اكذوبة عدالة الصحابة (1) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
اكذوبة عدالة الصحابة (1) 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرجيم
 
 القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام في ما أسروا وما أعلنوا و في بلغني عنهم وما لم يبلغني ..
  الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين ..

 الإصرار على نقض نظرية عدالة الصحابة الباطلة
  سنشرع بحول الله تعالى إبتداءًا من هذه الحلقة في هذه السلسلة البحثية التي عنوناها بعنوان أكذوبة عدالة الصحابة سنشرع بحوله تعالى في نقض هذه النظرية الإعتقادية الباطلة والسخيفة التي يعتقد بها أهل الخلاف والتي هي كما لا يخفى عليكم مثار حساسية بيننا وبينهم ففي الوقت الذي يصر فيه هؤلاء بعناد و تعنت على أن جميع من يسمونهم صحابة هم عدول وأتقياء وورعين وأنه لا يجوز جرحهم بشئ أو حتى توجيه نقد أو لوم أو مجرد عتاب لأحدهم حتى وإن كان من المغمورين حتى وإن كان هذا الجرح يتوجه لمن ارتكب الجرائم الكثيرة والموبقات العديدة منهم حتى القتلة والفسقة والفجرة يصر أهل الخلاف على عدم توجيه أي جرح أو نقد لهؤلاء ويرفعونهم فوق مستواهم الطبيعي يرفعونهم فوق مستوى البشر العاديين أقول في الوقت الذي يصر فيه أهل الخلاف بعنادهم وجهلهم على هذه النظرية ، نظرية عدالة الصحابة فإننا نحن في المقابل نعتبر أن من واجبنا الشرعي أن لا نقبل كل ما يردنا من هؤلاء الذين يسمونهم صحابة ونخضع هؤلاء بطبيعة الحال إلى النقد العلمي وإلى الجرح والتعديل حتى نرى من خلال بحثنا ومتابعتنا لسيرهم وتواريخهم هل أنهم جميعا حقا كانوا عدولًا أم أن بعضهم كان هكذا والبعض الآخر لم يكن على هذه النحو بل كان بعضهم وبصريح العبارة كان بعضهم من المجرمين والقتلة والفسقة والفجرة والمنافقين ..
  تجريح علماء المخالفين لكثير من الرواة
  قد يتسائل هاهنا أنه لم نحن في المقابل نصر على التمييز بينهم فنخرج من دائرة الإحترام من يكون منافقا أو فاسقا منهم من يكون مرتداً منهم ولم لا نعمهم جميعا بالتبجيل والإحترام والتقديس كما يفعله المخالفون أو لم نثير هذه القضية أصلاً لم لا نتناسى هذه الأمر بإعتبارهم أموات والقاعدة تقول أذكروا محاسن موتاكم نقول جواباً على هذا إن الداعي الذي يدعونا إلى مناقشة تواريخ هؤلاء وسيرهم وثلب بعضهم أو جرح بعضهم وتعديل البعض الآخر الذي يدعونا إلى هؤلاء هو نفس الذي يدعو جمهور أهل الخلاف وعلماؤهم إلى البحث في رواة الأحاديث طالعوا كتب الجرح والتعديل عند المخالفين ككتب الذهبي مثلاً وانظروا كيف أنه يجرح كثيرا من الأموات فينسب مثلا إلى هذا الراوي الذي هو مثلا قد يكون من رواة البخاري شيوخه أو رواة مسلم وشيوخه أو رواة أحمد بن حنبل وشيوخه ينسب إليه مثلا كان فاسداً أنه كان خبيثاً أنه كان منكر الحديث أنه ليس بشئ وهذه من أخف التعابير عندهم وإلا تعابير الجرح عندهم كثيرة أنه كان كاذباً أنه كان منتحلاً أنه كان بعضهم يشرب الخمر وما أشبه يبحثون في الجميع ويثلبونهم ويجرحونهم دون ما أي شعور منهم بالذنب فإذا قيل لهم لم تقومون بهذا ، لم لا تتذكرون محاسن موتاكم ، لم تفضحون هؤلاء وقد أصبحوا تحت التراب يقولون هم أوقعونا في ذلك لأن هذه دين ونحن نتلقى منهم الدين بإعتبارهم يروون الأحاديث فلا بد أن نبحث هل أن هذه الراوي مثلا ثقة أم ليس بثقة هل يمكنني أنا المسلم أن أقبل حديثه هل هو صادق في ما يقول ام لا كان مثلا فاسقا فلا يمكن أن أقبل حديثه أو أن أشك في أحاديثه على أقل تقدير هذا يقتضي مني حيث هو قد جعل نفسه في موقع نقلة هذا الدين جعل نفسه في موقع رواية الأحاديث النبوية الشريفة ، فإذاً هو قد أضطرني إلى أن أبحث في شخصه وسيرته حتى أرى هل أنه يمكنني أن أقبل حديثه أو لا أقبل وهذا يتطلب مني أن أستطلع كل جوانب تاريخه حتى أرى أن هذا الرجل صالح أم طالح فإذا أعترض علي أذكروا محاسن موتاكم أقول إني هاهنا أقدم الأهم على المهم إذ لا بد من أن أميز بين الطيب والخبيث ، بين الصالح والطالح بين الصحيح والخطأ ، بين الحق والباطل ، لأن عندنا تراث هائلاً من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحتاج إلى غربلة وتمحيص وتدقيقٍ وما أشبه ذلك وإلا لا يمكنني أن أقبل كل حديث يرويه كل أحد فإن هذا سيوقعني في مخالفة دين الله تبارك وتعالى حتما إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال بأنه ما مضمونه أنه ستكثر علي الكذابة من بعدي فإذاً يجب علي كإنسان مسلم واعٍ أن أبحث في الرواة وأرى هل أنهم من منهم هو الذي أقبل حديثه ومن منهم لا أقبل حديثه فلا بد بأن أعرضهم جميعا إلى مشرحة البحث العلمي إن جاز التعبير..
  المخالفون يعملون بهذه القاعدة العقلائية فيما يتعلق بكل رواتهم إلا أنهم حينما يصلون إلى من يسمونهم صحابة فإنهم يتوقفون يعطلون عقولهم ويجمدونها ويوهمون الناس جميعا بأن جميع هؤلاء الذين يسمونهم صحابة جميعهم عدول وجميعهم ثقات ولا يمكن لأحد منهم أن يكذب كما أن أحداً منهم لم يكن فاسدا على الإطلاق فكلهم أجمعين أكتعين أبصعين عدول ومقدسون ..
  نحن لا نؤمن بتجميد العقل بالنسبة إلى هؤلاء، لأن هؤلاء كغيرهم من الرواة هم بشر بشر عاديين فيهم المؤمن وفيهم المنافق فيهم الصالح وفيهم الطالح وفيهم التقي وفيهم الفاسق ، لا بد من أن نبحث لا بد من أن نحقق فيهم لا نؤمن نحن بتعطيل دور العقل ونقول للعقل حينما تصل إلى هذا الحد في ما يتعلق بالبشر فإنك تتوقف ، القرآن لم يعلمنا هذا رسول الله صلى الله عليه وآله لم يعلمنا هذا ، فلم أنتم تنكرون علينا أننا نبحث في هؤلاء الذين تسمونهم صحابة وننبش الماضي إنكم أيضا تنبشون الماضي تنبشون الماضي بالنسبة للرواة تنسبون الماضي حتى بالنسبة إلى التابعين وتابعي التابعين لكن عندما يصل السند إلى أحد الرواة تقولون هذا ثقة وعدل على أي أساس ، على أي أساس أنكم حكمتم مثلا بأن أبا هريرة ثقة وعادل على أي أساس حكمتم بأن عائشة بنت أبي بكر عادلةٌ وصدوقة ، ما يدريكم أن عائشة هي لم تكن تكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله مثلا إذا قلتم ثبت عندنا من خلال البحث والتحقيق أن عائشة صادقة وأن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كانوا صادقين ومؤمنين وعدول فهنا نرد عليكم أنه لا بد أن نعرض بحثكم هذا للمناقشة حتى نرى هل أن النتيجة التي توصلتم إليها صحيحة أم خاطئة وهذا يتطلب منا في أن نبحث في مسألة عدالة الصحابة كما نفعله الآن ، فإذاً لا يمكن لكم أن تشكلوا علينا في هذا الشأن لأنه ما دمت تريد أن تلزمني بإستنتاجك.. بالنتيجة التي توصلت إليها فإذاً لا بد أن تسمح لي بأن أناقشها على الأقل فإذا لا يتوجه إلينا إشكال مطلق في البحث في هذه النظرية وهذا الذي نريد أن نصنعه الآن من خلال هذه السلسلة إن شاء الله تعالى أن نبحث بشكل علمي بتجرد علمي هل أن  ما يقول به المخالفون صحيح أم خاطئ ، هل إن كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله عدول ومقدسين والله شهد لهم بالعدالة ، عدلهم كما يقولون وأنه لا يجوز للأنسان أن يجرح أحدهم لا يجوز للأنسان أن ينقد أحدهم لا يجوز للإنسان أن يسقط أحدهم أن يلعن أحدهم ، الإنسان المسلم أعني هل أن هذا صحيح أم أن الصحيح خلاف ذلك تماما وأن أصحاب رسول الله  كانوا كأصحاب الأنبياء السابقين فيهم المؤمن وفيهم المنافق وفيهم الطيب وفيهم الخبيث وعلى الإنسان المؤمن الصالح الواعي أن يبحث في تواريخهم لكي لا يتولى المجرمين منهم والظالمين وإنما يتولى الصلحاء منهم ، ولكي لا يقبل الأحدايث التي يرويها المنافقون منهم والكذبة وإنما يقبل  الأحاديث التي رواها الصادقون منهم والأتقياء والذين هم يوثق بحديثهم وكلامهم هذه مقدمة في أصل هذا المبحث ..
  من أين وكيف نشأ مصطلح صحابة ولماذا ؟!
  لدينا مقدمة أخرى وهي تتعلق بنقطة فنية إن جاز التعبير إذا لاحظتم نحن نتحاشى أن نعبر عن هؤلاء الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الإصطلاح وهو الصحابة ، لعلكم سمعتم منا أكثر من مرة أننا نعبر هكذا نقول هؤلاء الذين يسميهم المخالفون صحابة فما معنى قولنا هذا لم نحن مثلا نتحفظ على هذا الإصطلاح ، نقول إن هذا الإصطلاح الصحابة هذه اللفظة هذا الإسم نحن نتحفظ عليه لأنه أولا لم يرد في أي آيه قرآنية ولا أي حديث نبوي شريف كإصطلاح إسلامي أو شرعي ، إبحثوا في طول القرآن وعرضة أبحثوا في طول الأحاديث النبوية وعرضها حتى الموضوعة منها حتى المنحولة منها لن تجدوا كلمة الصحابة مطلقا لا تجدونها على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله مطلقا وأما في الكتاب العزيز فظاهرٌ أنها ليست موجودة ، فإذاً نحن نؤمن بأنه يجب أن يكون لساننا متوافقاً مع لسان القرآن والسُنة المطهرة فما يعبر عنه القرآن نأخذه كإصطلاح وكذلك السنة المطهرة ولا نبتدع إصطلاحاً جديداً من عندنا إذا كانت فيه محاذير إذا كانت في هذا الإصطلاح محاذير فإننا نتحفظ على هذا الإصطلاح، الصحابة إصطلاحٌ مبتدعٌ جديدٌ لم يعرف في كتاب الله ولا في سنة نبيه أي في أحاديث نبيه صلى الله عليه وآله فعلى أي أساس نحن نتمسك بمثل هذا الإصطلاح ونعبر عن هذه الفئة من الناس بهذا الإصطلاح هذا أمر..
  الأمر الآخر نفس هذا الإصطلاح يشعر بنوع من التفخيم والتعظيم لمجموع هؤلاء الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وآله فردا فردا يعني المجموع الأستغراقي كلهم كأن في الإصطلاح نوع مبالغة ، لماذا ؟ لاحظوا جيداً جمع كلمة صاحب في اللغة العربية ما هو ارجعوا إلى القواميس إلى المعاجم إلى معاجم اللغة تجدون الجمع أصحاب جمع الصاحب أصحاب أو صحب أو صحبان على وزن شبان هكذا أو صِحاب وإذا أرادوا جمع الجمع فيقولون أصاحيب يعني جمع الجمع هذا يكون هذا ذكر في المعاجم وبإمكانكم أن ترجعوا مثلا لسان العرب لأبن منظور تجدون أنه يذكر في مادة صحب يذكر هذا الأمر أنه جمع الصاحب أصحاب أصاحيب صحب صحبان صِحاب جمع الجمع جمع الأصحاب يعني أصحايب وأما الصحبة والصحب فإسمان للجمع هكذا يذكر وفي نفس المصدر اي في لسان العرب في مادة صحب تجدون أنه يذكر حينما يأتي إلى لفظة الصحابة ، دققوا ماذا يقول ولم يجمع فاعل على فعالة إلا هذا صاحب وزنه في اللغة العربية ما هو فاعل جمع الفاعل أفعال فكيف أصبح هذا الوزن فاعل يجمع على فعالة يقول لم نجد في اللغة العربية أنه جمعت كلمة على وزن فاعل إلى على وزن فعالة إلا هذه ، هذه الكلمة كلمة الصحابة ، هذا أمر جدير بالتأمل أنه من أين نشأت هذه اللفظة ، فنقول هنالك احتمالان كلاهما يرجعان إلى نية تبدو لدينا أو تتراءى لدينا من المخالفين في أن يصبح لهذه الفئة من البشر مكان خاص مقام خاص مكانة خاصة ، فلذا أبتدعوا لهم هذا الإصطلاح كما أنه لدينا نحن مثلا كإصطلاح قرآني وحديثي إصطلاح أهل البيت هذا أصطلاح ورد في القرآن ورد في الحديث الشريف وهو إصطلاح إسلامي شرعي سليم كأنهم أرادوا أن يجعلوا إصطلاحا آخر في قبال هذا الإصطلاح فلذا أبتدعوا هذا الإصطلاح فقالوا صحابة واحد من أمرين إما أن هذه الصيغة صيغة الصحابة هي من صيغ المبالغة يعني أرادوا أن يوهمونا بهذا المعنى أنه هؤلاء الأصحاب ليسوا أصحاب فقط وإنما صحابة يعني قد بولغ في أو يعني يبالغ في كونهم أصحابا صيغ المبالغة معروفة في اللغة العربية مثل فعول، فعول من صيغ المبالغة مثل حينما نقول مثلا عالم وعلّامة علّامة من صيغ المبالغة يعني أنه أكثر من مستوى عالم كذلك هاهنا كأنهم يريدون أن يقولوا لنا هؤلاء ليسوا مجرد أصحاب هذا ليس مجدر إنسان عادي صاحب عادي لاهذا مقامه أرفع من مستوى الصاحب العادي لرسول الله ، فلذلك هم صحابة وإما هذا الفرض الأول ..
  الفرض الثاني أنهم يريدون بإبتكار هذا الإصطلاح إصطلاح الصحابة أن يقولوا إن هؤلاء كانوا يعمدون إلى ممارسة الصُحبة والإتصاف بها كما نقول عدالة ، ما الفرق بين العدل والعدالة ، العدل هو الأثر الخارجي تحقق العدل أما العدالة هو إتصاف الإنسان بصفة العدل أي أنه يمارس هذا العدل ويعمد إلى الإتصاف بهذه الصفة حينما يقف الإنسان في المحكمة ويقول عدالة القاضي يخاطب القاضي بقوله ألتمس من عدالتكم ، عدالتكم يعني ماذا ؟ يعني أنك متصف إتصافا أصيلا بهذه الصفة صفة العدل وتحرص على ممارسة العدل وعلى الإتصاف بهذه الصفة ، فكأن المخالفين يريدون بقولهم صحابة أن يقولوا لنا إن  هؤلاء البشر كانوا قد حرصوا فعلياً على أي يتصفوا بهذه الصفة على أن يلازموا رسول الله صلى الله عليه وآله ويصاحبوا ويمارسوا ذلك حتى تصبح هذه الصفة فيهم مستغرقة فيهم ، فإذا عندنا فرض أن هذا الإصطلاح جاء على نحو صيغ المبالغة وإما على هذا النحو الذي قلناه وفي كلا الفرضين فإن فيه إشعارا بتعظيم وتفيخم لا مبرر له ، كيف نقول أنه لا مبرر له هذا ما سيتجلى لنا في البحث ..
  سيتضح لنا أن كثيرا من هؤلاء صاحبوا رسول الله صلى الله عليه وآله نفاقا كثيرا من هؤلاء صاحبوا رسول الله للدنيا ، كثيرا من هؤلاء صاحبوا رسول الله على نحوِ حشرٌ مع الناس عيد ، أي ماكانوا يعمدون إلى هذا الأمر ما كانوا يحرصون على هذا الأمر نعم بعضهم كان على هذا الأمر، فإذاً لم نبالغ فيهم لم نغلوا فيهم ، سيتبين لكم إن شاء الله تعالى من خلال هذا البحث المعمق كيف أن المخالفين يقدسون هؤلاء ويرفعونهم فوق مستوى البشر العاديين إلى درجة تبعث على السخرية واقعا ، لأنكم سترون فضائحهم وسترون أن فيهم من يترفع الإنسان المؤمن في زماننا الحالي عن بعض أفعالهم ، بعضهم كان في منتهى الفساد والقذارة والفسق، بعضهم كان جائرا بعضهم كان سفاحا ، فلم نبالغ في تصويرهم للعوام ونعتبرهم كأنهم من جنس الملائكة، كأنهم خير الخلق بعد الأنبياء كما يقولون ويزعمون كذبا و زورا وخداعا لعوام الناس فيبدو لنا أن كلمة صحابة جاءت في هذا السياق فلذا نحن نؤكد على ضرورة أن لا يُعبر أتباع أهل البيت صلوت الله عليهم عن هذه الفئة من البشر بإستخدام هذا الإصطلاح، لا تقولوا صحابة قولوا أصحاب رسول الله ، أصحاب عاديين لا تقولوا صحابة لا تستخدموا هذه الإصطلاحات التي جاءتنا من ديانة المخالفين هذه نقطة فنية أردنا أن نتوقف لتبيانها قبل أن نشرع في البحث ..
 منشأ فكرة عدالة الصحابة المغلوطة
 تبقت لدينا مقدمة ثلاثة أو تمهيد ثلاث حتى ندخل في هذا البحث هذا التمهيد نجيب فيه على هذا التساؤل أي أنه من أين نشأت فكرة عدالة الصحابة هذة الفكرة المغلوطة من أين جاءت في واقع الأمر ، نقول إنما يبدو لنا أنه هنالك عاملين أساسيين تسببا في تكوين هذا المعتقد هذه الفكرة العقدية ..
  العامل الأول هو ما ألمعنا أليه قبل قليل وهو أن القوم أرادوا أن يضعوا بديلا عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام كقيادة شرعية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله نحن نعلم بأن آل محمد صلوات الله عليهم هم القيادة الشرعية التي نصبها الله تبارك وتعالى بعد نبيه صلى الله عليه وآله أني تارك فيكم ما إن تسمكتم بهما الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وأهل بيتي فإذا القيادة لأهل البيت بعد رسول الله إذا أردنا أن نستفسر عن مفهوم عقائدي عن حكم شرعي فيجب أن نذهب لكي نطرق باب أهل البيت وندخل من أبوابهم سجدا ونتلقى منهم العلوم والمعارف والأحكام هذا هو ما أمرنا الله تبارك وتعالى ورسوله به ..
  الأنقلابيين الحكومات الإنقلابية بدأً من حكومة أبي بكر لعنه الله وإنتهاءاً بالحكومات التي نراها اليوم التي تتحكم في رقاب العباد من المسلمين أرادت على مر التاريخ أن تبعد هذه الأمة عن هذه القيادة الشرعية فلا بد أن تضع بديلا عنهم وكانت أولى البدائل التي طرحت هي الصحابة هؤلاء قدوتنا هؤلاء عظماؤنا هؤلاء نقلة الدين وحفظة كتاب الله وسنة نبيه هؤلاء هم القناة التي أوصلت إلينا هذا الدين هؤلاء سادتنا ، بذا أبعدت هذه الحكومات ومن أتصل بها ممن تآمر معها على هذه الأمة في إبعادها عن أهل البيت النبوي بذا أستطاعوا أن يخلقوا بديلاً عن أهل البيت صلوات الله عليهم والنتيجة العملية التي تلاحظونها في معتقداتهم وحتى في أحكامهم الفقهية أنهم يتعاملون مع كل واحد وكل فرد فرد من هؤلاء الدين يسمونهم صحابة على أساس يجعله كإمام معصوم عندنا يعني يجعلون قول هذا الذي يسمونه صحابي وفعله وتقريره حجة شرعية يعني واقعا ينقادون إليه لأنه ذلك الصحابي على قولتهم فعل كذا وكذا فإذا هذا شرعي وهو حجة تترتب عليه الأحكام ، لأن ذاك الذي يسمى صحابي لم يفعل كذا وكذا فهذه حجة على تحريم ذلك الفعل ، فإذا فعلا تعاملوا مع هؤلاء كتعاملهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله كيف أن فعل رسول الله وقوله وتقريره حجة كذلك جعلوا هؤلاء الأصحاب في نفس هذا المقام النتيجة العملية هي هذه، تعاملوا معهم تعامل الإنسان مع من نصبه الله تعالى لقيادته إما إن يكون رسولا أو وصيا إماما معصوما وما أشبه يعني واقعا هكذا كما نحن نتعامل مع أئمة أهل البيت صلوت الله عليهم أجمعين وننظر إليهم على أنهم قيادتنا الربانية ونتلقى منهم العلوم والأحكام والعقائد ونعتبر أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم حجة هم كذلك يتعاملون مع من يسمونهم صحابة ويغلون فيهم ، يقدسونهم فلذا نقول أنهم أرادوا أن يضعوا بديلا عن أهل البيت أي عن القيادة الربانية الشرعية نسخة مزيفة عن هذه القيادة هذا على ما يبدو لنا العامل الأول في نشوء هذه الفكرة العقائدية المغلوطة التي تسمى عدالة الصحابة ..
  العامل الثاني المخالفون وجدوا في قراءتهم التاريخية أنه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كان هنالك خطان متعارضان .. الخط الأول هو خط أهل البيت صلوات الله عليهم بدءاً من زعيمهم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وكذلك زعيمتهم سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها وخط آخر كان يتضمن كثيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، والخطان كانا على طرفي النقيض ، في الوقت الذي الخط الثاني كان يمثله أبي بكر بن أبي قحافة كزعيم وكقائد وكخليفة من بعد رسول الله الخط الثاني كان يمثله على وفاطمة صلوات الله عليهما وتضارب الخط الثاني مع الخط الأول وتواجه الطرفان ووقعت المواجهة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ،يعني في عمق العاصمة الإسلامية ومواجهة كانت صعبة جدا ، وسفكت فيها دماء مضى أبو بكر هلك جاء عمر واستمرت المواجهة هلك عمر وجاء عثمان وأستمرت المواجهة بويع أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة وإذا الفترة التي يحكم فيها تختلف كلية يعني في سلوكه في طريقة حكمه في عقيدته وأحكامة تختلف كلية عن ما قبلها وما بعدها لم يسر بسنة الشيخين أصلا ثبت موقف حينما قتل عمر وأجتمع أهل الشورى كما يسمونهم وعرضوا الخلافة على عليٍّ دون عثمان بشرط أن يعمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين قال لا .. كتاب الله نعم سنة نبيه نعم ولكن سيرة الشيخين لا.. ما معنى هذا ؟ أن عليٍّ يمثل خطاً آخر أما الشيخان أبو بكر وعمر عليهما لعائن الله فخطهم آخر لا يقبل عليٌّ بأن يعمل بذلك الخط ، قتل عليٌّ صلوات الله عليه شهيدا ، جاء الحسن صلوات الله عليه وحكم لمدة ستة أشهر وأيضا كان خطه متمايزا عن الخط الآخر وعلى صراع مع من يمثل الخط الآخر وهو معاوية لعنه الله ، جاء معاوية إلى الحكم ، أهل البيت أتخذوا موقف الإنعزال واستمر ذلك إلى آخر إمام من أئمة أهل البيت وهو إمامنا المهدي المنتظر صلوات الله عليه أنعزلوا عن الحكم ولطالما كانوا يصرحون بإعتراضهم على هذا الخط كانت لهم مدرستهم المستقلة ، أحكامهم المختلفة عن أحكام الخط العام ، خط العام له فقهاء خط السلطة أبو حنيفة مالك بن أنس محمد بن أدريس الشافعي أحمد بن حنبل سفيان الثوري ومن أشبه لهم فقهاء ولهم أحكام ولهم كذا، أهل البيت عليه السلام في المقابل لا كان لهم خطٌ خاص أحكام خاصة مدرسة خاصة تلامذة خاصين فإذا دائما كان هنالك خطان متمايزان، أي أن هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كانت منقسمة إلى خطين أساسيين خط هو خط الشرعية الإسلامية المتمثل بأهل البيت وخط آخر كان مناهض لهم وهو الخط الذي أستولى على الحكم بالقوة فوقعوا هاهنا في مأزق ماهو هذا المأزق أنه إذا سمحنا لهذه الأمة في أن تبحث في هذا الخلاف في أن تبحث في تفاصيل هذا التعارض بين الخطين في أن تفتش عن هذه الخلافات لم كان عندنا خطان من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لم وقعت هذه المواجهات بين الخطين على مر التأريخ ما هي حقيقة ما يجري علم علماء السوء من المخالفين بدفعٍ من سلطاتهم من حكوماتهم أنهم إذا سمحوا للأمة في أن تبحث في هذا الأمر فإنها ستكتشف حقيقة الخط الثاني وأنه كان خط النفاق والإنحراف والفساد وأن الخط الأصيل هو خط أهل البيت عليهم السلام فتلتف الناس حولهم ولا تبقى للمذهب الذي يمثل الخط الثاني لا تبقى له باقية ، وإذا لم تبقى لذلك المذهب باقية فهذه الحكومات ستسقط هؤلاء الفقهاء سيسقطون وتتبخر كل آمالهم ومصالحهم وما يحاولون الحفاظ عليه من أموالهم و ثرواتهم ومناصبهم وجاههم لأنهم يريدون أن تبقى هذه الأمة في هذا الخط المنحرف حتى يبقى ما في  أيديهم فلهذا أرادوا أن يجعلوا سدا أمام هذا البحث وهذا النقاش فابتكروا هاهنا ما يسمى بنظرية عدالة الصحابة ومضمونها في السيطرة على العقل هو أنك حينما تريد أن تناقش التاريخ ناقش التاريخ كما تشاء ولكن حينما تصل إلى تاريخ ما يسمى بالفتنة بين الصحابة أو الخلاف والمشاجرات والحروب التي وقعت بينما يسمى الصحابة فعليك أن تتوقف وتكف لسانك وتغمض عينيك وفقط تدعوا لهم بالرحمة والمغفرة والرضوان لأنهم جميعا عدول فما قد يتراءى لك من صدور ذنوب من بعضهم جرائم من بعضهم إعرف أن هذا الذي صدرمنهم هو على نحو الإجتهاد  الذي إن أصابوا فيه فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد، يعني أبو بكر اغتصب الخلافة من عليٍّ عليه السلام إن أصاب له أجران إن لم يصب فهو مجتهد قد أخطأ مع ذلك نحترمه ، عائشة ركبت جملا وأشهرت السيف في وجه الخليفة الشرعي أمير المؤمنين عليه السلام وتسببت في إراقة دماء الألوف من المسلمين إنها قد أجتهدت وأخطأت ، معاوية قتل عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه معاوية مجتهد مخطئٌ مأجور أجراَ واحدا ، وعليك أن تسكت انتهى لا تفهم أرادوا بهذا أن يصححوا الموقفين ويخلطوا الحق بالباطل حتى تتوقف هذه الأمة عن البحث في هذه المسائل الشائكة وتبقى هذه الأمة مغيبة عن الحق والحقيقة..
  هذا على ما يبدو لنا هو العامل الثاني في نشوء هذه الفكرة العقائدية المسماة بعدالة الصحابة وإن شاء الله نبدأ في الحلقة المقبلة ببيان حججهم على هذه النظرية ومن نشرع بإبطالها بحول الله تبارك وتعالى هذا وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ..

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp