه هل هذا الفرد ممن يسمون صحابة هل هو عادل أم لا ، لا نحتاج  فشهادة الله مقدمة على شهادة خلقه ، على أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شئ مما ذكرناه يقول فلنفترض لم ترد آيه قرآنية في تعديلهم ولم يرد حديث نبوي أيضا في تعديلهم لأنه هو ادعى أحاديث شهيرة وآيات كثيرة يطول ذكرها ويكثر تعدادها يقول على فرض كل هذا أهملناه ولم يرد شئٌ من هذا لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصرة الإسلام وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأبناء والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطع على تعديلهم والإعتقاد بنزاهتهم ، يقول على فرض لا يوجد عندنا هذه الآيات والأحاديث والتي تمدحهم وتعدلهم على حد زعمه فأفعالهم الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد بذل المهج بذل الأموال المناصحة في الدين إلى آخره هذه توجب القطع أيضا في تعديلهم وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم ، أفضل من جميع من خلفهم من هذه الأمة يعني أفضل هذه الأمة وطبعا المخالفين وضعوا لهذا حديثا على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله أنه خير القرون قرني ثم الذي يلونهم ثم الذي يلونهم أنهم أفضل الأمة ، وأنهم أفضل من جميع المخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم أفضل من جميع العدول الذين يأتون أيضا من بعدهم يعني الآن أنت لو تذبح عمرك وتجتهد في أن تصبح أتقى الأتقياء مهما تبلغ من مقام لن تبلغ إلى مقام أن تصبح أفضل من واحد من هؤلاء الذين يسمونهم صحابة حتى وإن كان هذا الواحد مخنثاً مثلا ، حتى وإن كان هذا الواحد من سفلة القوم آنذاك لا هذا أيضا أفضل منك..
   يقول هذا مذهب كافة العلماء ومن يُعتمد قوله ، يقول هذا مذهب كل العلماء والذين يُعتمد قوله من العلماء ، ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي يقول ابن حجر أن الخطيب روى بسندٍ إلى أبي زرعة الرازي هذا القول أنه قال أبو زرعة ماذا يقول ، يقول : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعلم أنه زنديق ، إذا رأيت إنسان يحرر عقله ويحاول أن يناقش سير وتواريخ وحياة أولئك الرجال فيوجه أنتقادا لأحدهم ينتقص أحدهم اعلم أنه زنديق كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، هكذا يرمون الناس بالزندقة والكفر والإلحاد لمجرد أنهم يبحثون بحثا علميا في بعض رجال الماضي لأنهم لا يقدسون الماضي بشكل أعمى وإنما يبحثون هل هذا يستحق الإحترام أم لا يستحق ، يقول إذا أنتقص أحدا من أصحاب رسول الله فأعلم أنه زنديق لماذا ما هي حجته في هذا الحكم الخطير وتعلمون أن حكم الزنديق في الإسلام هو القتل كما عندهم الزنديق يجب أن يُقتل فإذا لم يجب أن يقتل كل هؤلاء الذين يوجهون لوما أو عتابا إلى بعض هؤلاء الذين تسمونهم صحابة ، يقول وذلك أن الرسول حق أنظر حجته السخيفة يعني وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وما جاء به حق وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة كل هذه الأمور التي هي حق أداها إلينا من الذي نقلها إلينا يقول الصحابة نقلوها وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة ، يعني يريد أن يوهم الناس بأن النقد العلمي أو الجرح العلمي لهؤلاء لبعض هؤلاء يستهدف القضاء على ماذا على الكتاب والسنة إبطال الكتاب والسنة وكأن الرجل فتش عن قلوب الناس وعرف نواياهم وللعلم هذا القول من أبي زرعة لطالما دندن به المخالفون طالما دندنوا به حقيقةً إلى درجة تبعث على الغثيان وأنا شخصيا كثيراً ما وصلني بعض الرسائل من أبناء الفرقة البكرية يرددون كالببغاء هذا القول قال أبو زرعة الرازي ، ماذا قال ؟ والله قال إذا رأيت أحدا ينتقص أصحاب رسول الله فأعلم أنه زنديق طيب ثم ماذا هو أبو زرعة الرازي نبيٌّ من الله إمام معصوم لا يُرد قوله ، سنبطل طبعا كلام أبي زرعة الرازي هذا الذي طالما دندنوا به وصمّوا آذاننا به وسنسأل المخالفين لم لا يأخذون بقول أبي زرعة الرازي في البخاري مثلا ، لم يأخذون هذا القول منه ويملأون الدنيا عجيجا به وفي المقابل يحاولون أن يدفنوا قوله في البخاري وجرحه في البخاري ، يقول أبن حجر والأحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة من أدلها على المقصود ما رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه من تحديث عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
  (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم أو فببغي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه )..
  لا يشتبه عليكم هذا الحديث ، حيث لم يرد مثله في فاطمة الزهراء صلوات الله عليها عني سياق الحديث من يسمع الآن يقول هذا الحديث في فاطمة الزهراء من آذاها فقد آذاني من أبغضها فقد أبغضني ، لا .. يبدو أن الحديث قيل في من؟ قيل في الصحابة على حد قولهم ، يعني من أبغض معاوية بن أبي سفيان فقد أبغض رسول الله وقد أبغض الله من آذاها فقد آذاني ليس للزهراء.. لا لأبي هريرة مثلا للمغيرة بن شعبة لأبي الدرداء لهؤلاء القمامة وسنعرف أيضا أن هذا الحديث موضوع إن شاء الله تعالى كل هذا يأتي إن شاء الله رد هذا الكلام التافه حقيقة نقطة النطقة إن شاء الله ، يقول وقال أبو محمد بن حزم : (الصحابة كلهم من أهل الجنة ) قطعا كل هؤلاء الصحابة من أهل الجنة قطعا من أهل الجنة ما هي حجته يقول قال الله تعالى :
{ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا }
وقال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }
   أي عن النار فثبت أن الجميع من أهل الجنة ولا يدخل أحد منهم النار لأنهم مخاطبون في الآية السابقة فبهذا الإستدلال الضعيف الفاسد بهذا الإستدلال الذي يبعث على السخرية يحاولون أن يشهدوا لجميع من لقي رسول الله وصاحبه بأنه مؤمن قطعا ويدخل الجنة قطعا ، هذه حجتهم إجمالا وهذا ما انتهى إليه رأيهم في هذه المسألة وهم عليه إلى اليوم ويرددونه كما قلنا كالببغاء دون أن يُعملوا عقولهم ليروا هل أن هذا صحيح أم غير صحيح تقليدٌ للآباء والأجداد ، الآن نأتي إلى فصل المناقشة نناقش ما ورد في هذا الكلام فنبدأ بتسجيل النقاط ..
  تفنيد ونقض أقوال المخالفين في عدالة الصحابة
 النقطة الأولى ، كما اتضح لكم ليس في كل هذه الآيات التي أوردوها آيه صريحة واحدة تنص على عدالة ما يسمى بالصحابة ، هل يوجد آيه صريحة ؟ آية صريحة غير موجودة ، آيه واحدة ، في طول كتاب الله وعرضه ليست هنالك آية واحدة يقول الله تبارك وتعالى فيها بشكل قاطع وصريح ، يقول كل أصحاب النبي عدول كلهم مؤمنين كلهم من أهل الجنة ، وإنما الآيات التي جاؤوا بها أولوها بتأويل يؤدي إلى تلك النظرية وذلك المعتقد الباطل يعني هذا تأويلهم للآيات لا أنه عندنا آيات صريحة تدل على عدالة هؤلاء القوم جميعا ، لا يوجد عندنا هكذا يلوون المعاني معاني الآيات ويأولونها بأسلوبهم الفاسد حتى يدعموا عقيدتهم لا أكثر ولا أقل فهذه أول نقطة ..
  النقطة الثانية وهذه حقيقة استوقفتني وجعلتني أضحك قليلا حينما نقل ابن حجر هذا الكلام عن الخطيب يقول عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم ، إخباره عن طهارتهم وأنا هنا أتساءل أين أخبر الله تبارك وتعالى عن طهارتهم أيها الكذاب ، كل هذه الآيات التي ذكرتها فضلا عن أنها لا تدل على مطلوبك من عدالة جميعهم فأنه ليس فيها حتى آية واحدة يقول فيها الله تبارك وتعالى إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أيها الصحابة ويطهركم تطهيرا ، وأين أخبرعن طهارتهم هذه ، من أين جاء لنا بهذا ؟ فهو مجرد كلام حشو هكذا يأتون به وإخباره عن طهارتهم، أين أخبر عن طهارتهم هذه النقطة الثانية ..
  النقطة الثالثة أستدل بهذه الآية ، نبدأ الآن بالآيات التي ذكرها لنرى هل أنها فعلا تدل على ما يحاول أيهام الناس به أم لا تدل ، يقول قوله تعالى :
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
هذه الآية طبعا تعمد أن يقتطعها لم يكملها كنتم خير أمة أخرجت للناس وسكت ، جيد أكمل الآية ؟ لمْ يُكمل الآية لماذا لم يُكمل الآية لأنه يعلم أن تتمة الآية تنفي وتنقض ما يريد أن يثبته ، تتمة الآية ما هي ؟
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }
ماذا نفهم من هذه الآية حينما نقرأها كلها بعقل مفتوح وبوجدان سليم ، بضمير سليم أنا الآن أسألكم أيها الناس سواءا كنت شيعا أو غير شيعي بالله عليك ماذا تفهم من هذه الآية من المخاطب بهذه الآية ؟ حينما الله تعالى يقول في الكتاب كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر من يخاطب في هذه الآية هل يخاطب خصوص أولئك الذين تسمونهم صحابة أم يخاطب هذه الأمة جمعاء ، كنتم خير أمة أخرجت للناس هذا خطاب عام يعني كما أنه يخاطب أولئك الذين كانوا في زمان رسول صلى الله عليه وآله وسلم الله كذلك يخاطب في نفس الآية من جاء بعدهم ومن جاء بعدهم إلى يومنا الحالي ويخاطبني أنا وأنت يخاطبنا جميعا يقول أنتم خير أمة أي أنتم أمة الإسلام خير أمة فعلى أي أساس أنت جئت وخصصت هذه الآية فقط خصصت بها أفراد معدودين من هذه الأمة على أي أساس، لفظة الأمة في كتاب الله تبارك وتعالى ويتفق على ذلك كل علماء التفسير كل علماء الأصول لفظة الأمة ظاهرةٌ في العموم حينما الله يقول أمة أي كل الأمة إلا أن تقوم قرينة على أن المقصود فئة خاصة والقرينة مفقودة، القرينة مفقودة هذا أولا ..
  وكدليل ثاني يجعلكم تطمئنون أيها المخالفون على أن المقصود بهذه الآية ليس خصوص من تسمونهم صحابة وإنما الأمة جمعاء إرجعوا إلى تفاسيركم أنظروا علماؤكم ماذا يقولون في هذه الآية الكريمة ، ارجعوا مثلا إلى تفسير إبن كثير وهو من أشهر علماء المخالفين وكتابه وتفسيره معتمد جدا وخصوصا معتمد عند السلفيين ماذا يقول في تفسيره ارجعوا إلى تفسيره في تفسير هذه الآية المباركة يقول والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة ، يقول الصحيح هذا لماذا ؟ لأنه في الواقع رد على أولئك الذين حاولوا أن يقيدوا هذه الآية أو يخصصوها لفئة خاصة زعموا أنها قد نزلت فيهم وتدل على عدالتهم وهم الفئة التي عاصرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول لا هذا كلام باطل كلام لا يساوي فلسا الصحيح هو أن هذه الآية عامةٌ في جميع الأمة يرد بذلك على هؤلاء الذين شطحوا بعيدا والذين أوردوا حديثا عن ابن عباس إما هو اختلقه وإما أنه قد أختلق عليه عندهم حديث هكذا ذكروه عن ابن عباس مفاده ما ينسبه طبعا إلى رسول الله ابن عباس ليس عنده جرأة على ذلك لا يقول هذه من عندي هذه تفسيري تفسيري لهذه الآية أن هذه الآية نزلت في أصحاب رسول الله أو في المهاجرين والأنصار فقط ، لم تشمل كل الأمة فإبن كثير يرد حتى على ابن عباس يقول هذا غير صحيح الصحيح هو أن هذه الآية عامة في جميع الأمة وهنا نقول أن المخالفين بين أمرين لا ثالث لهما إما أن يقولوا بأن هذه الآية خاصة بالذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحبوه فبذا يُخرجون سائر الأمة عن الحكم الوارد في هذه الآية ، ماهو ذلك الحكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب في الإسلام كوجوب الصلاة والصيام ، فهل هنالك عاقل بالله عليكم من فقهاء المسلمين يقول مثلا إن هذا الحكم التي تضمنته هذه الآية فقط واجبٌ على أصحاب رسول الله وليس واجبا علينا هل يقول عاقل بهذا ارجعوا إلى المتون الفقهية لذا كل الفرق تجدون أنهم يستدلون بهذه الآية على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه واجب عيني على كل فرد من هذه الأمة على حسب المراتب ليس فقط واجب كفائي يستدلون بهذا ، فإذا كانت هذه الآية تخص فئةً دون سائر الأمم فإذا نحن ليس علينا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل يقول بهذا أحد فإذا لا بد من إرادة العموم في هذه الآية فإذا أختاروا الرأي الثاني والذي هو أيضا كلام أبن كثير ومفسريهم وفقائهم فإذا لا بد أن يتنازلوا عن قول الخطيب وابن حجر ومن لف لفهم على أن هذه الآية تدل على العدالة لأنك إذا قلت هذه الآية تعم الجميع كما قال أبن كثير أن هذه الآية الصحيح هو أن هذه الآية عامة في كل الأمة إذا لا يعقل أن تكون هذه الآية دليلا على عدالة كل الأمة لأنكم واضح الآن تجدون أن كثير من هذه الأمة فسقة وفجرة ويشربون الخمور ويمارسون أنواع الفجور ، فهل أن الله كاذب في كتابه والعياذ بالله ، فإذا كانت هذه الآية تدل على العدالة وحيث أنه ثبت لدينا أنها عامة في كل الأمة إذا لا يصح أن نقول عن فرد واحد من هذه الأمة حتى زماننا هذا أنه فاسق الكل يصبحون عدول حتى من يزنون بمحارمهم والعياذ بالله فهل يقول بهذا قائل هل يقول بهذا عاقل إذا لابد من أن نتخلى عن هذه الشطحة وهذا اللوّي للمعنى القرآني الواضح وهذا الغلو أو هذه المجازفة بالقول أن هذه الآية تدل على العدالة إنها لا تدل على العدالة بشئ ثم إذا لاحظنا في هذه الآية فإن الخيّرية المذكورة فيها كنتم خير أمة هذه الخيّرية متوقفة على ماذا ، تعتمد على ماذا ، تعليلها ما هو ، موجود في نفس الآية كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله أي أنكم  كأن الله تعالى يريد أن يوصل لنا هذا المفهوم أنتم يا أمة الإسلام يا أيها المسلمون خير أمة أخرجت للناس لأنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، في الآية تعليل لتلك الخيّرية سبب الخيّرية فمن يكون متصفا بهذه الصفة وهي صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه يكون من خير الأمة يكون لا شك ولا ريب من خير أمة أخرجت للناس ولا شرط أن يكون معاصرا لرسول الله أو مصاحبا له ، لا الآن الفرد العادي منا نحن إذا كان بالفعل مجاهدا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويؤمن بالله تبارك وتعالى تنتطبق عليه هذه الصفة فيصبح من خير أمة أخرجت للناس ، فإذا هذه آية عامة في مدح جميع من يتصف بهذه الصفة في هذه الأمة وحتى تطمئنوا أكثر حتى تطمئنوا أكثر على أن هذه الآية إنما تشير إلى هذا المعنى نرجعكم إلى حديث أوردتموه بأنفسكم أنتم أيها المخالفون إمامكم أحمد بن حنبل يروي هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسنده في مسند أحمد  في الجزء السادس الصفحة أربعمئة وأثنين وثلاثين يقول عن درة ابن أبي لهب قالت قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير أي الناس هو أخير الناس أفضل الناس أي الناس خير أي الناس من خير أمة أخرجت للناس فقال صلى الله عليه وآله وسلم : خير الناس أقرأهم لكتاب الله من يتلوا كتاب الله ويتدبر فيه وأتقاهم من يكون تقيا وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر يعني أكثرهم أمرا بالمعروف وأكثرهم نهيا عن المنكر وأوصلهم للرحم لاحظوا أيها الإخوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كأنه هاهنا يفسر هذه الآية حينما يُسأل من خير الناس آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر هذا الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يصبح خير أمة أخرجت للناس لم يقل من يعمل بهذا من أصحابي فقط ، ما قال هذا ! فهذا الحديث الشريف فيه دلالة واضحة على أن الآية عامة لا تخص فئة دون فئة من هذه الأمة وأن كل من يعمل بهذا الوظيفة الشرعية كل من يتصف بهذه الصفة صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو من خير أمة أخرجت للناس ولا يقتضي هذا تعديله ومهما يكن من أمر فإننا يجب أن نبحث هل أن هذه الصفات التي وردت في هذه الآية تنطبق على فرد فرد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم لا ، هل أن كل أصحاب رسول الله كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله حقا أم كان فيهم المنافقون وكان فيهم المرتدون بشهادة المخالفين وستعرفون فيما بعد أحد أصحاب رسول الله ممن تتلمذ عنده إلى هذه الدرجة يعني ليس صحابيا عاديا على قولهم رجل كان ملازما لرسول الله ومن أصحابه الملازمين له أستشهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا بالرجل ينتقل إلى مسيلمة الكذاب ويخطب في الناس خطيبا ويقول أيها الناس أنا صاحب رسول الله وأشهد بأن النبي بعد محمد هو مسيلمة وبذلك أخبرني رسول الله ، رسول الله أبلغني في آخر حياته أنه النبي من بعدي مسيلمة ، أنه لا نبي من بعدي وخاتم النبيين هذا كله كذب في كذب ، على حد قولهم صحابي لكنه مرتدٌ على ما يبدو ، فإذا ليس كلهم قد آمنوا بالله ليس كلهم قد أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر بل بالعكس ستجدون إن شاء الله وسنعرض نماذج كثيرة من حياة هؤلاء القوم الذين غالا فيهم المخالفون وقدسوهم ورفعوهم فوق مستوى البشر بأضعاف مضاعفة ستجدون أنه كثير منهم كانوا يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ورسول الله صلى الله عليه وآله تنبأ بأنهم سيذهبون إلى جهنم وأنه لن يخلص منهم إلا فئة قليلة قليلة جدا هم الذين سيبقون على الإيمان والإسلام وشبههم بهمل النعم الإبل الضالة كناية عن القلة كل هؤلاء يذهبون إلى جهنم ، ثلة مؤمنة فقط تبقى ..
{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }
هذا كتاب الله ينطق ، يقول :
 { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ }
 الله تبارك وتعالى ينص على أنهم سينقلبون ، ينقلبون ماذا تعني يا قوم ؟! ينقلبون يعني يرتدون ، ينقلبون إلى عهد الجاهيلة يعودون إلى الكفر يعودون إلى الشرك وهذا ما وقع ولن تنفع محاولات المخالفين في التملص من هذا الإشكال برمي هذه الأحاديث وهذه الإشارات الواردة في الكتاب والسنة حول الإرتداد برميها على الذين ارتدوا ظاهرا كقوم مسيلمة مثلا وقوم سجاح وقوم الأسود العنسي وطليحة وأمثالهم من الذين تنبؤا بعد استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله لن تنفع سننقض كل هذا علميا وسنثبت أن رسول الله تنبأ بإرتداد أصحابه الذين يعرفهم ويعرفونه والذين كانوا ملازمين له يجلسون معه يصلون وراءه يأكلون معه هؤلاء رسول الله صلى الله عليه وآله أنذرهم وحذرهم من أن يرجعوا بعده كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض وهذا ما حصل قل لي بالله عليك ما الذي وقع في معركة الجمل ألم يضرب بعضهم رقاب بعض أما قادت عائشة وطلحة والزبير ومن والهم ممن تسمونهم صحابة حربا ضد صحابةٍ آخرين على مفهومكم ومقياسكم ضد أمير المؤمنين عليه السلام وضد عمار بن ياسر وضد من اجتمع إليهم من المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ما الذي وقع في معركة صفين ما الذي وقع في النهروان حتى النهروان في بعض الخوارج صحابة على حد قولهم قبل ذلك في مقتل عثمان ألم يشترك بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في قتله ، إذاً ضرب بعضهم رقاب بعض فإذا كيف تقولون بأن هذه الأحاديث إنما هي تشير إلى المرتدين فحسب ، على أية حال هذه آيه واحدة من الآيات التي أستدلوا بها على أن الله يريد بهم فئة من يسمونهم الصحابة وأنها تدل على العدالة على عدالتهم جميعا وقد نقضنا كل هذا بما تبين لكم بهذا البحث بالأدلة بالبراهين فعرفنا أن هذه الآية عامة لا تخص فقط أصحاب رسول الله وعرفنا أنه لا دلالة فيها على العدالة أصلا فإذا يسقط أو تسقط هذه الحجة ويتبقى سائر الحجج التي نسقطها إن شاء الله تعالى تباعا كما تتساقط أوراق الأشجار في الخريف وهذا صلى الله على محمد وآل بيته الطاهرين ..

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp